رسالة بنغازى أسامة خالد ٤/ ٣/ ٢٠١١ |
عزز ثوار ليبيا تسليحهم بقاذفات صواريخ ومدافع مضادة للدبابات وطائرات ودبابات خاصة لصد أى هجوم جديد من القوات الموالية للقذافى بعد غارات شنتها مقاتلات ليبية على أجدابيا والبريقة فى الشرق، فى الوقت الذى شكلت فيه مدينة سرت عقبة كبيرة فى طريقهم نحو طرابلس، مؤكدين أنهم يجرون اتصالات سرية مع قبائلها لفتح الطريق أمامهم. وقال أحد القادة الميدانيين فى منطقة الجبل الأخضر بوسط مدينة البيضا شرق ليبيا لـ«المصرى اليوم» مدينتا سرت شوكة فى ظهورنا، مضيفاً: «نحن جاهزون للتحرك والزحف نحو الغرب لتحرير طرابلس من قبضة القذافى لكن الأزمة والمشكلة فى سرت أنها تفصل مدن الشرق المحررة عن طرابلس التى يسيطر عليها القذافى». واستطرد: «تعيش فى سرت ٤ قبائل منها قبيلة القذاذفة التى ينتمى إليها معمر القذافى وهناك ٣ أخرى أكبر منها هى أولاد سليمان والفرجان ورفلة وجميعها مازلوا على ولائهم للقذافى». وللتغلب على ذلك، أكد القيادى الميدانى الذى طلب عدم ذكر اسمه أنهم فتحوا قنوات اتصال سرية بالقبائل فى سرت لفتح الطريق أمامهم إلى طرابلس، غير أن القبائل أبدت خشيتها وخوفها من تهديدات وجهها لهم القذافى. وبعيدا عن الوضع فى سرت أكد القائد الميدانى أن مراكز التدريب العسكرى تعمل ليل نهار فى مدينة البيضا لاستقبال الشباب المتطوعين للقتال سواء للدفاع عن مدنهم او للزحف نحو طرابلس. وقال «عبدالموجود» مسؤول التدريب لـ«المصرى اليوم» «أعداد المتطوعين كبيرة جدا والإقبال هائل ونحن ندرب الشباب على الاستعمال المبدئى للسلاح ليكونوا جاهزين عن الدفاع عن المدينة أو لمعركة طرابلس». وحول موعد قرار الزحف نحو طرابلس، قال: «الجميع ينتظر القرار وهو متوقف على أمرين أولهما موافقة المجلس الوطنى الانتقالى الذى يرأسة المستشار مصطفى عبد الجليل، والثانى الاتفاق مع سرت لأننا لا يمكن أن نحارب بعضنا». وفيما يتعلق بالهجوم الذى شنته كتائب القذافى على مدينة البريقة النفطية - ٢٤٠ كيلو غرب بنغازى شرق ليبيا - صباح أمس الأول، قال عبدالموجود: «القذافى يدبر هجوماً مضاداً يعيد به السيطرة على الشرق من جديد ولكننا جمعنا أنفسنا بعد اتصالات مع بنغازى والبيضا والمجلس الانتقالى وزحفنا بعدد ١٠ آلاف لاستعادة السيطرة على البريقة مرة أخرى من قوات القذافى وحررنا المدينة النفطية». وقال شهود عيان وقيادات قبلية وعسكرية، إن مقاتلات ليبية شنت غارة على مطار البريقة ولكنهم لم يشيروا لعدد الضحايا، فيما أكد أحد زعماء القبائل فى مدينة أجدابيا شرقى ليبيا أن طائرة ألقت قنبلتين على قاعدة عسكرية فى المنطقة التى باتت منذ أيام خاضعة بالكامل لسيطرة الثوار. ويؤكد عبدالله الصابرى مسؤول الإعلام فى بنغازى شرق ليبيا أن هناك ما يقارب نصف مليون مقاتل جاهزون للزحف نحو طرابلس. وبجانب الاستعدادات لمعركة طرابلس يعد القادة الميدانيون خططاً لتأمين مدن الشرق من المؤن الغذائية والإمدادات الطبية والأسلحة لمنع أى محاولة استيلاء جديدة على مدن الشرق المحررة، خاصة فى البريقة فقد كان هناك تحرك دبلوماسى قام به الثوار، حيث أرسلوا مذكرة لعمرو موسى، الأمين العام للجامعة، عبر مندوب ليبيا فى الجامعة استغربوا فيها حالة الصمت العربى تجاه ما يقع للشعب الليبى من مجازر ضد المدنيين، وطالبوا بسرعة التحرك لإنقاذ الآلاف من رصاصات القذافى. ومن جانبه، أعلن مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الوطنى الليبى رفض أى محادثات مع معمر القذافى، مؤكداً أنه لم يتلق أى اتصال بشأن مبادرة فنزويلا لإنهاء الأزمة الليبية. ولاحقاً أعلن القذافى والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، موافقتهما على المبادرة التى اقترحها الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز التى تدعو لإرسال بعثة وساطة تضم ممثلين لدول فى أمريكا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط إلى ليبيا، سعياً للوصول إلى حل سلمى. وفيما يتعلق بأعداد ضحايا المواجهات فى ليبيا، قال على زيدان، المتحدث باسم الرابطة الليبية لحقوق الإنسان، إن ٦ آلاف قتيل سقطوا منذ بدء الانتفاضة فى ليبيا فى ١٧ فبراير الماضى بينهم ٣ آلاف فى طرابلس وألفان فى بنغازى وألف فى مدن أخرى مثل الزاوية وزنتان. وأوضح زيدان أن «جثث ضحايا القصف فى طرابلس نقلت فى شاحنات ودفنت فى قبور جماعية خارج العاصمة، فيما اختفى جرحى من المستشفيات لأن القذافى يريد محو آثار جرائمه». |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات