|
ندوة عن "علاقة الحاكم والمحكوم في ضوء متطلبات الشرع" |
سيد أحمد الخضر-الدوحة
قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي إن "السلفية المتعصبة" والصوفية اتفقتا على تسفيه الثورات العربية عبر الترويج لما سماها "ثقافة سامة تربط الفتنة بالخروج على الحكام".
وشدد القرضاوي في كلمة بندوة نظمها الاتحاد في الدوحة أمس الثلاثاء عن علاقة الحاكم بالمحكوم، على أن ما يقوم به الشباب العربي حاليا ليس من الفتنة في شيء لأن الإسلام يأمر بإزالة "الظلم الذي يمارسه الحكام في أبشع صفاته".
وطالب بالعمل على بناء دولة مدنية بمرجعية إسلامية، مشيرا إلى أن مبدأ دينية الدولة ليس من الإسلام.
وقال إن الظلم وإضاعة حقوق الناس يجيزان للشعوب الخروج على حكامها، مضيفاً أن تحقيق الحرية مقدم على تطبيق الشرع في الإسلام.
من جانبه اعتبر الأمين العام للاتحاد الدكتور علي محيي الدين القره داغي أن الثورات الشعبية جزء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونوع من النصح والمراقبة.
ورأى أن حكام المنطقة يتعاملون بفوقية ويحتفظون لأنفسهم بسلطات مطلقة رغم أن السياسة الإسلامية تشدد على أن الحاكم كباقي البشر، حيث قال أبو بكر الصديق "وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم".
" علي القره داغي: الثورات الشعبية جزء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونوع من النصح والمراقبة " |
ولفت القره داغي إلى أن ثورتي تونس ومصر برهنتا على تحضر العالم العربي "فلم يحصل فيهما تحرش ولا اعتداء"، مطالبا الشعوب العربية برفض الظلم والتعبير عن مطالبها بصبر ودون خوف.
عدوى التغيير
وقال الكاتب السوري ياسر سعد إن عدوى التغيير لن تتوقف عند حدود "ولكن بدرجات مختلفة"، مشيرا إلى أن فريقا من الحكام سيرحل عاجلا بينما سيغير فريق آخر سلوكياتهم.
ورأى سعد في حديث للجزيرة نت أن الثورات العربية نقلت الرعب من قلوب الشعوب إلى قلوب الحكام، وستكون أكثر فتكا بالأنظمة التي تدعي أنه لن يصيبها ما أصاب تونس.
بدوره رأى الأستاذ بجامعة قطر الدكتور محمد بن صالح المسفر أن الحراك التي تشهده المنطقة يبشر بمستقبل زاهر، مشددا على أن الإصلاح السياسي هو الضمانة الوحيدة لتحقيق مصالح الأمة.
واعتبر المسفر أن الحاكم يفقد الشرعية عندما يحارب الحريات ويتصرف في المال العام دون الخضوع للمراقبة، مشيرا إلى أن قادة الدول العربية لديهم التباس في مفهوم ومعنى الدولة.
وأضاف أن الثورات أسقطت الخوف من الإسلاميين لأنهم ليسوا بالضرورة بديلا للأنظمة العربية، رغم أنهم جزء مهم من قوة الشارع.
|
الصيرفي: الأفكار القديمة سبب الأوضاع المزرية |
ظلم الإسلاميين
من جانبه عزا مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني ما يواجهه الحكام من سخط شعبي إلى التفريط في كرامة الأمة والظلم، خاصة ما يمارس منه ضد الإسلاميين مثل ما حصل في مصر وتونس، حسب رأيه.
ورأى إسماعيل في تصريح للجزيرة نت أن جميع الدول العربية عرضة لحركة التغيير لكونها تتقاسم غياب العدل والتضييق على الحريات والاستبداد بالقرار.
وأكد أن الحكومة السودانية تعمل على تجنيب البلاد أي اضطرابات عبر الإصغاء لمطالب المواطنين، مضيفاً أن "الفساد رغم وجوده ليس مستشريا (في السودان)، وليس لدينا احتقان في مجال الحريات".
ورأى العديد من المفكرين أن الفقه الإسلامي يواجه مطالب باستيعاب "الزلازل السياسية" التي تشهدها المنطقة ويفترض أن تخلق تحولات جذرية على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ولفت هؤلاء إلى ضرورة توظيف الفقه للثورات في تحديد مفهوم جديد لعلاقة الحاكم بالمحكوم، والتخلص من ربط الدولة بشخص الحاكم الذي أيده فقهاء المسلمين على مر العصور.
وقال عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مصطفى الصيرفي إن ما سماها "الأفكار الإسلامية القديمة" مثل بقاء الخليفة إلى الأبد وكون الشورى غير ملزمة، أدت إلى الوضع المزري الذي يعيشه العرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات