في صحف اليوم السبت 12 مارس/آذار 2011، اليابان يتصدر الصفحات الأولى للجرائد. "اعتقدت أنها نهاية العالم" عنوان ليبراسيون،بعد الزلزال الطوفان تكتب لوفيغارو فيما تصف فرانس سوار الكارثة ب"يوم القيامة". الاندبندنت ونيويورك تايمز أشادتا من جهتها بجهود اليابان في تطبيق معايير السلامة لمكافحة الزلازل وامواج التسونامي. أما الصحف العربية فلم يحظ فيها اليابان بالنصيب الاكبر، بل واصلت اهتمامها بالغليان الشعبي والسياسي في البلدان العربية.
إعداد حسنية مليح
ليبراسيون - باريس
"اعتقدت أنها نهاية العالم"
اعتقدت أنها نهاية العالم، تعنون ليبراسيون التي نقلت شهادة مفصلة لأحد من عاشوا الكارثة. كانت الساعة تشير إلى الثانية وست وأربعين دقيقة بعد الظهر. عندما بدأت الأرض تهتز في تاكاناوا شمالي شرق البلاد. الغربان التي يقال إنها أول ما يشعر بالزلازل شوهدت تحلق مذعورة في كل الاتجاهات، الناس هرعوا إلى الشوارع وصفارات الإنذار تدوي دون انقطاع. الهزة دامت طويلا، طويلا جدا وكأنها ستستمر إلى الأبد.
فجأة، نقرأ في ليبراسيون، ساد هدوء مرعب. استعدت وعيي وشاهدت حولي، أنا أرى وأحس إذا أنا مازلت على قيد الحياة، إذا الزلزال الأعظم المنتظر في اليابان لم يقع أمس.
لوفيغارو - باريس
الطوفان
مشاهد بالفعل تذكر بما يروى عن يوم القيامة، نقرأ في لوفيغارو، بعد الزلزال..الطوفان، تعنون الصحيفة الفرنسية التي نقلت من جهتها شهادات من ميناء هاكودات شمالي شرق اليابان الذي تحول إلى مدينة مقفرة أو بالأحرى إلى شبه جزيرة مقفرة بعدما غمرته مياه المد البحري بشكل كلي تقريبا.
لوفيغارو ذكرت. بأن الكارثة كانت ستكون أكبر لولا نظام التحذير من أمواج التسونامي في عرض المحيط الهادي. نظام أدى مهمته على أحسن وجه، تكتب الصحيفة، بعدما تم تطويره على إثر كارثة تسونامي العام ألفين وأربعة في منطقة جنوب شرق آسيا. النظام يرصد عادة الأنشطة النووية لكوريا الشمالية لكنه أمس حذر المنطقة من مد بحري كاسح.
فرانس سوار- باريس
كارثة القرن.. في اليابان
صحيفة فرانس سوار تتفق مع لوفيغارو في إعطاء وصف يوم القيامة لكارثة الزلزال والمد البحري في اليابان. كارثة القرن في اليابان، تقول فرانس سوار. كارثة إنسانية وكارثة اقتصادية. الزلزال ضرب اليابان في وقت غير مناسب، على حد تعبير الصحيفة لأن الأرخبيل كان بصدد النهوض من ركود اقتصادي تزايدت حدته خلال السنوات العشر الأخيرة.
قيمة الخسائر التي تسببت فيها الكارثة تقدر حتى الآن بعشرة مليارات إلى ثلاثين مليار دولار، بينما خزينة الدولة عليها ديون تمثل مئتين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي .
الإندبندنت - لندن
وبعد الكارثة لا ينفع الندم، الدرس الذي تأكد أمس بعد زلزال اليابان برأي صحيفة الاندبندنت. الصحيفة البريطانية تؤكد أن اليابان لم يكن أمس من النادمين، لأنه كان مسلحا ببنى تحتية مقاومة للزلازل وبنظام رصد وتحذير من أمواج المد البحري، ما جعل الحصيلة صغيرة بالنظر إلى حجم الكارثة.
الاندبندنت تذكر بأن قوة زلزال كانتو الذي مازال في أذهان اليابانيين والعالم، كانت تقل بكثير عن قوة زلزال أمس في شمال شرق اليابان، لكنه خلف مئة وأربعين ألف قتيلا في العام ثلاثة وعشرين تسع مئة وألف.
اليابانيون يفتخرون دائما، تقول الاندبندنت، بلوحة "الموجة الكبيرة" للفنان الياباني هوكوساي المعروضة حاليا في متحفي نيويورك ولندن. تلك اللوحة، تحولت أمس إلى حقيقة واليابانيون رغم ذلك مازال بإمكانهم أن يفتخروا بما أنجزوه في مجال مكافحة الزلازل وأمواج التسونامي.
نيويورك تايمز - نيويورك
وفي النيويورك تايمز إشادة بمعايير السلامة هذه التي يطبقها اليابان منذ عقود، جدران عالية عند مداخل الموانىء، مباني متينة شاهقة وقابلة للتمايل وشبكة اتصالات عالية التكنولوجيا من بين الإجراءات التي اتخذتها اليابان بهدف التخفيف من حدة الزلازل وأمواج المد البحري، إضافة إلى توعية السكان وإعدادهم نفسيا للتعاطي مع الكوارث.
صحيفة نيويورك تايمز، ركزت في عددها اليوم على تلك الجدران العالية التي تقي من أمواج المد البحري في البلد الذي أضاف إلى قاموس العالم مصطلح التسونامي.
هذه الجدران تثير الكثير من الجدل في اليابان، مناهضوها يعتبرون أنها معادية للبيئة وان شكلها يشوه المناظر الطبيعية للساحل، أما مؤيدوها فذكروا أمس أنها إن لم تمنع الأمواج العاتية، لكنها تلقت عن اليابانيين لطمتها الأولى والأقوى.
الشرق الأوسط - لندن
في الصحف العربية، زلزال اليابان لم يحظ بالأهمية نفسها بل بقي الاهتمام منصبا على الثورات العربية.وحتى أن صحيفة الشرق الأوسط عنونت مقالها عن الكارثة "ثورة الطبيعة تضرب اليابان" من كثرة تردد كلمة الثورة في الصحف العربية خلال الأشهر الأخيرة.
الوضع في ليبيا إذا مازال في الصدارة. صحيفة الشرق الأوسط اهتمت بإعلان الولايات المتحدة عن تعيين مبعوث خاص لها للتعامل مع المعارضة الليبية، والقدس العربي عادت إلى الانقسام الأوروبي بشأن ضربة عسكرية في ليبيا عقب قمة الاتحاد أمس في بروكسل، بينما اهتمت السفير اللبنانية المقربة من حزب الله، بما وصفتها خطوة ملتبسة من مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانييل بيلمار الذي تقدم بقرار اتهامي معدل وموسع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات