أفادت وكالة رويترز نقلا عن أحد سكان مدينة مصراتة الليبية يوم الاربعاء ان طائرات التحالف الغربي شنت ضربتين جويتين على منطقة تتمركز فيه قوات الزعيم الليبي معمر القذافي في مدينة مصراتة الواقعة تحت سيطرة المعارضين.
وأضاف الساكن ويدعى سعدون لرويترز في حديث هاتفي من مصراتة "قصفت طائرات التحالف مرتين حتى الآن. الساعة 12.45 بالتوقيت المحلي هذا الصباح ثم بعد ذلك بأقل من ساعتين... ولم تطلق (قوات القذافي) أي قذيفة مدفعية منذ الضربتين الجويتين".
وقال شاهد عيان لرويترز ان القواعد الموالية للقذافي استأنفت القصف المدفعي لمدينة زينتان الواقعة على مسافة 90 كم جنوب غرب العاصمة والتي تسيطر عليها القوات المعارضة.
وأضاف الشاهد أن الوضع سيء للغاية وأن المدينة محاصرة تماما، وذلك في اتصال هاتفي مع رويترز.
ومضى مضيفا أن قوات القذافي تتلقى تعزيزات، وأن قوات مدعومة بالدبابات والآليات تتقدم. وناشد قوات الحلفاء الاسراع بحماية المدنيين.
وأفادت فرانس برس أن نيران قناصة وعمليات قصف أدت إلى مقتل 17 شخصا بينهم 5 أطفال في مصراتة يوم الثلاثاء خلال محاولات القوات الموالية للذقافي استعادة السيطرة على المدينة.
من جهة أخرى، وصل وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الى القاهرة الاربعاء لإجراء مباحثات حول ليبيا وحول العملية الانتقالية في مصر، حسبما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
ومن المقرر ان يلتقي جيتس الذي وصل الى القاهرة آتيا من موسكو، المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة في مصر الذي تولى السلطة بعد تنحي حسني
مبارك في شباط/ فبراير الماضي.
ومن المقرر ان يلتقي الوزير الأمريكي أيضا، رئيس الوزراء المصري عصام شرف.
وقال ناطق باسم الحكومة الفرنسية إن حلف الناتو سيقوم بدور "تقني" في اطار التدخل العسكري للقوات الغربية في ليبيا.
كلمة القذافي
وفي أول ظهور علنى له منذ بدء الضربات الجوية الدولية ضد نظامه، قال العقيد الليبى معمر القذافي أمام حشد من انصاره فى العاصمة الليبية طرابلس إنه و أنصاره سينتصرون فى نهاية المطاف على معارضيه وعلى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا.
وأضاف القذافى فى كلمته التى بثها التليفزيون الليبى ان الشعب الليبي يمثل اقوى حماية ودفاع جوي ضد هجمات قوات التحالف التي وصفها بالحرب الصليبية على الإسلام.
ودعا القذافي عند ظهوره المقتضب في مقر اقامته بباب العزيزية "الجيوش الاسلامية كلها" لان تحارب معه.
فيديو: القذافي يدعو لمقاومة التحالف الدولي
أكد العقيد معمر القذافي ثقته بما سماه النصر داعيا الشعوب الإسلامية إلى دعمه، في الوقت الذي اعتبرت الحكومة الليبية أن عمليات قوات التحالف الدولي المستمرة في ليبيا قد تخطت نطاق تفويض قرار مجلس الأمن الدولي.
.
ولم يتواصل خطاب القذافي الذي نقله التلفزيون الليبي الرسمي سوى ثلاث دقائق قال فيها مخاطبا حشدا ظهر أمامه قائلا " "انا لا اخاف العواصف التي تجتاح المدى ولا من الطيايير التي ترمي دمارا اسود".وقال القذافي انه مستعد للمعركة سواء "كانت قصيرة او طويلة"، مؤكدا "سننتصر".
وظل يكرر " انا هنا في بيتي في خيمتي، انا صاحب الحق اليقين انا صامد، انا هنا".
وفي فرنسا، احتجت المعارضة اليسارية الاربعاء على تصريحات اعتبرتها "مروعة" ادلى بها وزير الداخلية كلود غيان عندما تحدث عن "حرب صليبية" بشأن التدخل الدولي في ليبيا.
وفي تصريح صحفي ادلى به مساء الاثنين اشاد كلود غيان بتحرك الرئيس نيكولا ساركوزي بينما كان "العالم اجمع يستعد للتفرج على شاشات التلفزيون على ما يرتكبه العقيد القذافي من مذابح".
وتابع غيان الذي عينه نيكولا ساركوزي وزيرا للداخلية بعد ان كان منذ 2007 ذراعه اليمنى في قصر الاليزيه "لحسن الحظ قاد الرئيس الحرب الصليبية لتعبئة مجلس الامن الدولي ثم الجامعة العربية والاتحاد الافريقي".
وصرحت زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري الاربعاء لاذاعة ار.تي.ال "عندما يتحدث المرء عن حرب صليبية هذا مروع, انه خطأ كبير في التحليل انه خطأ سياسي، وهو ايضا خطأ هواة" و"اكيد انها هفوة".
واضافت ان التدخل في ليبيا "لا يعني الغرب ضد الشرق، ليس العالم المتطور ضد عالم آخر قد يكون العالم العربي".
وبهذا وجد اليسار زاوية يهاجم منها الحكومة بعد ان اختار الاجماع الوطني حول التدخل العسكري في ليبيا.
واعتبرت اوبري ان "الخيار قد تم وأظن انه امر جيد ان نذهب للدفاع عن الشعب الليبي" لكن القرار اتخذ "بعد تأخر كبير وتم الاعداد له بشكل سيء عبر تحرك شخصي سيء التنسيق مع الالمان الذين ظلوا خارج" العملية.
وفي روسيا كذلك استعمل رئيس الوزراء فلاديمير بوتين عبارة الحرب الصليبية لكن سلبيا لانتقاد قرار الامم المتحدة رقم 1973 الذي قارنه "بدعوة من العصور الوسطى الى حملة صليبية".
رياح التغيير
من ناحية أخرى أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الامريكي باراك اوباما ناقش "التقدم الكبير" في ليبيا مع نظيره الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني.
واعلن اوباما انه واثق ان الولايات المتحدة ستكون قادرة على تسليم ادراة العملية العسكرية في ليبيا الى تحالف دولي، بيد انه لم يضف اي تفاصيل دقيقة في هذا الشأن.
وكان ثمة عدم توافق وبعض الالتباس في هذه القضية، وبشكل خاص بشأن دور حلف شمالي الاطلسي (الناتو).
بيد ان مراسل بي بي سي يقول إنه يبدو إن اتفاقا تم التوصل إليه بشأن من يتولى تنسيق العملية، على الرغم من الدور الدقيق لحلف شمال الاطلسي فيها ما زال غير واضح.
وكان التحالف قد اتفق مبكرا على فرض حظر على تصدير الاسلحة إلى ليبيا.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن العملية العسكرية الجارية لا تزال في مراحلها الاولى.
وقال مخاطبا مؤتمرا عن افريقيا عقد في لندن إنه من المستحيل وضع اطار زمني محدد للعمل وانه سيستمر ما دامت هناك ضرورة لاستمراره.
خريطة: القوات الغربية والضربات ضد ليبيا
واضاف ان الاحداث الاخيرة في شمال افريقيا والشرق الاوسط قد فاقت الازمة المالية عام 2008 وهجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة عام 2001، بوصفها من أهم التطورات في مطلع القرن الواحد والعشرين.
واوضح أن من المرجح أن تجلب الاحداث الجارية التغيير لكل البلدان في العالم العربي.
بدورها قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في تصريح لمحطة "أي بي سي نيوز" ان بعض المقربين من الزعيم الليبي قد اتصلوا بحلفاء لهم في محاولة للبحث عن مخرج من الازمة.
واضافت انها تلقت معلومات دون ان تعلن مصدرها عن مقتل احد أبناء العقيد القذافي في ضربة جوية شنتها قوات التحالف.
بيد أنها اوضحت انه مع ذلك ترى ان "الادلة ليست كافية" لتأكيد الوفاة.
مقر القذافي في باب العزيزية
صورة فضائية لمقر القذافي في باب العزيزية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات