صحيفة الديلي تلجراف البريطانية حثت في عددها الصادر الثلاثاء رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على التحرك لمساندة الانتفاضة الليبية، والجارديان "لا تلوم توني بلير" لاتصاله بالقذافي والاندبندنت كشفت سر "الحقائب الخضراء".
"على كاميرون أن يتحرك"
"جنون القذافي لا يعرف حدودا" هكذا تستهل ميري ريدل مقالها في صحيفة الديلي تلجراف الصادرة صباح الثلاثاء.
وتقول الكاتبة إن القذافي رفض دعوة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير للتنحي، وإن بلير، الذي كان يوما على علاقة حميمة بالقذافي، اصيب بخيبة أمل من إصراره على "القتال حتى آخر رصاصة".
وتتحدث الكاتبة بسخرية عن "إنجازات بلير الدبلوماسية" من التوصل الى حل الدولتين لنزاع الشرق الأوسط إلى "مهام ناجحة" في سيرا ليون وكوسوفو وايرلندة، بالإضافة الى دوره في العراق وافغانستان.
وتقول الكاتبة انه مع أنه كان يفترض أن الغرب لن يحاول مرة أخرى أن يفرض مفاهيم "المحافظين الجدد" للديمقراطية على شعوب أخرى ، إلا أن الوضع في ليبيا دفع بعض الأصوات للحديث عن ضرورة التدخل في حال "استمر في قتل مواطنيه".
وتتراوح الأصوات التي تنادي بالتدخل بين السير ريتشارد دالتون السفير البريطاني السايق في طرابلس وجاريث إيفانس وزير الخارجية الأسترالي السابق الذي قال "إنه لا يمكن استبعاد التدخل العسكري في أسوأ الأحوال".
وتقول الكاتبة انه سوف يترتب على ديفيد كاميرون تحديد موقفه قريبا، وهو يتعرض لانتقادات من المعارضة العمالية بسبب تعامله مع الوضع في ليبيا.
وتتطرق الكاتبة الى موقف الحكومة البريطانية السابقة من القذافي، فتقول إنها أمدته بالسلاح وتغاضت عن تجاوزات حقوق الإنسان في ليبيا وسمحت لنجله سيف الإسلامي بالحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة الإقتصاد في لندن .
وتحث الكاتبة كاميرون على أن يقوم بخطوة توازن ما سبق.
لا تلوموا بلير
لم يكن توني بليرا سعيدا بالأسئلة التي وجهت إليه حول المكالمات الهاتفية التي أجراها مع القذافي، فهو لديه حس جيد للرأي العام بالرغم من عدم رغبته بتحمل مسؤولية ما ترتب على القرارات التي اتخذها حين كان في السلطة، هكذا يستهل لانس برايس مقاله في صحيفة الجارديان الصادرة الثلاثاء.
وتثير علاقة بلير الوطيدة بالقذافي على أساس أنه انضم الى معسكر "مكافحة الإرهاب" علامات الاستفهام الآن حيث يمارس الإرهاب على شعبه.
ويستهجن كاتب المقال استغراب بلير من رفض القذافي طلبه بالتنحي، فهذا هو الموقف المتوقع من القذافي، ويرى الكاتب ان بلير لم يخطئ مع ذلك حين قرر الاتصال بالزعيم الليبي.
لا مكالمة هاتفية من بلير ولا من نيلسون مانديلا قادرة على إقناع القذافي بالتنحي، يقول الكاتب.
ويرى كاتب المقال انه في حال كان بلير عرض على القذافي صفقة مقابل التنحي فانه يكون قد قدم خدمة للعالم، ويعتقد أن الحكومة البريطانية وإدارة أوباما ستكونان سعيدتين بدخول بلير على الخط مع القذافي، حتى ولو كانت لديهما تحفظات.
ويعتقد الكاتب انه، ومع دعوة القذافي الى الانضمام الى الأسرة الدولية بعد التخلي عن أسلحة الدمار الشمال كان يجب على بلير أن يفهمه أن هناك ضرورة أيضا للقيام بإصلاحات سياسية في بلده حتى يكون مقبولا دوليا.
واذا كانت الصفقة التي عقدها الغرب مع القذافي في الماضي قد جعلت العالم أكثر أمنا وحرمت الإرهابيين من دعمها، فقد كانت جديرة بأن توقع، حسب الكاتب، ولكن تاثيرها على الوضع الحالي متواضع.
ويوافق بلير على أن هناك حاجة لتغيير النظام في ليبيا مع حد أدنى من إراقة الدماء، ولكنه يدرك ان قدرته على التأثير لحدوث ذلك متواضعة.
سر الحقائب الخضراء
"كانت الجثث بداخل حقائب خضراء ملقاة على الأرض الاسمنتية للمشرحة، أطلقت النار على عشرة من السجناء ثم أحرقت جثثهم، بينا قامت الأجهزة الأمنية للقذافي بجولة أخيرة من العنف قبل أن تفر من المدينة".
هكذا كتبت كيم سسينجوبتا وكاترينا ستيوارت من بنغازي.
ويعتقد أن الجثث هي لجنود رفضوا إطلاق النار على مواطنيهم الذين ثاروا على نظام القذافي، فتعرضوا للضرب من قبل رفاقهم قبل أن يجهزوا عليهم ويلقوا بهم في زنزانة تحت الأرض في القاعدة العسكرية.
هذه المعلومات مصدرها ضابط ليبي استسلم للمتمردين وانضم اليهم ، وتمكن من إعطاء أسماء بعض الضحايا.
وبالرغم من الطقس الجميل الذي حظيت به المدينة ، إلا أن الاسرار البشعة التي بدأت تتكشف عن الأيام الأخيرة لرجال النظام فيها حالت دون أن يستمتع السكان بالطقس.
ولكن العنف لم يرتكب من جهة واحدة، حسب التقرير، فقد عثر على جثث ثلاثة من المرتزقة الأفارقة الذين جلبهم النظام لقمع المظاهرات .
كان مستشفى الجلاء يعج بالحركة في الأيام الأولى للأحداث، وكانت الممرضة نجلاء فركاش من بين العاملين في المستشفى الذين عالجوا العديد من الجرحى، ولكن حين تعرفت على شقيقها بينهم أصيبت بصدمة مروعة.
لم يشارك في الثورة وإن كان متعاطفا معها، وقد أصيب بينما كان يشارك في تشييع جنازة اثنين من أولاد عمومته قتلا في الأحداث، والآن أصبح مشلولا.
بعد أسبوع من توقف المعارك تدفق المواطنون الى قاعدة عسكرية في المدينة ما كانوا ليجرؤوا على الاقتراب منها، وجالوا بحرية في أرجائها.
مريم فتروسي كانت بين الذين حضروا لإلقاء نظرة، ولكنها ندمت على مجيئها بعد أن رات ما رأت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات