آخر تحديث 23/3/2011 الساعة 10.12 بتوقيت غرنتش
دمشق: عرض التلفزيون السوري مشاهد لاسلحة وذخيرة واموال قال ان "عصابة مسلحة" خزنتها في جامع العمري في درعا (جنوب)، حيث دارت فجر الاربعاء اعمال عنف اسفرت بحسب السلطات عن اربعة قتلى برصاص العصابة، بينما اعلن ناشطون مقتل خمسة اشخاص في هجوم لقوات الامن على المسجد.
وبثّ التلفزيون السوري الرسمي عند الساعة الحادية عشرة والنصف (9:30 تغ) شريطا مصورا ظهرت فيه كمية من الاسلحة، بينها مسدسات وبنادق كلاشينكوف وصناديق تحتوي قنابل يدوية وذخائر ومبلغا كبيرا من المال، مؤكدا انه تم ضبطها في جامع العمري وقد خزنتها "العصابة المسلحة" التي اتهمتها السلطات السورية بالوقوف وراء احداث درعا فجر اليوم.
وظهر في الشريط الذي بثه التلفزيون الجامع خاليًا من المعتصمين، كما بدت اثار لاطلاق النار. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" نقلا عن مصدر رسمي ان اعمال العنف في درعا (100 كلم جنوب دمشق) فجر الاربعاء اسفرت عن مقتل اربعة اشخاص وجرح اخرين.
وقالت سانا ان "عصابة مسلحة قامت بالاعتداء المسلح بعد منتصف ليلة أمس (الثلاثاء-الاربعاء) على طاقم طبي فى سيارة اسعاف تمر بالقرب من جامع العمري في درعا، ما أدى الى استشهاد طبيب ومسعف وسائق السيارة". واضافت انه على الاثر "قامت قوى الامن القريبة من المكان بالتصدي للمعتدين، واستطاعت ان تصيب عددا منهم، وتعتقل بعضهم، وسقط شهيد من قوى الامن".
وكان ناشط حقوقي اكد وقوع خمسة قتلى وعشرات الجرحى في هجوم عنيف شنّته القوات السورية فجر الاربعاء على المعتصمين امام مسجد العمري في درعا، ما يرفع الى 11 حصيلة قتلى الاحداث التي تشهدها درعا منذ الجمعة، بحسب شهود عيان وناشطين.
وذكر ناشط حقوقي اخر "ان القوات باشرت عند الساعة الواحدة فجر الاربعاء (23:00 ت غ مساء الثلاثاء) بشنّ هجوم على المعتصمين امام مسجد العمري"، مؤكدا ان "عدد المعتصمين بلغ اكثر من الف شخص"، مؤكدا ان السلطات "كانت قد امهلت المعتصمين لغاية الثالثة فجرا (الساعة 1:00 تغ) لفك اعتصامهم، الا ان المعتصمين لم يمتثلوا".
ولفت ناشط اخر للوكالة ان السلطات "قد قطعت التيار الكهربائي عن المدينة قبل ان تبدا هجومها"، مشيرا الى ان "نداءات استغاثة علت عبر منابر المساجد من اجل اسعاف الجرحى وطلب النجدة من اجل احضار سيارات اسعاف"، مشيرا الى "اطلاق قنابل مسيلة للدموع وطلقات نارية".
وكانت السلطات السورية شكلت لجنة في وزارة الداخلية للتحقيق في الاحداث "المؤسفة" التي اندلعت في درعا. وكان المتظاهرون في مدينة درعا السورية واصلوا اعتصامهم حول المسجد العمري في المدينة لليوم السادس. وذكرت الأنباء انهم وضعوا حجارة في مكان اعتصامهم لمنع قوات الأمن من اقتحامه.
ويصرّ الأهالي على تنفيذ مطالبهم، وعلى رأسها رفع حالة الطوارئ المفروضة في سوريا منذ 48 عاما، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وكانت المظاهرات المطالبة بالحرية قد تواصلت لليوم السادس على التوالي وامتدت إلى قرى قريبة من درعا.
وقالت اللجنة السورية لحقوق الانسان ان الامن السوري اعتقل الناشط السياسي والمعتقل السابق لؤي حسن واقتاده من منزله بدمشق إلى جهة مجهولة.
كما اعلنت المنظمة السورية لحقوق الانسان ان قوات الامن تشن حملة اعتقالات عشوائية في المناطق التي تشهد مظاهرات ولم يتم الافراج عن اي من المعتقلين حتى الان.
كما ترددت انباء عن عزل الحكومة محافظ درعا فيصل كلثوم استجابة لمطالب المتظاهرين.
وقالت وكالة فرانس برس ان مصورين يعملان لديها تعرضا للضرب على يد قوات الامن في البلدة القديمة من المدينة وانه تمت مصادرة معدات التصوير التي كانت بحوزتهما.
واضافت ان عناصر من الجيش اقامت نقاط تفتيش على مداخل البلدة وتقوم بالتدقيق بهويات الاشحاص الذين يدخلون او يخروجون من المنطقة ويسجلون اسماءهم.
في السياق، أكد المعارض السوري هيثم المالح (80 عامًا) وجود شبه إجماع على الرغبة في الإصلاح الديموقراطي في سوريا، ورفض فكرة أنه قد يؤدي إلى حكم طائفي. وأضاف المالح المحامي والقاضي السابق والذي أمضى حياته يقاوم احتكار حزب البعث الحاكم للسلطة سلميًا، أن الثورة على الأبواب، ولا يزال النظام لا يبالي بالتغيير. وأضاف في لقاء مع "رويترز" إن كل المحافظات السورية ستثور، وهناك شبه إجماع على أن النظام غير قابل للاستمرار، إذ إن الجماهير لا تريده. ورفض المالح الذرائع الرسمية بأن سوريا ليست جاهزة للديموقراطية على النمط الغربي، والتلميحات بأن الإسلاميين سيتولون مقاليد الأمور إذا رحلت النخبة العلمانية الحاكمة في سوريا.
على صعيد آخر، نفت الفصائل الفلسطينية في دمشق مشاركة عناصر فلسطينية في أحداث مدينة درعا، مؤكدة "حرصها على الأمن والاستقرار في سوريا وتضامنها مع دمشق وقيادتها في مواجهة أي مخطط يستهدف البلاد". وحذرت الفصائل الفلسطينية من الزج "باسم الفلسطينيين في هذه الأحداث نظراً إلى ما يترتب على ذلك من تعبئة نفسية لا تخدم سوى أعداء شعبنا وأمتنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات