الأقسام الرئيسية

هكذا تحدث المصريون

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح

motazbellah abdelfattah

22 مارس 2011 10:09:42 ص بتوقيت القاهرة

«مشاعرى مختلطة: جيد أن النتيجة كانت «نعم» لأننى بصراحة لم أكن أتخيل من سيدير الأمور سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فى مصر إذا كانت الأغلبية مع «لا». لكنى حزين أن النخبة السياسية والفكرية فى مصر بكل ما أعلنت من تصريحات وكتبت من مقالات وقالت فى برامج التليفزيون والراديو والإعلانات المدفوعة الأجر لم تستطع أن تقنع إلا 23 بالمائة من المصريين بموقفها. هذا يعنى أننا (وأنا معهم) نكلم أنفسنا فى معظم الأحيان. مؤشر مثير للقلق».

كتبت هذه العبارة على الفيس بوك، فساعدنى عدد من أصدقائى الفيسبوكيين على التعليق عليها ثم انتهينا إلى عدد من النتائج.

أولا، لا يمكن الادعاء بأن «لا» كانت اختيار الثائرين، وأن «نعم» كانت اختيار غيرهم. لأن الثائرين كانوا فى حدود 10 ملايين فى ميادين التحرير، ومن قالوا «لا» كانوا فقط 4 ملايين. إذن أغلب الثائرين، إحصائيا، اختاروا «نعم».

ثانيا، الخطابان الدينيان المسيحى والإسلامى وضعا الناخب المصرى فى حرج. وهو ما يحتاج شيئا من التأمل حيث دائما هناك فجوة بين الهدف المقصود والنتائج غير المقصودة، فالكنيسة خرجت بموقف يقول «لا» (وهى لا تملك السيطرة على جميع المسيحيين) كرد فعل لبعض الإسلاميين الذين قالوا «نعم»، ولكن النتيجة غير المقصودة أنها أعطت قطاعا أوسع من المسلمين الذريعة للاعتقاد أن «لا» فى خدمة المسيحية والمسيحيين وبالتالى «نعم» فى خدمة الإسلام والمسلمين. إذن يكون فى خدمة مصر والمصريين (مسلمين ومسيحيين) أن يتوقف المتحدثون باسم الدين عن توجيه الناس به.

ثالثا، رغما عن أنه لا توجد محافظة واحدة كان فيها التصويت بـ«نعم» أكثر من التصويت بـ«لا»، كان واضحا أن نزعة الناس لقبول التعديلات أعلى فى الريف عنها فى الحضر، وفى المحافظات ذات الأمية العالية عنها فى المحافظات ذات الأمية الأقل. وهو ما يعزز الاستنتاج بأنه فى غياب دور المدرسة والجامعة، تكون قوة المسجد والكنيسة أقوى من قوة التليفزيون والصحف.

رابعا، أغلب المصريين كانوا سيختارون «نعم» فى كل الأحوال لأن العقلية المصرية فى أغلبها عقلية محافظة من ناحية، وأن كرة الثلج الثائرة كانت ينبغى أخيرا أن توقف انحدارها على جبل «لا» لتدخل فى ساحة مستوية من الأخذ والرد مع من يريدون استقرار الأوضاع، وبالتالى «نعم» لم تكن انتصارا للإسلاميين ضد العلمانيين بالضرورة.

خامسا، قد تكون هذه مناسبة جيدة لأن يراجع بعض المثقفين افتراضاتهم بشأن بعض النرجسية التى يعاملون بها قطاعا من الرأى العام. بعبارة أخرى: هل المصريون أصحاب حكمة علينا أن نتعلمها منهم؟ أم هم أصحاب تفضيلات واضحة علينا أن نكون على علم بها؟ أم هم جاهلون (لا سمح الله) وعلينا أن نُعلمهم؟ أزعم أن الكثير من المثقفين كانوا يتعاملون مع المصريين بافتراض الجهل أو الجهالة. المصريون صفعوا الكثير منا ليقولوا لنا: نحن لدينا حكمة، تعلموها، ونحن لدينا تفضيلات، فلتعلموا بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer