حوار محسن محمود وسارة فاروق ٧/ ٣/ ٢٠١١
«الإعلام المصرى ضللنى».. بهذه الكلمات بدأ تامر حسنى دفاعه عن نفسه بعد الهجوم الشرس والانتقادات التى تعرض لها خلال الفترة الماضية، نظرا لموقفه المؤيد للنظام السابق ورفضه إهانة رمز مصر على حد وصفه. «تامر» اعتبر نفسه ضحية لسوء تفاهم، وأكد أنه ليس من رجال النظام، وتحدث خلال السطور التالية بصراحة ومرارة عما تعرض له. ■ اتهمت بأنك فضلت إحياء بعض الحفلات خارج مصر على المشاركة فى الاحتجاجات الشبابية؟ ـ جيد أنكم بدأتم من هذه النقطة كى أتمكن من توضيح الصورة كاملة، فقد كنت مرتبطا بمجموعة حفلات منذ أشهر، وعندما اندلعت الأحداث كنت خارج مصر وكان من الممكن أن أواصل تقديم حفلاتى ببساطة وكأن شيئاً لم يكن، لكننى قمت بإلغائها وخسرت مبلغا ضخما لأنى شعرت بأن واجبى هو أن أكون فى هذه اللحظة فى بلدى إلى جوار والدتى، وجمهورى وبلدى. ■ لكنك عدت إلى مصر لتقول للشباب ارجعوا إلى بيوتكم وطالبت بوقف الثورة؟ ـ عدت لأجد البلد فى حالة فوضى عارمة: مساجين غادروا الزنازين، والشرطة غائبة عن الشارع، والشباب يشكلون لجانا شعبية لحماية البيوت والأحياء، ما الذى تتوقعونه منى عندما أعود لأجد البلد على هذه الحالة؟ بالطبع ظهرت لأقول تعالوا نعمل من أجل عودة الأمان للبيوت والاستقرار للبلد، يعنى لم أهاجم الشباب ولم أعاد الثورة، لكننى كنت «مرعوباً» من الواقع الذى أشاهده. ■ لماذا لم تبادر لتوضيح موقفك؟ ـ عقب المكالمة التى أجريتها مع التليفزيون المصرى، والتى أثق أن ٩٠% ممن هاجمونى بسببها لم يسمعوها جيدا، لأنى لم أهاجم فيها لا الثورة ولا الشباب، فوجئت بردود أفعال حادة جداً على الإنترنت وموقع «فيس بوك»، فظهرت مع الإعلامى عمرو أديب لكى أوضح موقفى وقلت بالنص إن ما يطالب به الشباب هو حق وخير لنا ولأولادنا، وأنا أتفق معهم لكنى فى الوقت نفسه أرفض وأتحفظ على إهانة الرموز، وقلت فلنقدم مطالبنا بشكل راق ومتحضر بعيدا عن الشتائم والإهانة. ■ لماذا إذن توجهت إلى ميدان التحرير؟ ـ سأتحدث بصراحة، هناك من حذرنى من التوجه إلى هناك ومن أخبرنى أن نجوماً كباراً رفضوا أن يذهبوا ويواجهوا الشباب، لكنى كنت مصمما على توصيل وجهة نظرى، وقلت لعل أحدهم لم يشاهد البرنامج أو أنهم يريدوننى إلى جوارهم فى هذه اللحظات الحرجة، فتوجهت إلى ميدان التحرير لألتقى بجمهورى من الشباب كما اعتدت وجها لوجه ودون حواجز. ■ ما الذى حدث هناك؟ ـ ما حدث كان غريباً جداً، أنا توجهت إلى الميدان والتقيت هناك بعدد من الشباب وتكلمنا وبقيت لبعض الوقت إلى أن وجدت من يقول فى ميكروفون الإذاعة التى أقيمت هناك إن «تامر» موجود ويريد أن يتكلم، وقتها وجدت بصراحة تصرفا غير ديمقراطى حيث ظهر فجأة من يصرخ مطالبا بمنعى من الكلام ويتهمنى بأننى ضد الثورة والتف حوله مجموعة من الشباب أخذوا يهتفون «بره.. بره». ■ ما الذى كنت تريد قوله ولم تتمكن منه؟ ـ كنت سأقول لهم إننى كنت خارج مصر وإن الصورة وصلتنى مغلوطة، وإن آخرين غيرى كانوا مثلى قبل أن تتضح الصورة وعندما اتضحت لى جئت بنفسى لأكون مع جيلى من شباب مصر الغاضب الباحث عن حريته وحقوقه. ■ متى اتضحت لك الصورة الحقيقية؟ ـ بعد المشهد المؤسف لهجوم الجمال والخيل على المتظاهرين فى ميدان التحرير، وأعتقد أن كثيرين مثلى تغيرت نظرتهم للأمر. ■ فى تسجيل لك على الإنترنت تقول «هما قالوا لى إنك هاتنقذ البلد»، وهو ما فسره البعض بأن ظهورك الأول كان بتوجيهات من جهات بعينها؟ ـ أولا أنا لا أعلم من الذى سجل هذا المقطع، لكنى أعرف أنه ليس أميناً لأنه اجتزأ كلامى ونشر منه على الإنترنت ما يمكن أن يفهم منه الناس ما تلمح إليه وهو ليس حقيقيا بالمرة. ■ كيف؟ ـ كنت أتحدث عن الإعلام المصرى وأقول إن المكالمة التى أذيعت لى سجلت معى وأنا فى مطار هولندا بعدما أحييت حفلتى، وكنت أقول إن من اتصل بى من التليفزيون هو الذى نقل لى صورة خاطئة عما يحدث، فالإعلام المصرى ضللنى ولم تكن الصورة لدى كاملة. ■ لماذا لم تؤجل الظهور الإعلامى إلى حين عودتك ورؤيتك للصورة كاملة؟ ـ بالتأكيد أنا لم أتحدث بحثا عن شهرة أو لأنى أرغب فى ترشيح نفسى للرئاسة! أنا تحدثت من أجل ما أعتقد أنه مصلحة عامة، وبعدما وصف لى أحد المقربين أعمال النهب والتخريب والتعدى على الفتيات. ■ هل تخشى من تأثير ما حدث على علاقتك بالجمهور؟ ـ أتمنى أن يفصل جمهورى بين علاقتهم بى كفنان أحبهم كما يحبوننى وأعبر عن مشاكلهم وهمومهم فى أفلامى وأغنياتى، وبين اختلافهم معى فى رؤيتى لشكل التغيير أو أى خلاف آخر فى الرأى فكما قال القدماء «الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية». ■ لكنك متهم بأنك تابع للنظام السابق؟ ـ أنا مع التغيير وإن كنت أفضله سلميا.. وليس معنى أنى تحفظت على إهانة أحد رموز مصر أننى مع النظام، أنا مع الناس، طوال عمرى كنت منهم ومعهم وسأظل كذلك للأبد، فأنا لم أغن للرئيس ولا تربطنى علاقة صداقة بعلاء وجمال ولم أحيى حفلات للتليفزيون المصرى ولا أتقاضى أجراً منهم لذا فما هو دافعى لأكون مع النظام أو مناصراً له؟ ■ لماذا بكيت وأنت فى التحرير كما ظهر فى مقطع الفيديو.. وهل تم التعدى عليك فعلا؟ ـ لم يحدث ذلك، لقد بكيت لأنى إنسان قبل أن أكون فنانا أو نجما، وأنا إنسان حساس والموقف أبكانى وشعرت بالاختناق لأن هناك من لا يريد أن يسمعنى قبل أن يحكم على، وأى إنسان يتعرض لهذا الموقف سيشعر بأنه مخنوق وسيبكى، كما شاهدت منظر المسرح وهو يسقط. ■ هل شعرت أن نجوميتك وجماهيريتك لم تستطع أن تفتح لك الطريق إلى قلوب هؤلاء الشباب؟ ـ لم أذهب إلى هناك كنجم بل ذهبت كإنسان، كنت وحدى أنا وشقيقى ودون كاميرات أو وسائل إعلام وحتى نصيحة البعض لى بالانتظار حتى النهار رفضتها، ذهبت كشاب مصرى لأمد يدى إلى الشباب وأقول لهم أنا إلى جواركم، أدعم حقكم فى أن تعبروا عن أنفسكم وعنا حتى لو اختلفت معكم فى بعض التفاصيل، كما بكيت لأن تزاحم الناس الرافضين لفكرة أن أتكلم أسقط المنصة وكاد أخى يتعرض للموت، بصراحة شديدة «صعبت على نفسى». ■ أصبحت أيضا ضمن القائمة السوداء فى ليبيا بعد ظهورك بجوار صور لمعمر القذافى؟ ـ هذا شىء مضحك، فهذه الصور التقطت منذ عام تقريبا، ولو كنت أعلم الغيب وأن القذافى سيتعامل مع شعبه بهذه الطريقة لكنت اعتذرت، لكن ما حدث أننى تلقيت دعوة من محافظ بنغازى طلب منى فيها الغناء للشعب الليبى وليس للقذافى، ومن الطبيعى أن تكون هناك صور للقذافى على جدران الحفل ولا أجد عيبا أن أظهر فى هذه الصورة، وبكل تأكيد أنا ضد ما يحدث للشعب الليبى وأتمنى تحقيق مطالبهم. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات