الأقسام الرئيسية

سنة لشيعة البحرين: نتظاهر معكم ونقلق من مطالبكم

. . ليست هناك تعليقات:


بعض سنة البحرين يؤيدون مطالب الحقوق للشيعة لكنهم لا يتفقون معهم على شعار 'اسقاط النظام'.

ميدل ايست أونلاين


المنامة – من محمد فاضل


'إسقاط النظام' يثير خلافا بين السنة والشيعة

يتفق مواطنون سنة ممن شاركوا في تجمع الوحدة الوطنية، مع مواطنين شيعة يعتصمون في المنامة على مطلب تحويل البحرين الى "ملكية دستورية"، الا ان شعار "اسقاط النظام" لا يزال يمثل محور انقسام عميق بين الجانبين.

ومن شرفة احد مقاهي الجفير، يقول رجل الاعمال يوسف عبدالله "هناك اتفاق على المطالب التي يرفعها المحتجون في دوار اللؤلؤة وهناك تفهم لهذه المطالب ولهذا نشأ تجمع الوحدة الوطنية" الاسبوع الماضي.

لكنه يضيف مستدركا "شل البلد باكمله ليس له معنى".

ويوضح عبدالله ان "التأثير واضح في الحياة اليومية خصوصا في المنامة"، مشيرا الى "تراجع حركة التسوق والازدحام في ايام العطلة اذ ان هناك حالة من القلق العميق وانعدام اليقين".

وفيما يستمر الاعتصام الجماهيري في دوار اللؤلؤة غرب المنامة، يغرق شرق المدينة في هدوء غير اعتيادي في عاصمة معروفة بصخبها وازدحام طرقاتها ليلا ونهارا، في مؤشر واضح على تأثر الحركة التجارية والاقتصادية في البحرين بالاحتجاجات.

وتخلو المجمعات التجارية والمطاعم والمقاهي في العاصمة المنامة من المتسوقين والرواد ما عدا اعداد قليلة من الناس، خصوصا في منطقة العدلية (وسط) وضاحية الجفير (شرق) التي اصبحت شوارعها تخلو من المارة ومرتادي المقاهي الكثيرة المنتشرة في المنطقة القريبة من مقر الاسطول الخامس الاميركي.

ويقول الموظف الحكومي هشام علي انه يتفهم "المطالب واستطيع ان اقول ان المطالب موحدة، لكن الاستقطاب الطائفي اصبح حادا وعميقا".

ويتحدث عن استلامه "رسائل نصية تصدمني من اصدقاء (شيعة) تربيت معهم يقولون اننا سنشطبك من قائمة اصدقائنا".

ويتابع "هناك مطالب اعلنت وعرفها الناس، لكن ليس الى الحد الذي اخسر معه اصدقاء تربيت معهم بسبب هذا الخطاب الحماسي الصادر من الدوار".

من جهته، يعتبر الموظف حسن علي ان "المؤسف هو ان التداعيات على المستوى الشعبي مقلقة، فحالة الاستقطاب والفرز باتت حادة رغم الشعارات المنادية بالوحدة الوطنية سواء تلك الصادرة من دوار اللؤلؤة او من تجمع الوحدة الوطنية" الذي جمع مواطنين سنة وشيعة للمطالبة بالاصلاح في 22 شباط/فبراير.

ويوجه "رسالة" الى المعتصمين عند الدوار قائلا "ليس لدينا اي خيار سوى ان نتعايش مع بعضنا (..) لكن هذا لا يمكن ان يتم لصالح طرف على حساب طرف آخر".

ويتفق المتحدثون الثلاثة على ان "لا احد يقبل بهجوم الخميس وسقوط الضحايا"، في اشارة الى مقتل متظاهرين برصاص قوات الامن التي هاجمت المعتصمين الاسبوع الماضي.

لكنهم يستدركون قائلين ان "التأجيج والشعارات مثل اسقاط النظام متطرفة تلعب دورا سلبيا للغاية في تأجيج مشاعر الناس".

ويعتبرون ان "نشأة تجمع الوحدة الوطنية قد تكون رسالته الاساسية 'نحن موجودون' (...) وقد لا يكون هذا صحيحا لكن محركه ادراك داخلي بان السنة يتعرضون للالغاء".

ويقول حسن "اثبتت التجربة في دولنا العربية ان انظمة الحكم لا تحترم الاقليات (...) وهذا مبعث قلق عميق لدى السنة في البحرين مثلا".

وتعيش في البحرين غالبية شيعية، الا ان السلطة تتركز في ايدي الاقلية السنية المتمثلة بعائلة آل خليفة، التي تحكم البلاد منذ حوالى 200 عام.

وفي دوار اللؤلؤة، مركز الحركة الاحتجاجية، يرى صالح علوي (30 عاما) الذي يعمل محاسبا انه "يتعين اعادة النظر في شعار 'اسقاط النظام" معللا ذلك بالقول ان الشعار "يوصل رسالة خاطئة حول اهداف حركة الاحتجاج والاعتصام".

وفيما تعلن المعارضة انها تدعو للاصلاح السياسي وتطالب باسقاط الحكومة وتغيير رئيسها، تعلو اصوات في داخلها تطالب باسقاط النظام.

وتستمد هذه الحركة الهامها من الحركات الاحتجاجية في تونس ومصر والتي ادت الى اسقاط الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك.

ويوضح علوي "لقد رفع المحتجون سقف مطالبهم وشعاراتهم بعد هجوم الخميس الدامي وهذا مفهوم لان هناك ضحايا سقطت (...) لكنني اعتقد ان الاوان حان لترشيد الخطاب في الدوار والتحدث بصوت واضح وهدف واحد مثلما يحث عليه زعماء المعارضة".

ونأت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي والفصيل الاكبر في المعارضة، بنفسها عن شعار "اسقاط النظام" منذ اليوم الاول للاحتجاجات حيث تركز مع قوى المعارضة الاخرى على اصلاح سياسي شامل وصولا الى ملكية دستورية وحكومة منتخبة.

الا ان هذا الشعار يظل يتردد في التظاهرات التي باتت تشهدها المنامة بشكل شبه يومي.

ويشدد علي حيدر على ضرورة "الغاء اي طابع مذهبي لحركة الاحتجاج في الدوار"، مضيفا "هذا ليس من صالح الحركة ولا يوصل رسالة واضحة لبقية البحرينيين".

ويتحدث احمد جعفر وهو احد الناشطين في الاحتجاجات عن "عملية ترشيد للخطاب تجري في الدوار منذ ايام".

ويوضح "لقد الغيت الكثير من الخطابات الدينية وهناك اصرار على ابراز الطابع المدني للاحتجاج وافساح المجال امام الاصوات الاخرى مثل قوى اليسار والعلمانيين ومنظمات المجتمع المدني".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer