كتب عواصم - وكالات الأنباء ١٣/ ٣/ ٢٠١١
أعلن وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد كعيم فى طرابلس أن نظام العقيد معمر القذافى يسيطر على «٨٥% من الأراضى الليبية»، مؤكدا أن الجيش الليبى استخدم القوة «بالحد الأدنى وعند الضرورة فقط»، داعيا المراسلين الأجانب إلى أن يزوروا مدينة راس لانوف (شرق) التى استعادتها قوات القذافى من الثوار. ونفى كعيم أن تكون قوات القذافى استخدمت القوة المفرطة فى قتال الثوار فى مدينة الزاوية (٤٠ كلم غرب طرابلس). وشدد سيف الإسلام معمر القذافى على أن الشعب الليبى «سينتصر بعون الله على شرذمة العملاء ولن تنفعهم الفرقاطات (السفن الحربية) البريطانية والإيطالية والفرنسية ولا الاسطول الأمريكى ولا قنابل الغرب النووية». وقال سيف الإسلام خلال لقاء بالفعاليات الشبابية بطرابلس: «شفتوا فى الإذاعات كم فرقاطة أجنبية توجد الآن فى ميناء بنغازى، فالسفينة الحربية التى دخلت ميناء بنغازى هل هى تابعة للبحرية الليبية؟». وعلى صعيد آخر، قالت قناة تليفزيونية ليبية حكومية فى بيان مقتضب إن الحكومة الليبية تعرض عفوا عن المعارضين الذين يلقون أسلحتهم، وقالت قناة «الشبابية» فى شريط الأخبار إن كل من يلقى السلاح لن يعاقب. وفى هذا الإطار، نقلت القوات الحكومية الليبية صحفيين أجانب إلى وسط مدينة الزاوية حيث شاهدوا مبانى محترقة عليها آثار الرصاص وبقع طلاء حديثة فضلا عن مؤيدين للحكومة يهتفون: «أحب القذافى». وجرى بسط أقمشة خضراء وبيضاء كبيرة على الواجهات المدمرة لعدة مبان فى الساحة الرئيسية التى شهدت معارك شرسة فى الأيام الأخيرة مع سعى القوات الحكومية لاستعادة كبرى المدن التى سيطر عليها المعارضون فى غرب البلاد. ولم يستبعد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى تحركا فى ليبيا دون تفويض من الأمم المتحدة ودعا إلى إقامة «مناطق إنسانية» فى شمال أفريقيا «لإدارة تدفق المهاجرين» بعد الثورات العربية. وأكد ساركوزى فى مؤتمر صحفى بعد قمة لقادة الاتحاد الأوروبى حول الوضع فى ليبيا والمتوسط أن تدخلا فى ليبيا يحتاج إلى «أساس شرعى واضح»، وأضاف «أن تفويضا للأمم المتحدة ضرورى ومفضل ونرغب فيه». لكنه تابع: «إذا لم يكن هناك تفويض وهناك طلب إقليمى وليبى فإننا سنرى». وربط ساركوزى أى تدخل محتمل «باعتداءات واسعة بوسائل عسكرية على مدنيين عزل ولا يتسمون بالعنف»، مضيفا أن الدول الـ٢٧ «اتفقت على مبدأ إقامة مناطق إنسانية»، مضيفا أن هذه المناطق يمكن إقامتها فى مرحلة أولى «فى تونس ومصر، ونأمل أن تقام بسرعة فى ليبيا لمعالجة قضية عشرات الآلاف من المهجرين». وقال الرئيس الفرنسى: «إذا أردنا ألا تثير الثورات العربية مخاوف يجب أن نتحدث بصراحة عن تدفق المهجرين»، وأضاف: «يمكننا أن نقدر أن هناك مائتى ألف مهجر بين مصر وليبيا وتونس»، موضحا: «إذا لم نعالج مسألة استقبال هؤلاء المهجرين فى شروط إنسانية ولائقة (...) فلن يكون لديهم خيار آخر سوى عبور المتوسط». من جهته، قال رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى إن الموقف المتشدد الذى انتهجته القوى الكبرى تجاه معمر القذافى ربما ساعد فى تراجع الزعيم الليبى إلى ركن ضيق حال دون خروجه فى هدوء، وأبلغ الصحفيين: «أعتقد أنه بمجرد أن يطرح شخص ما فكرة مثول القذافى أمام المحكمة الجنائية الدولية فإن فكرة بقائه فى السلطة باتت راسخة فيه، ولا أعتقد أن أى شخص يستطيع إثناءه عن ذلك». يأتى هذا بينما وسعت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات تجميد أصول الزعيم الليبى معمر القذافى لتشمل زوجته وأربعة من أبنائه، وأربعة مسؤولين كبار فى حكومته، ليصل بذلك مجموع الأموال التى يعتقد أنه قد تم تجميدها بموجب العقوبات الأمريكية إلى ٣٢ مليار دولار. وعلى صعيد آخر، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ بشأن تأثير الانتفاضة الشعبية فى ليبيا على الأمن الغذائى فى شمال أفريقيا وذلك لاعتماد المنطقة على استيراد الحبوب. وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) فى بيان: «من المرجح أن يكون للأزمة المستمرة أثر كبير على الأمن الغذائى فى ليبيا وفى المناطق القريبة المتأثرة بالأزمة». |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات