أبلغت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في اليمن سفراء الاتحاد الأوروبي أن وقت المبادرات لحل الأزمة مع الرئيس علي صالح قد انتهى، في حين أعلنت منظمة حقوقية إن عدد ضحايا الاحتجاجات بلغ 47 قتيلا منذ 16 فبراير/شباط الماضي.
أصبحت ساحة التغيير استراحة كبيرة للقاء جميع الأطياف- عدسة ايلاف |
صنعاء: أبواب تلو أخرى تغلق في وجه الواقع اليمني في ظل تصعيد من قبل طرفي المعادلة السياسية، بينما يقف في الوسط شارع ساخن يعتقد أنه لا حل بالحوارات بين السلطة والمشترك سوى برحيل الرئيس.
مساء أمس شهدت اليمن تطورا لافتا حيث أبلغت أحزاب المعارضة "اللقاء المشترك" سفراء الاتحاد الأوروبي بصنعاء أن وقت المبادرات قد ولى وأن القرار بات للشعب. حتى المبادرة الأخيرة التي طرحها القيادي في الحزب الحاكم محمد أبو لحوم قال عنها الناطق باسم المشترك محمد قحطان إنهم سيناقشوها برغم أن الوقت لم يعد للمبادرات.
ويرى بعض الأطراف إن مبادرة أبولحوم - الذي يحظى باحترام المعارضة- قد توفر مخرجا مقبولا للأطراف، فيما يعتقد آخرين إنها قد تذهب حيث ذهبت المبادرات السابقة.
المبادرة تتضمن عدد من النقاط أهمها "إعداد دستور جديد للبلاد مبني على النظام البرلماني ومبدأ القائمة النسبية، في أربعين يوماً واتفاق موعد الاستفتاء على الدستور، وتغيير بعض المسؤولين، وتشكيل حكومة وحدة لإدارة انتخابات برلمانية ورئاسية في فترة لا تتجاوز العام، أي مطلع 2012 وجدولة انتقال سلمي للسلطة خلال هذه الفترة.
وتطرح المبادرة ضمانات للتنفيذ من خلال "التوقيع على نقاط المبادرة تحت إشراف محلي وبرعاية أصدقاء اليمن الإقليميين"، في حين ضمنت للمعتصمين الحفاظ عليهم وأن لا يتم دفعهم خارج ميادين الاحتجاج بالقوة إلا بعد تحقيق المطلبين المتعلقين بإعادة كتاب الدستور وإقالة المسؤولين.
وتأتي تلك المبادرة في حين وصل عدد قتلى اعتصامات الشباب في اليمن المطالبين برحيل صالح من 16 فبراير حتى 13 مارس 2011 إلى 47 قتيل، في ثماني محافظات وفقا لإحصائية لمنتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان.
وقال المنتدى إنه رصد مقتل 31 شخص في عدن والبقية توزعوا على المحافظات أمانة العاصمة 4 قتلى، وفي البيضاء قتيل ، ولحج 4 قتلى، وعمران قتيلين وفي تعز قتيلين، وفي المكلا قتيل ، وفي إب قتيل .
في غير وقتها
حول المبادرة يتحدث الكاتب الصحفي علي الفقيه لـ إيلاف معتبرا إن مبادرة أبو لحوم للتقريب بين الأطراف السياسية لن تلقى استجابة لأنها جاءت في غير وقتها - وتأخرت كثيرا حتى فقدت فاعليتها لأنها موجهة للمشترك والمشترك الآن لم يعد الأمر بيده وأصبح ملزما بالاستجابة للشارع الذي تحرك وأعلن أنه لم يعد قابلا لأي مبادرات أو حوارات ليس من ضمنها رحيل صالح". حلمة برئيس كالرئيس اليمني الأسبق ابراهيم الحمدي - عدسة ايلاف
وأضاف: "يبدو أن فقدان الثقة بين الشارع والرئيس ستكون هي العقبة التي تجعل الشارع يرفض أي مبادرات، كما أن هناك شعور لدى الناس بأن العودة إلى البيت والرئيس لا يزال في السلطة ستكون مكلفة كثيرا وسيشعر الجميع أنهم سيكونون عرضة للانتقام وسيخوض الرئيس وأسرته حربا ضد كل هؤلاء".
ورأى إنه "لو حصل اتفاق يشرف عليه أصدقاء اليمن كما ورد في مبادرة أبو لحوم يكون مضمونه أو الجزء الرئيس فيه جدولة الانتقال السلمي للسلطة".
ويعتقد إنه "لو كانت فترة الانتقال السلمي هذه سنة كاملة أو تزيد قليلا وتلقى المحتجون والمشترك ضمانات حقيقية أن الخطوات ستنفذ ابتداءً من تعديل الدستور والنظام البرلماني والقائمة النسبية وعزل الأقارب وانتهاءً بحكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات لا يكون صالح أو أيا من أٌقاربه طرفا فيها فإن ذلك قد يجعل الناس يقبلون بحل من هذا القبيل".
الجوف ومأرب خارج السيطرة
الفقيه اعتبر "أن أي مبادرة توفر للرئيس خروج مشرف هي لصالحه وعليه أن يلتقطها دون مكابرة فاليوم عمليا تعتبر محافظتا مأرب والجوف خرجت عن السيطرة".
ويأتي حديث على الفقيه بعد أن تمكن متظاهرون في محافظة الجوف ذات الطابع القبلي من الاستيلاء على مقر المحافظ، فيما اعتبره مهتمون إنه سقوط للمحافظة في أيدي المتظاهرين، إضافة إلى اقتحام موقع عسكري وقتل قائده.
وفي محافظة مأرب أدت الاشتباكات التي حصلت بين المتظاهرين وجنود في المحافظة إلى إصابة المحافظ.
طرد وتهديد صحفيين
ويعمل الصحفيون في اليمن حاليا في جو مشحون من العدائية التي يبثها الإعلام الحكومي ضد المناوئين لحكم صالح أو حتى من يحاولون إمساك العصا من الوسط. ساحة التغيير كما بدت أمس- عدسة ايلاف
ويتعرض مراسل الجزيرة أحمد الشلفي لمضايقات كان آخرها ترصده أمام منزله طوال يوم أمس. وقال الشلفي لـ إيلاف أن سيارات ظلت تجوب أمام منزله طوال اليوم، وذلك بسيارة لاند كروزر، مشيرا إلى أنه لم يستطع العودة حتى بأطفاله إلى المنزل وباتوا ليلتهم خارج المنزل.
وكان الشلفي قد تلقى تهديدا قبل أيام بتصفيته وخطف أولاده.
إلى ذلك قالت مصادر إعلامية إن السلطات اليمنية رحلت اليوم الاثنين أربعة صحفيين أجانب يغطون الاحتجاجات ضد نظام صالح لصحف بريطانية وأميريكية.
ودانت منظمة مراسلون بلا حدود اعتقال الصحفيين الأجانب صباح من شقتهما في مدينة صنعاء القديمة اثنين منهم يحملون الجنسية الأميركية.
استقالة وزير الأوقاف.. موجعة
وشغل خبر استقالة القاضي حمود الهتار من وزارة الأوقاف مساحة اهتمام واسعة خصوصا بعد أن أعلن الاثنين إن "استقالته من منصبه جاءت احتجاجا على أعمال العنف ضد الاحتجاجات السلمية المطالبة برحيل النظام".
ويعد الهتار أحد أبرز الوجوه الذي خدمت النظام في كثير من المواقع كان أبرزها لجنة الحوار مع الإرهابيين السابقين، وكذلك مع العائدين من غوانتانامو والخارجين من السجون بتهم تتعلق بالإرهاب.
القبيلة تساند والريال يتراجع
في سياق متصل بميدان التغيير في العاصمة صنعاء انضم عشرات من شيوخ ووجهاء قبيلة بكيل كبرى قبائل اليمن إلى المعتصمين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح على رأس وفد يقوده الشيخ أمين العكيمي رئيس مؤتمر بكيل العام، والشيخ الحسن بن علي أبكر رئيس ملتقى قبائل الجوف.
كما قرر الآلاف من الشبان المشاركين في الاعتصام المفتوح بمحافظة عمران إلى نقل اعتصامهم إلى ساحة التغيير لمساندة معتصمي صنعاء.
اقتصاديا أدت الأوضاع الحاصلة في اليمن حاليا إلى تراجع في سعر صرف الدولار الذي صمد لمدة أربعة أشهر عند ذات السعر.
وتراجع سعر الريال مقابل الدولار من 214 إلى 220 حيث بررت مؤسسات الصرافة الأمر بارتفاع معدلات الطلب على الدولار وقلة المعروض منه في السوق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات