الأقسام الرئيسية

المصريون يتصالحون

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح

motazbellah abdelfattah

30 مارس 2011 09:30:23 ص بتوقيت القاهرة

مصر بخير؛ هذا ليس ما أتمناه بل هو ما أعتقده.

المصريون يطمئن بعضهم بعضا بأنهم سيكونون إخوانا فى سفينة الوطن. السلفيون يطمئنون شركاءهم فى الوطن فى بيان صادر عنهم يوم الاثنين يقولون فيه: «تعلن الدعوة السلفية على أنها على عهدها بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأنها لم ولن تتعرض لغير المسلمين، والعصاة مِن المسلمين فى حياتهم أو فى طرقاتهم بأى نوع مِن الأذى. وأن «الدعوة السلفية» فى ظل الغياب الكامل لأجهزة الأمن لم يُؤثر عنها أى شىء من ذلك؛ فكيف تقوم به بعد عودة رجال الأمن؟! وأن «الدعوة السلفية» عبر تاريخها تستنكر أن يكون العنف أسلوبا دعويا شرعيا!»

كلام مهم، ولكن على إخواننا السلفيين أن يصحح بعضهم بعضا لأن البعض منهم يسىء لهم جميعا.

الإخوان يقولون إنهم لا يسعون للأغلبية فى البرلمان، بل إن بعضهم يقولون صراحة إنهم لن يستطيعوا حتى لو أرادوا. هذا كلام واقعى.

المجلس الأعلى للقوات المسلحة يقول إن مجلس الوزراء سيعلن قريبا بشأن التغييرات فى المؤسسات الصحفية الحكومية. ووزير التعليم العالى يعلن أن شهر أغسطس القادم (أى بعد انتهاء العام الدراسى وتسليم النتائج) سيشهد تغييرات كبيرة فى العديد من مناصب رؤساء الجامعات والعمداء. كلام مفيد.

يوم الاثنين شهد أقل معدل للاحتجاجات الفئوية (7 فقط فى كل مصر) منذ بداية الثورة بعد أن كانت وصلت إلى 200 فى بعض الأيام. هذا مبشر للغاية فى هذه المرحلة.

إخواننا الأقباط على العهد بهم، يحبون دينهم فى إطار محبتهم ومودتهم لأشقائهم فى الوطن، وعدم استكبارهم كما مدحهم القرآن الكريم: «ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون.» وهذه هى نفس روح أشقائهم المسلمين الذين يعتزون بدينهم، ولكنهم يقرون لإخوانهم المسيحيين حقوق المواطنة الكاملة على قاعدة الوطنية وليس بحكم عقد الذمة. وقد أورد المفكر الوطنى البارز سمير مرقس كلاما رائعا منسوبا لمصرى وطنى بارز آخر وهو الدكتور محمد سليم العوا من أن «العلاقة بين المسلمين والمسيحيين علاقة المشاركة فى الدار والأخوة فى الوطن» (الشروق، الاثنين). ومن الكلام المهم الذى أورده الأستاذ سمير منسوبا للدكتور العوا أن الاستعمار الأجنبى أبطل عقد الذمة لانتفاء قدرة طرفيه على القيام بتبعاته. والطرفان هما دولة الخلافة التى أبرمته وغير المسلمين الذين كانوا يقيمون فى الأرض المفتوحة. ومن هنا نشأ عقد جديد بين الدولة الجديدة (دولة ما بعد الاستقلال) وجميع مواطنيها (مسلمين ومسيحيين) وهو عقد المواطنة. اجتهاد متميز من مفكر محترم، استشهد به مفكر محترم.

على أهل مصر أن يفخروا بروح التصالح التى تجمع بينهم. مشاكلنا هى مشاكلنا نحن فقط، نحن أهل مصر أدرى بأنفسنا، وأقدر على علاج مشاكلنا. ولا ينبغى أن يكون الاختلاف مصدر خلاف، أو أن يكون التعدد مصدر صراع. وعلى مائدة الوطنية المصرية نجتمع مسلمين ومسيحيين، أغنياء وفقراء، رجالا ونساء، كى نتعاتب ثم نتعاون ونتلاحم. وسنكون أهل مصر فى حب مصر إخوانا. دمتم ودامت مصر بكل خير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer