زياد بكير مات، قتله المجرمون فلحق بركب الشهداء، والقتلة ينعمون بالحياة وبعضهم باق فى منصبه.
عشرات الجثث ستظهر لشهداء جدد، ونحن منشغلون فى سيرك التعديلات الدستورية العوجاء، بعضنا يتأهب لاصطياد الفريسة البرلمانية، ويحشد الناس لتمرير التعديلات كى يحصد العدد الأكبر من المقاعد، فى انتخابات لن يكون متاحا لمن صنعوا الثورة خوضها.
جثة الشهيد زياد بكير كانت بلا وجه، بينما وجه زكريا عزمى ـ ظل الرئيس المخلوع ـ يطل عبر الفضائيات، ويمارس عمله السابق بكل حرية، ويتحدث باسم ثورة 25 يناير.
وجه فتحى سرور يطارد الناس فى صحوهم ونومهم.. وجها ابنى المخلوع يداهمانا عبر أوراق الصحف وشاشات التليفزيون، بينما وجوه شهداء الثورة تبدو مشوهة ومتهتكة من أثر التعذيب القاتل.
وجه أحمد أبوالغيط لايزال فى الصورة، وربما يفاجئنا جميعا بالرغبة فى ترشيحه لمنصب دولى مرموق، بعد خلعه من الخارجية، ومن غير المستبعد أن يكون فتحى سرور هو الآخر طامعا فى ترشيح مماثل.
ولم لا وزكريا عزمى لايزال يمارس عمله فى القصر، ويوقع على أوراق اعتماد السفراء، وكأن اسمه لم يلعلع فى معظم البلاغات المقدمة للنائب العام عن جرائم وخطايا النظام السابق.. فإذا كان ذلك كذلك فلماذا لا يطمع زملاؤه فى الاستمرار والبقاء؟
إنهم يريدون قطف ثمار الثورة، بينما الثوار الحقيقيون يساقون إلى المحاكمات وحفلات الإهانة زمرا، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر.
سأسلم أن قوافل الشهداء صعدت إلى الجنة يوم 2 فبراير فى موقعة الجمل، والتحقيقات الآن تؤكد أن صناع المذبحة هم الرؤوس الكبيرة فى النظام الساقط، غير أن المفارقة أن هؤلاء وبدلا من أن يكونوا بين يدى العدالة الآن، لايزالون يفكرون فى مستقبلهم الوظيفى، وكأن ثورة لم تقم لإسقاط النظام.
فى 2 فبراير كان أحمد شفيق رئيسا للحكومة، حكومة قتل المتظاهرين فى موقعة الجمل، أى أنه مسئول سياسيا وأخلاقيا عن المذبحة التى تمت بالتعاون بين الحزب الحاكم وقيادات الداخلية، ومع ذلك فهو لا يتورع عن الإعلان عن تفكيره فى ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات