مدهش جدا أمر البابا شنودة، صحيح أنه لم ينقلب 180 درجة مثلما فعل الكثيرون من أركان نظام الرئيس السابق حسني مبارك، فهاجموا حسني مبارك ووجهوا إليه أشد الاتهامات، لكن المدهش جدا أن يظل البابا وتظل الكنيسة صامتة تماما على حالة الخروج إلى الشوارع وقطعها في الأيام الأخيرة الماضية من قبل أقباط غاضبون لأسباب بعضها مفهوم وأسباب أخرى غير مفهومة، رغم أن البابا وكل رجال الكنيسة ظلوا يحذرون الأقباط من الخروج في مظاهرات 25 يناير مطالبين إياهم بالتزام البقاء في منازلهم.
حسنا.. لماذا حرض البابا وكنيسته الأقباط على البقاء في منازلهم قبل وأثناء ثورة 25 يناير، ولماذا يصمت الآن وألاف الأقباط في الشوارع يقطعون مناطق وطرق وكباري حيوية "6 أكتوبر- المحور- الدائري"،وقد اندس بينهم قطاع طرق وبلطجية يحملون السيف والسنج والمطاوي ليهددوا الجميع؟
مفهوم أن يغضب وينفعل الأقباط ومعهم المسلمون أيضا من حادث إحراق الكنيسة في أطفيح، ومفهوم أن يعبروا أن غضبهم هذا بكل الطرق وأن يتجمهروا أمام منطقة حيوية مثل ماسبيرو لتوصيل رسالتهم لكن ما علاقة ذلك بقطع الطرق.. والآن تحديدا؟، ومفهوم أن يصمت البابا والكنيسة ليعبروا عن تضامنهم عن هذا الغضب، لكن هل يجوز الصمت في قطع الطرق؟ والخروج على الناس بالأسلحة وترويعهم؟ ولماذا كان البابا يطالب الثوار في ميدان التحرير –وقد انضم ليهم أقباط بالمخالفة لدعوته بالبقاء بالبيوت لأنهم مصريين ويدركوا أن مكانهم حينها لابد أن يكون في ميدان التحرير-بالعودة إلى منازلهم ولايخرج الآن- حتى لوكان خارج مصر- أو يخرج أحد من قيادات الكنيسة ليطلب من الأقباط الغاضبين العودة إلى منازلهم في هذا التوقيت الحساس الذي لاتزال فيها الشرطة "مقموصة" وقاعدة في البيت،والذي يتولي فيه د.عصام شرف منصب رئيس الوزراء لأول مرة عن طريق اختيار شعبي يحاول فيه أن يرمم جزءا مما لحق بالدولة من انهيارات؟ وفي وقت لاتزال فيها الأجهزة الأمنية للنظام المخلوع تجاهد لصناعة الفوضى وتستعين في ذلك بالمتعصبين والموتورين من المسلمين والأقباط؟
السؤال مرة أخرى.. لماذا يتكلم البابا حينما يجب عليه أن يصمت، ولماذا يصمت عندما يستوجب عليه أن يتكلم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات