الأحداث التي شهدتها المنطقة أبرزت أهمية المواطن الصحافي
مع انتشار التظاهرات في جميع أنحاء تونس على مدار أسابيع، سارعت العديد من وكالات الأنباء الدولية لتغطية ما تشهده البلاد من اضطرابات قبل أن يغادر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، البلاد في 14 كانون الثاني- يناير الماضي، مُنهياً بذلك الفترة الاستبدادية التي قضاها في الحكم على مدار 23 عاماً.
أشرف أبو جلالة من القاهرة
GMT 2:00:00 2011 الثلائاء 15 مارس
تنشط مواقع التدوين العالمية في نقل الجديد في الإضطرابات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومستجدات الزلزال في اليابان وغيرها من الأخبار التي تحتل واجهة الأحداث، مما يجعلها وسيلة إعلامية فعالة في نقل الخبر.
مع انتشار التظاهرات في جميع أنحاء تونس على مدار أسابيع، سارعت العديد من وكالات الأنباء الدولية لتغطية ما تشهده البلاد من اضطرابات قبل أن يغادر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، البلاد في 14 كانون الثاني- يناير الماضي، مُنهياً بذلك الفترة الاستبدادية التي قضاها في الحكم على مدار 23 عاماً.
لكن الوضع كان مختلفاً بالنسبة لأميرة الحسيني، التي كانت تشرف على حفنة من المدونين الذين كانوا يقومون بتجميع معلومات عن الاحتجاجات المتصاعدة في تونس، ليتم نشرها في موقع تدوين المجتمع العالمي غلوبال فويسز (الأصوات العالمية)، وهو عبارة عن منصة تُدَار بجهود المتطوعين وتعمل مع مدونين في جميع أنحاء العالم للترجمة، وجمع المعلومات، والإتصال بالمحتوى المنشور على شبكة الإنترنت.
وكجزء من عملها، قالت الحسيني إن الموقع انتقل إلى فايسبوك ويوتيوب وتويتر، حيث قام مدونون آخرون وكذلك مئات من الأشخاص العاديين بلعب دور المواطن الصحافي وبدأوا بتبادل خبراتهم، وصور هواتفهم المحمولة، ومقاطع الفيديو على الشبكة العنكبوتية.
وأوردت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية في هذا الشأن عن الحسيني، التي تبلغ من العمر 38 عاماً، وتعيش في البحرين، وتشغل منصب المحرر الإقليمي للموقع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قولها: "كان هناك جيشاً من الأشخاص الذين كانوا يقومون بدور المراسلين، وكانوا ينقلون كل ما كان يدور في الشارع من أحداث".
وبعد فترة قصيرة من وقوع الزلزال المدمر وموجات تسونامي التي ضربت اليابان يوم الجمعة الماضي، قام المدونون المتطوعون لدى موقع غلوبال فويسز في شرق آسيا بنشر تغطيات خاصة لهذا الدمار، وقاموا بنشر مقاطع مصورة قام بالتقاطها مواطنون عاديون، كما قاموا بترجمة تعليقات على موقع تويتر، بما في ذلك نداءات استغاثة من جانب أناس عالقين في الطوابق العليا للمباني.
وعلى مدار اليومين الماضيين وفي ظل وجود مخاوف من احتمالية وقوع انفجار ثان في إحدى المحطات النووية، قام المدونون المتطوعون بمراقبة المحادثات التي تُنشَر على الشبكة الاجتماعية، لافتين إلى الطريقة التي كان يتبادل من خلالها الناس المعلومات للبقاء في أمان، ومتسائلين كذلك عن استخدام الطاقة النووية في منطقة معرضة لحدوث زلازل.
وفي هذا السياق، قالت ريبيكا ماكفينون، الرئيسة السابقة لمكتب شبكة السي إن إن في طوكيو والتي قامت بتأسيس شبكة "غلوبال فويسز" مع إيثان زوكرمان، الخبير التكنولوجي المتخصص في الشأن الإفريقي: "مهمتنا هي أن نقوم بدور الوصاية على المحادثات التي تتم على شبكة الإنترنت مع أناس يفهمون في واقع الأمر ماذا يدور من أحداث".
وأشارت ماكفينون جنباً إلى جنب مع زوكرمان إلى أن الشبكة قد نمت بفضل اجتماع دولي تم عقده للمدونين في جامعة هارفارد أواخر عام 2004. حيث وجدوا في ذلك فرصة لنقل المحتوى الذي يتم نشره على المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر خارج الولايات المتحدة، والمساعدة في خلق مجتمع عالمي لهم ولأعمالهم.
ونقلت الصحيفة هنا عن زوكرمان، قوله: "هدفنا هو أن ننقل إليكم أصوات الشعب في بلد مثل تونس، سواء إن كانوا يدعمون التمرد أو يتحدثون عن الأخبار المحلية والنتائج الرياضية. نحن لا نتطفل عليهم، بل أننا متواجدون هناك طوال الوقت". وتعتبر الشبكة الآن جهة مستقلة غير ربحية، يتم تمويلها في الغالب من جانب التبرعات والمنح الخاصة التي يتم الحصول عليها من قِبل المؤسسات. ويقودها شخص يدعى إيفان سيغال، الذي قام بدراسة دور إعلام المواطن في مناطق الصراع في معهد الولايات المتحدة للسلام، قبل أن يتولى منصب المدير التنفيذي عام 2008.
ولفتت الصحيفة إلى أن سيغال لا يتواجد في مقر مكتبي حقيقي، بل يشرف على طاقم افتراضي مكون من حوالي 20 محرراً وأكثر من 300 مدون ومترجم متطوع خارج الولايات المتحدة. وقال سيغال إن الموقع يشهد في المتوسط نصف مليون زيارة تقريباً كل شهر. وأوضح أن الشبكة لا تقبل أية أموال حكومية، حرصاً على طابعها المحايد.
في حين أكد كلاي شيركي، الأستاذ في جامعة نيويورك، على أن واحداً من أهم الأدوار التي قام بها موقع غلوبال فويسز هو ترجمة المحتوى الموجود على شبكة الإنترنت إلى جمهور عريض في جميع أنحاء العالم. ثم عاودت النيويورك تايمز القول إنه بالإضافة للأخبار التي ينشرها الموقع عن زلزال اليابان وكذلك تغطيته المستمرة لأحداث التمرد التي تشهدها ليبيا الآن والعنف الذي تشهده اليمن، فإنه يضم أخباراً أيضاً عن تنامي نفوذ المجتمعات الإلكترونية الخاصة بالشأن السياسي الروسي وكذلك الأزمة السياسية النامية في ساحل العاج واليوم العالمي للمرأة في كولومبيا.
لكن الإضطرابات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الأسابيع الأخيرة هي التي تهيمن الآن على واجهة الأحداث هناك. حيث تحتاج الآن أميرة الحسيني لـ18 ساعة يومياً كي تقوم بتغطية ما يدور من أحداث في المنطقة. وقد سبق لها العمل على مدار 12 عاماً كمحررة أخبار في إحدى الصحف التي تصدر باللغة الإنكليزية في البحرين، قبل أن تتطوع للعمل في غلوبال فويسز كمدونة في عام 2005.
وعن الأوضاع في ليبيا، حيث يخوض المتمردون الآن معركةً مع الزعيم معمر القذافي، قالت الحسيني إن هناك قدراً أكبر من الصعوبة للحصول على معلومات حول حقيقة ما يدور هناك، مشيرة إلى صغر المشهد الخاص بإعلام المواطن في ليبيا. وفي الختام، أكد زوكرمان أن الشبكة ملتزمة بدعم حرية التعبير ومواكبة التطورات الجارية في جميع أنحاء العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات