الأقسام الرئيسية

لا شجاعة ولا يحزنون..!

. . ليست هناك تعليقات:
الكاتب
Mon, 14/03/2011 - 08:05

لأى حزب سياسى رصيد مادى، وآخر معنوى، وكما أنه ليس من حق رئيس الحزب أن يتصرف كما يحلو له فى الرصيد المادى، ودون مراجعة من أحد، فليس من حقه أيضاً أن يتصرف فى الرصيد المعنوى أو يسىء إليه، هذا هو مجمل رسالة أمس حول حزب الوفد، فالمؤكد أن رئيسه د. السيد البدوى أضر برصيد الحزب المعنوى وأساء إليه فى وقائع كثيرة تبدأ من صحيفة «الدستور» ولا تنتهى بحديث الصفقات السياسية، وتصل إلى قنوات «الحياة» التى ينسحب أداؤها عليه سياسياً شاء ذلك أم أبى.

لكننى رغم كل ذلك كنت أعتقد أن البدوى وضع نفسه فى اختبار جديد بالثقة أمام الهيئة الوفدية طواعية، أو كما وصفته أمس بأنه شجاعة منه، قبل أن يخبرنى عدد من أعضاء الهيئة الوفدية والهيئة العليا بأن قرار البدوى كان إذعاناً منه لطلب تقدموا به وفق المادة 17 من اللائحة، طالبوا فيه بإجراء انتخابات مبكرة على مقاعد الهيئة العليا، ومقعد رئيس الحزب.

تلك التفاصيل أطلعنى عليها فى اتصال تليفونى مسجل الزميل الكاتب الصحفى عبدالعزيز النحاس، عضو الهيئة العليا للوفد، الذى أكد أنه هو وعدداً من أعضاء الهيئة العليا والهيئة الوفدية تقدموا باقتراح لإجراء انتخابات مبكرة على رئاسة الحزب وعضوية الهيئة العليا، فى محاولة للتواكب مع روح ثورة 25 يناير، ولاستعادة مصداقية الحزب التى انهارت تماماً فى الشارع السياسى، واستندت المذكرة المقدمة - إلى جانب روح الثورة - إلى ضعف أداء رئيس الحزب، وتراجع الثقة فيه شعبياً، بعدما ورط سمعة الحزب فى عدة ممارسات.

مثل مبارك، وأى ديكتاتور آخر، رفض البدوى فى البدء تسلم المذكرة، رغم أنها لا تطالب صراحة بعزله، لكنها تترك أمره لأصوات الوفديين، وتعامل مع مقدميها باستعلاء، قبل أن يهدده النحاس بإرسالها له على يد محضر.

خرجت المجموعة التى ضمت، بجانب النحاس، مصطفى رسلان وعصام شيحة وشريف طاهر، أعضاء الهيئة العليا، لكن د. فؤاد بدراوى، نائب رئيس الحزب، تدخل بين الجانبين لاستعادة الهدوء، وطلب منهم بدراوى العودة للاجتماع مع البدوى، لكنهم اشترطوا اعتذاره أولاً، وبالفعل اعتذر البدوى، وقال: «معلش أنا أعصابى تعبانة النهارده».. فرد عليه النحاس - حسب روايته: «عارفين انك متضايق علشان حسن عبدالرحمن صاحبك وشريكك اتشال النهارده».

لاحظ أن حسن عبدالرحمن هو الرئيس السابق لجهاز مباحث أمن الدولة الذى يحاكم حالياً ويقبع فى السجن، لكن واصل الملاحظة والتدقيق لتكتشف أن البدوى رد على النحاس، وقال له: «حسن عبدالرحمن صديقى لكن مش شريكى.. اللى شريكى يبقى أخو مراته».

سأترك لك التعليق على الجملة الأخيرة، ومسألة التأكد من وجود أحد أقارب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة بين شركاء البدوى، أو نفى ذلك، ليست أمراً صعباً، غير أنه المهم أن البدوى وافق على طرح الثقة بالتصويت فى الهيئة العليا، غير أنه حاول أن يكون طرح الثقة فى رئيس الحزب برفع الأيدى، وهو ما رفضه الوفديون المجتمعون به، وعلى رأسهم ياسين تاج الدين، نائب رئيس الحزب، خاصة أنه ملأ الحزب بموظفيه الذين يتقاضون منه رواتبهم.

وفى هذا الاجتماع واجهه الوفديون بعدة ملاحظات نالت من سمعة الحزب، أولاها جريدة «الدستور» وما شاب عملية شرائها من جدل سياسى، والثانية قناة «الحياة» المملوكة له، التى كانت - حسب رأيهم - ضد الثورة على طول الخط حتى قبل التنحى تماماً، والثالثة أنه رغم إعلانه الانسحاب من الانتخابات الأخيرة، ووصمه مجلس الشعب بالبطلان، حضر اجتماع افتتاح البرلمان، والرابعة ما تردد عن أن ترويجه لقرار انسحاب الحزب من الانتخابات الأخيرة جاء بتعليمات من صفوت الشريف الذى أراد أن يهزم أحمد عز فى صراعه الداخلى معه فى الحزب الوطنى، والخامسة ارتباطه بشراكات مع أحمد قذاف الدم، ممثل النظام الليبى السفاح فى طرابلس، وآخرها شراكته لرئيس أمن الدولة السابق، وهو رئيس الحزب المعارض حتى لو كانت تلك الشراكة بـ«محلل».

كل ملاحظة من تلك تحتاج وقفة مستقلة، لكن المؤكد أن هناك الكثير عن الرجل لم يُقَل بعد، ولابد أن يأتى يوم ويقال..!

sawyelsawy@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer