واصلت القوات الحكومية الليبية غاراتها الجوية على مواقع المقاتلين المعارضين في مدينة رأس لانوف الساحلية.
فقد شنت طائرات غارات على مواقع شرقي رأس لانوف على مقربة من الطريق العام عند تخوم المدينة الاستراتيجية الواقعة على مسافة نحو 300 جنوب غرب بنغازي.
كما أفادت أنباء بتعرض مدينة الزاوية لقصف مدفعي في إطار الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الموالية للقذافي على المدن بين طرابلس وبنغازي.
وذكرت الأنباء أن الهجمات والمعارك في رأس لانوف منذ يوم الاثنين أدت الى مقتل عشرين شخصا على الأقل، وقال موفدنا مصطفى المنشاوي إن أعداد القتلى والجرحى تفوق قدرات مستشفى رأس لانوف.
وقد عرض التلفزيون الرسمي الليبي صورا لقوات موالية للقذافي، في مدينة بن جواد.وظهر في الصور رجال مدججون بالسلاح، ويرتدون الزي الصحراوي ويرفعون يافطات تتوعد المعارضين بالقتل في كل مكان من ليبيا.
من جهة أخرى نفى التلفزيون الليبي ما أعلنه المجلس الوطني المعارض في ليبيا أن العقيد القذافي عرض اجراء محادثات مع المجلس بشأن امكانية خروجه من ليبيا.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصطفي غرياني الناطق باسم المجلس في بنغازي قوله إن ممثلا للقذافي عرض اجراء محادثات بشأن خروج القذافي، الا انه اكد ان المجلس رفض العرض.
ويقول مراسل بي بي سي في بنغازي جون لاين ان اي حديث سعي القذافي لاستئذان المعارضين في مغادرة البلاد يجب ان يتم التعامل معه بتشكك.
ويقول مراسلنا ان الزعيم الليبي طالما كرر التاكيد على انه لا يتولى اي منصب رسمي لذا ليس هناك ما يمكن ان يتنازل عنه ويتركه.
حظر جوي
من جهة أخرى تعززت خطط فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ردا على القصف الجوي الذي تقوم به قوات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون.
وتعمل بريطانيا وفرننسا على مسودة قرار للامم المتحدة بفرض منطقة حظر جوي سيناقشه وزراء دفاع حلف شمال الاطلسي (ناتو) يوم الخميس.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد أيدت الفكرة بالفعل، كما دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل إحسان أوغلو الأمم المتحدة إلى فرض الحظر الجوي.
الا ان مراسلة بي بي سي في الامم المتحدة باربارا بليت تقول ان الاسرة الدولية لا تزال منقسمة حول هذه المسألة.
وياتي النقاش حول فرض الحظر الجوي في وقت شنت فيه القوات الموالية للعقيد القذافي هجمات مضادة على المعارضين لوقف تقدمهم الاخير.
وتعززت فرص فرض حظر جوي بعدما دعمت الدول الخليجية الفكرة ودعت الى عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية.
وادانت الدول الخليجية استخدام الحكومة الليبية العنف ضد المدنيين.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بريطانيا تعمل "مع الشركاء على بشكل طارئ لتحديد عناصر قرار بفرض منطقة حظر جوي".
لكنه اضاف ان الدعم العربي والافريقي حاسم في هذا السياق وانه يتعين ان يكون هناك مبرر واضح مثل تدهور حاد في اوضاع المدنيين.
وقال هيغ ايضا ان تلك الخطوة بحاجة الى دعم قانوني عبر قرار من الامم المتحدة، وهو ما تطالب به الولايات المتحدة والناتو.
واكد امين عام حلف الناتو انريس فان راسموسين على الحاجة لاقرار الامم المتحدة فرض حظر جوي على ليبيا.
وقال راسموسين: "لا اتصور ان تقف الاسرة الدولية والامم المتحدة عاجزة اذا استمر القذافي ونظامه في مهاجمة شعبه".
خيارات عسكرية
وكانت الولايات المتحدة قالت يوم الاثنين انها ما زالت تدرس مع حلفائها احتمال رد عسكري على الوضع في ليبيا.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان تسليح الجماعات المعارضة هو "احد الخيارات التي يتم دراستها"، لكنه اكد على ان واشنطن ما زالت تفقيم وضع تلك الجماعات المناهضة للعقيد القذافي.
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس ان وزارة الدفاع (البنتاغون) اعدت مجموعة من الخيارات العسكرية امام الرئيس باراك اوباما.
واضاف غيتس: "اعتقد ان اي اجراء في هذه المرحلة لابد وان يكون نتيجة عقوبات دولية قبل القيام باي شئ".
أزمة إنسانية
ومع زيادة حدة القتال تزداد المخاوف من كارثة انسانية على الحدود الليبية.
وقالت فاليري آموس منسقة الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة ان حوالى مليون من العاملين الاجانب، ممن خرجوا من ليبيا او مازالوا محتجزين بسبب القتال هناك، سحتاجون الى مساعدات طارئة في الاسابيع المقبلة.
واضافت ان هناك حاجة لنحو 160 مليون دولار لادارة المعسكرات والاغذية والرعاية الصحية ومياه الشرب والصرف الصحي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات