كتب ياسمين القاضى ١٣/ ٣/ ٢٠١١
لم يرفع لافتة بمطالبه، بل لم تكن له مطالب ولم يشارك فى مظاهرات ٢٥ يناير، لكنه استفاد فيمن استفادوا بنتائج الثورة، لذا قرر أن يكفّر عن ذنبه بعدم المشاركة، وأن يشارك المصريين فرحتهم معنوياً. لم يغادر مصطفى يونس موقعه طوال أيام الثورة، إذ لزم صالون الحلاقة الذى يملكه، وتفاعل مع الحدث من خلال شاشات التليفزيون، المقص فى يد، وعيناه على الشاشة، ومع كل انتصار يتحقق للثوار، كان مصطفى يشعر بالخزى والألم لأنه لم يشارك، وفجأة قرر أن ينزل التحرير، لكن قراره سبق قرار الرئيس مبارك بالتخلى عن السلطة بساعات، فشعر بعدم جدوى نزوله، لأن أقصى ما كان يحلم به المصريون قد تحقق. جلس مصطفى يؤنب نفسه على عدم المشاركة، ونظر إلى مقصه ومشطه يلومهما وحملهما المسؤولية وقرر أن يكفر عن هذا الذنب من خلالهما. حمل مصطفى شنطة العدة، وأغلق صالون الحلاقة، ولف على زبائنه، وأثناء رحلته اكتشف أن منهم من استشهد ومنهم من أصيب، فقرر أن يقدم لمصابى الثورة حلاقة مجانية.. بحث مصطفى عن المصابين فى المستشفيات الحكومية، وبمجرد دخوله عنبر مصابى الثورة يبدأ فى التعريف بنفسه ومهمته: «أنا مصطفى أتبرع بحلقة لأبطال مصر.. مين عايز يحلق مجانا؟». مصطفى دون رحلاته المكوكية على مستشفيات مصر، وسجل أسماء كل المصابين الذى قدم لهم خدماته المجانية، ومع الأسماء حمل عشرات القصص الإنسانية التى ولدت فى الميدان، والتى عوضته عن الغياب عن موقع الحدث. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات