كتب هانى الوزيرى ٢٢/ ٣/ ٢٠١١
انتقدت جماعة الإخوان المسلمين، ما تردد موخراً عن أن الجماعة هى المستفيد الأكبر، من الموافقة على التعديلات الدستورية بنسبة ٧٧.٢%. وقالت إن هذه النتيجة تترتب عليها خطوات واضحة لوضع دستور جديد، يناسب طموحات المصريين. وقالت الجماعة إنها لا تسعى للانفراد بوضع دستور جديد، وإن العقد الاجتماعى يحتم أن تكون جميع القوى الوطنية مشتركة فى وضعه، ودعتها لتفعيل مبادرة مرشد الجماعة، المتعلقة بأن يكون الترشح فى الانتخابات المقبلة، عن طريق قائمة موحدة للقوى الوطنية، للتصدى لما سمته الجماعة «فلول الحزب الوطنى». قال المهندس سعد الحسينى، عضو مكتب الإرشاد: «إن أعظم ما فى الموافقة على التعديلات الدستورية، أنها تضمنت خطوات واضحة لوضع دستور يتناسب مع طموحات المصريين». وأوضح: «من المؤكد أنه فى أقل من عام سنحصل على دستور عظيم يحقق آمال كل من قال نعم أو لا». وأضاف لـ«المصرى اليوم» إن «عملية الاستفتاء كانت عيداً للديمقراطية فى مصر، وإن المصريين عاشوا ١٠ أيام فى حراك سياسى وطنى، وإن الحوار الذى حدث حول التعديلات يمثل نجاحاً للثورة، والشىء الأعظم منه ذهاب ١٨ مليون مصرى للتصويت، وهو ما يدل على أن المصريين كانوا مصممين على صنع إرادتهم، والأعظم أن الجميع احترم النتيجة فى النهاية». وتابع: «من انتصر فى هذه المعركة هو الشعب المصرى، الذى أراد الاستقرار والتعجيل فى بناء مصر، حتى يحكم الشعب ويعود الجيش لثكناته ليحميها». وردا على ما يقال عن أن التصويت بـ«نعم» كان فى صالح «الإخوان»، أوضح «الحسينى»: «التصويت بنعم كان فى صالح مصر، وعملية التخويف من الإخوان كلام فارغ، وليس جزائهم أنهم كانوا منظمين، وثبت يقينا أن تنظيم الإخوان كان لصالح مصر والثورة، ونحن قلنا لن ندخل انتخابات الرئاسة، ولن نسعى للحصول على أغلبية فى البرلمان، وهناك حوار حاليا مع القوى السياسية، حول قائمة موحدة فى الانتخابات المقبلة». وتساءل: «ماذا المطلوب منا أكثر من ذلك؟». وحول التقدم بطلب لإنشاء حزب الحرية والعدالة، بعد الموافقة على التعديلات الدستورية، واحتمال إصدار قانون حرية إنشاء الأحزاب خلال الأيام المقبلة، قال: «هناك لجان تعمل ليلاً ونهاراً، لضبط البرنامج واللائحة والعلاقة بين الجماعة والحزب، وأعتقد أننا سنكون مستعدين لذلك». وقال الدكتور حلمى الجزار، عضو مجلس شورى الإخوان: «شىء جميل أن الإخوان من الناس الذين قالوا نعم، والجماعة ليست وحدها التى تبنت الدعوة إلى نعم وهناك بسطاء كانوا يتمنون أيضا تحريك العجلة إلى الأمام»، مشيرا إلى أن أهم نتيجة من الاستفتاء على التعديلات الدستورية، هو الإقبال الشديد من المواطنين، الذى لم يسبق له مثيل فى الحياة السياسية المصرية، وكانت السعادة واضحة وبدت على وجوههم، وهى أهم من نعم ولا، لأن معناها أن الشعب حريص على ممارسة الديمقراطية وبناء مستقبله بيديه. وحول ما يقال عن أن الموافقة على التعديلات الدستورية فى صالح الإخوان، لكونهم القادرين على الفوز بأغلبية ووضع دستور جديد، قال «الجزار»: «مرشد الجماعة دعا القوى السياسية إلى الجلوس فى مائدة حوار، والإخوان لن ينفردوا بوضع الدستور الجديد، الذى يحتم أن تكون جميع قوى الشعب المختلفة ممثلة فى وضعه، لأن إقصاء الآخر إهدار للعقد الاجتماعى». وأضاف: «هذه النتيجة لا تعنى بالطبع نجاحاً للتيار الإسلامى فى إقناع الناس بالموافقة على التعديلات، لأنهم لم يكونوا فى مجال للتنافس الانتخابى، بل مجرد تغليب وجهة نظر على أخرى، ولم يكن الإخوان الوحيدين الذين صوتوا بنعم أو استطاعوا الوصول إلى ١٤ مليوناً لإقناعهم بالموافقة، لأنه من المستحيل أن يكونوا وصلوا إلى هذا العدد، كما أن باقى التيارات الإسلامية مثل السلفيين لا يزالون فى أول عهدهم بالسياسية، والثورة أحدثت شيئاً جديداً فى مصر وجعلت الجميع يهتم بالتصويت». وكشف عن عقد اجتماع لمجلس شورى الجماعة خلال أسبوعين، للنظر فى التعديلات التى أدخلتها اللجنة المسؤولة عن وضع برنامج حزب الحرية والعدالة، مشيراً إلى أن أى تعديلات تم الإعلان عنها هى اجتهادات فردية. وقال إن المجلس هو الفيصل. وأضاف: «يجب علينا طى صفحة نعم ولا، وعلينا النزول على إرادة الشعب، لأنها أداء الديمقراطية، ولا نفرح من أجل نعم ولكن من أجل عرس الديمقراطية الحقيقى، وعلينا أن نبدأ توحيد جهود القوى الوطنية وشباب الثورة، لضمان إجراء انتخابات برلمانية حرة، تحت إشراف قضائى كامل. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات