الأقسام الرئيسية

اليمن: زيادة "القدرة التخزينية" للقات عند المعارضين والمؤيدين

. . ليست هناك تعليقات:
الثلاثاء، 01 آذار/مارس 2011، آخر تحديث 11:20 (GMT+0400)
القات لترفيه المؤيديين والمعارضين للنظام اليمني.
القات لترفيه المؤيديين والمعارضين للنظام اليمني.

صنعاء، اليمن(CNN)-- دفعت أجواء الاحتجاج والمسيرات والثورة بمعتصمين يمنيين إلى زيادة "قدراتهم التخزينية" لنبات "القات"، المستخدم على نطاق واسع في اليمن، إذ افترش متظاهرون من مؤيدي ومعارضي الرئيس علي عبد الله صالح أرض ميادين مختلفة، أبرزها ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء.

فهذه النبتة نجحت في جمع الفريقين معاً على تخزينها، رغم أن لكل منهم أسبابه، حيث رآها البعض وسيلة مضمونة للإطالة في البقاء أثناء الاعتصام، فيما وصفها آخر بأنها "قوت الصالحيين"، في إشارة إلى الرئيس صالح.

سالم الدبعي، طالب في كلية التربية (29 عاماً) ، وأحد المعتصمين أمام جامعة صنعاء قال: "القات عادة يمنية تجمع الناس، ونحن الآن مجتمعون لنطالب برحيل الفاسد والمفسدين"، (في إشارة إلى الرئيس صالح والحكومة القائمة).

وأضاف: "القات يسهم في استمرار جلوسنا فترات أطول هنا."

غير أن محمد الغابر، أحد المعتصمين في ميدان التحرير، قال: "نحن هنا لدعم مبادرة الرئيس، والقات هو ما يضبطنا ويجعلنا نجلس لفترة طويلة بدلاً من أن ندخل مع الآخرين في مناوشات."

وعلق مازحاً: "القات قوت الصالحيين."

وكانت الحكومة اليمنية أعلنت مؤخراً حزمة من الإصلاحات لتحسين مستوى دخل الفرد بتخفيض ضريبة الدخل على الأجور والمرتبات، وتطبيق مرحله جديدة من استراتيجية الأجور والمرتبات، إضافة إلى إطلاق العلاوات السنوية للموظفين. بيد أن غالبية دخل الفرد يتجه إلى شراء القات وتعاطيه، إذ يستحوذ (القات) على حوالي 26 إلى 30 في المائة من دخل الأسرة، محتلا المرتبة الثانية بعد نفقات الغذاء، فيما تستنفد نحو 70 في المائة من الموارد المائية لسقايته.

وحسب دراسة حكومية، فإن المجتمع اليمني ينفق سنوياً نحو 250 مليار ريال يمني (1.1 مليار دولار) على "تخزين القات".

كما بينت الدراسة أن عدد الساعات المهدرة في جلسات تخزين القات تصل إلى 20 مليون ساعة عمل في اليوم، و600 مليون ساعة في الشهر، و7.2 مليارات ساعة في السنة.

ولوحظ أيضا ان "المقايل"، وهي الأماكن التي يتجمع فيها أهل اليمن توسعت بشكل كبير على غير المعتاد، مكتظة بالمخزنين لمتابعة الأخبار والمعلومات عن البلدان العربية، وما يدور قي بلدهم أيضا، إذ تحولت تلك المجالس إلى منابر سياسيه لمتابعة وتحليل الأحداث.

وعلق محمد محمد، على ذلك قائلا: "هذه المقايل هي الوسيلة الوحيدة التي تجمعنا كيمنيين.. فليس هناك من بديل مناسب. وتوسعت هذه الأيام لأننا نتبادل فيها الآراء والهموم التي تمر بها بلادنا، والدول العربية."

من جانبه، قال طاهر الكبوس، وهو بائع قات: "الحمد لله هذه الأيام الدخل كبير، رغم رخص القات، وفي عرض جيد وطلب جيد."

لكن احمد خاتم، وهو صاحب مزارع قات، قال: "أنا لا اخزن مطلقاً، وقد نصحت الكثير بالابتعاد عنه، لكنني ازرعه لأنه يدر علي وعلى العاملين معي دخلا رائعا، وأنا بحاجة لهذا الدخل، وتحديدا في هذه الأيام نشهد طلباً كبيراً على القاتً."

وتشكل هذه النبتة، التي يطلق عليها إسم "الذهب الأخضر"، دعامة أساسية في الاقتصاد الوطني، حيث تدر على المزارعين خمسة أضعاف ما تدره الزراعات الأخرى.

ولهذا، نجد أن أصحاب مزارع القات أصبحوا يستعينون بعمال إضافيين لتغطية احتياجات السوق، إذ أفادت الدارسة ذاتها، أنه إذا كانت الزراعة في اليمن تستوعب نسبة 60 في المائة من قوة العمل اليمنية؛ فإنَّ القات وحده، يستوعب ما يقارب 25 في المائة من قوة العمل الزراعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer