الصحافة العربية 5 مارس/ آذار:
أحمد صبحي
محيط - خاص
أسبوع تاريخي لا يقل أهمية عن الأسبوع الذي شهد إسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك، فبعد رحيل حكومة شفيق وبعض رموزها البشعة مثل أحمد أبو الغيط ووزير عدل التزوير، اليوم السبت نرى اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الرهيب يقف في قفص الاتهام بتهم تبدأ من غسيل الأموال، وقتل المتظاهرين، وتنتهي بمسيرته الدموية بإطلاق النار دون رحمة لقتل شباب الثورة.. فيما نتمنى أن نشهد في هذا الأسبوع أيضا مثول الرئيس المخلوع حسني مبارك وأبنائه أمام المدعي العام ومساعديه لاستجوابهم بشأن تهم الكسب غير المشروع الموجهة إليهم جميعا. حبيب العادلى وزير الداخلية المصري السابق
الأخبار
- انضم رئيس الوزراء المصري الجديد عصام شرف الجمعة إلى تجمع شعبي هائل في ميدان التحرير وسط القاهرة احتفالاً برحيل سلفه أحمد شفيق، الذي عينه الرئيس المخلوع حسني مبارك قبل أيام من سقوط نظامه إثر الثورة الشعبية الشهر الماضي.. ويعتبر ظهوره بعد يوم من تعينه في منصبه الجديد وسط الميدان الذي أصبح رمزًا للثورة علامة على نجاحات جديدة تحققها قوى الثورة في مصر، وخاصة جماعات الشباب التي ظلت مُصرَّة على تحقيق كامل مطالبها ومن ضمنها تصفية بقايا نظام مبارك.
- أكد محمد عبد الحميد عضو ائتلاف «ثورة 25 يناير» على أن مطلب الثوار الأول الذي توجهوا به لرئيس الوزراء أمس هو حل جهاز أمن الدولة وإعادة هيكلة وزارة الداخلية برئاسة وزير مدني، والإفراج الكامل عن المعتقلين السياسيين، والمحاكمة العاجلة والعلنية لكل من أصدر أو نفذ أمرا باستخدام العنف وإطلاق النار ضد الثوار بدءا من 25 يناير، واستكمال ملاحقة الفاسدين الذين نهبوا ثروات الشعب المصري ومحاكمتهم.
- تعقد محكمة جنايات الجيزة بمصر اليوم أولى جلسات محاكمة وزير الداخلية السابق حبيب العادلي بتهمتي التربح وغسل الأموال، كما تنظر في ذات التوقيت في الطلب المُقدم من النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بالتحفظ على جميع أموال الرئيس المصري السابق حسني مبارك وزوجته سوزان صالح ثابت ونجليه علاء وجمال، وزوجتيهما وأولادهما القصر، في ضوء البلاغات القضائية المتعددة التي تتهمهم بتضخم الثروة بطرق غير مشروعة. الرئيس مبارك مع اسرته
- أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر قرارًا أمس، يقضي بإجراء الاستفتاء على التعديلات المقترحة للدستور المصري، يوم السبت الموافق 19 مارس (آذار) الحالي، وقال المحامي صبحي صالح، العضو في اللجنة المقررة لتعديل الدستور: إن الموافقة على هذه التعديلات ستعني إجراء انتخابات تشريعية أولا تليها انتخابات رئاسية، في وقت لاحق من عام 2011 الحالي، بما يمهد لانتخاب لجنة تأسيسية تعد دستورا جديدا للبلاد.
- ذكرت مصادر صحافية وثيقة الصلة بكواليس منتجع شرم الشيخ الرئاسي، أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك قد أطلق لحيته، ومن ناحية أخرى أكدت على إصابة وزير الداخلية السابق اللواء حبيب العادلي بأزمة قلبية خلال جولة التحقيقات الأخيرة معه حول مسئوليته عن قتل المتظاهرين والانفلات الأمني، وذكرت المصادر مطلعة أن العادلي تم إسعافه دونما استجابة لطلباته المتكررة بإيداعه مستشفى الشرطة بالعجوزة وهو ما رفضته إدارة السجن مجددا.
الرأي
مثّل نزول رئيس الوزراء المصري الجديد عصام شرف إلى المتظاهرين في ميدان التحرير، نقطة تحول في مسيرة 25 يناير، وكأن الاستجابة إلى مطلب إقالة أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق، بمثابة تجديد لإنجازات الثورة يوم رحيل الرئيس السابق، وهذا ما أشاد الكُتاب وأصحاب الرأي العرب به.
نقطة تحول في مسيرة 25 يناير
أشادت صحيفة القدس العربي بنزول رئيس الوزراء المصري الجديد عصام شرف إلى الشارع المصري، وما كان أروع منه التفاف الجماهير حوله، والحديث معه وجها لوجه، باعتباره واحدا منهم، وليس طارئا عليهم، يريد تحقيق أحلامهم على أرض الواقع، وليس نهب الأموال والسعي لمصالح شخصية، وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يأت من رحم الفساد والبلطجية وعصابات النهب والسرقة، وإنما من قلب ميدان الثورة الذي رابط فيه وتلاميذه لأكثر من ثلاثة أسابيع، مطالبا برحيل النظام الذي قزم مصر ودورها، ومطالبا بالتغيير الشامل، ليعد بذلك أول رئيس وزراء في تاريخ مصر يستمد شرعيته مباشرة من الشعب، وليس من رأس النظام مثلما هو حال معظم من سبقوه، وفي مختلف العصور، ولهذا يحظى بثقة الغالبية الساحقة من أبناء الشعب المصري. احتشاد الملايين فى ميدان التحرير
فيما أشادت أيضا صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها بنزول عصام شرف إلى الشعب المصري بميدان التحرير، مشيرة إلى أنه يمكن القول عندها إن “ثورة 25 يناير” المصرية بدأت تشق طريقها لتحقيق أهدافها بالتخلص من ركائز النظام السابق وسياساته، ما يعني أنها بدأت تسلك الطريق الصحيح في إقامة نظام جديد يحقق تطلعات الشعب المصري في إقامة ديمقراطية حقيقية وعدالة اجتماعية واحترام لحقوقه وحماية لثروته وتحقيق تنمية شاملة، واسترجاع ما نهب من أمواله بواسطة رجال النظام السابق، لافتة أيضا إلى أن هذا لا يعني أن الطريق سهل ومعبد، فالمعركة لا تزال في بداياتها وتحقيق الأهداف يحتاج إلى صدق وجهد وتضحيات، وإصرار على ثوابت الثورة وأهدافها، واستمرار اليقظة والحذر للحؤول دون محاولات الالتفاف عليها، لأن بقايا النظام لم يسقطوا تماما، ولديهم إمكانات للتعطيل والإفشال، مؤكدة أن المطلوب في هذه المرحلة أن يتمكن رئيس الحكومة الجديد من اختيار الوزراء الأكفاء وأصحاب الماضي المشرف غير الملوثين بالفساد والإفساد، والذين لديهم العزم والإصرار، والإيمان بمبادئ “ثورة 25 يناير”.
فيما أشار الكاتب حسن بيّان بصحيفة الخليج الإماراتية إلى أن مصر تدخل مرحلة جديدة، وعنوان هذه المرحلة أي انتظام السياسي سترسو عليه الأمور؟.. حيث نأمل أن تكون استعادة لدور الموقع المصري، كموقع عربي قومي جاذب، يكون رافعة وحاضنة لقضايا النضال العربي، ويكون رائدا في إدارة عملية سياسية على قاعدة الديمقراطية وتداول السلطة، وجعل السلطة في خدمة الشعب، وليس الشعب في خدمة السلطة، وأضاف أن المطلوب توفّر الأداة الوطنية التي تستند في تحركها وتحريكها إلى البرنامج الوطني الذي يقدم حلولا لقضايا الأمن والاجتماعي وديمقراطية الحياة السياسية وعلى قاعدة العلاقة الجدلية بينهما.
الشرطي يفقد هيبته والجيش يتربع في قلوب المصريين
رأى الكاتب سمير عطا الله بصحيفة الشرق الأوسط أن قد غاب عن إدراك وزير الداخلية أن سمعة الأمن وسطوته لعبتا دورا كبيرا في تأليب الناس على نظام الرئيس حسني مبارك.. فالعقل العربي يعتقد أن الشرطي يجب أن يكون فزاعة، في حين يدرب أطفال الغرب منذ الصغر على أن الشرطي هو يد المساعدة في كل الحالات، كل الأيام، كل الساعات.. مشيرا إلى أن متظاهري مصر قد درسوا على الإنترنت كيفية مواجهة الشرطة، فجاءوا من جهات عدة وأربكوا رجالها، وبالإضافة إلى الهجانة والخيالة صعد رجال الأمن إلى السطوح وراحوا يرشقون المجتمعين بالحجارة، وفيما ازدادت الهوة بين المعتصمين والأمن، ازدادت القربى بينهم وبين الجيش. الجيش المصرى ينظم الامن فى ميدان التحرير مصر
ومن جانبه، نوّه الكاتب شريف قنديل في صحيفة المدينة السعودية إلى موقف المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي نال إعجاب الجميع بمن فيهم قائده الأعلى السابق بانحيازه الواضح لجماهير الشعب التي ظلت تزأر في ميادين مصر مطالبة بالتغيير, وكأنه مصرا على قطف جائزة نوبل للسلام، متكهنا الكاتب أنه حينما يتقاعد طنطاوي بعد سنوات قليلة وربما شهور سيظل حاضرا في ذاكرة مصر والعالم, بعد أن قدم أجمل منظومة عسكرية في تاريخ البشرية الحديث, وعندما يصعد قريبا لاستلام نوبل سيعلن اقتسامها مع شبان التحرير حتى تظل مصر في منأى عن الفتن وراضية عنه وعن صحبه إلى يوم الدين.
موقف موسى من الثورة في مصر يتسم بالتمييع
انتقد الكاتب عبد الله ناصر العتيبي في صحيفة الحياة مواقف الدكتور عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، واصفا موقفه بالتمييع، حيث وقف من ثورة تونس موقفا أبويا حينما توجه بالتحذير لباقي رؤساء العرب من انتقال الثورة التونسية إلى بلدانهم العربية، وموقفه أيضا من ثورة شباب مصر كان مبكيا ومضحكا في الوقت نفسه، إذ تداخلت فيه ثلاثة محاور لا يمكن بأي حال من الأحوال جمعها في حزمة واحدة: الأول طمعه القديم المتجدد في حكم مصر منذ أن كان وزير خارجية في تسعينات القرن الماضي، والثاني علاقته الشديدة التعقيد بالرئيس السابق حسني مبارك، والثالث تمثيله للجامعة العربية وضرورة تبني الرأي العربي حيال ما يحدث في مصر، هذه المحاور الثلاثة جعلتنا لا نعرف، خلال أيام الثورة المصرية، ماذا يريد بالضبط، أو بالأحرى لا يعرف هو شخصيا ماذا يريد بالضبط.
التبدل الإعلامي وحرية التعبير
يرى الكاتب فهمي هويدي في صحيفة الشرق القطرية أن إلغاء وزارة الإعلام، خطوة جيدة من حيث الشكل، إلا أن المشكلة ليست في وجود الوزارة، وإنما هي الوصاية التي تمارسها على الإعلام وتنطلق من الموقف الأبوي والاستعلائي الذي تمارسه السلطة إزاء المجتمع، حيث بدا أن الوصاية تكاد تطل برأسها، وإن تراجعت نسبتها بشكل ملحوظ، حيث لابد أن نعترف بأنه ثمة جرأة مشهودة في التعبير عن الآراء، وإلغاء نسبيا لفكرة التعتيم التي فرضها التلفزيون في السابق على أسماء بعض المثقفين والسياسيين، وإذ بدا سقف التعبير مرتفعا خلال الأيام التي أعقبت رحيل الرئيس السابق، إلا أن ثمة إشارات توحي بأنه انخفض في الأسبوع الأخير، حيث بدأت تلوح في الأفق مقدمات للحساسية وضيق الصدر بهامش حرية التعبير الذي ظهر في بعض البرامج. مبنى التليفزيون المصرى ماسبيرو
ومن جانبه، أكد الكاتب وليد الرجيب في صحيفة الرأي الكويتية أن الثورات العربية الديموقراطية أثبتت فشل الإعلام العربي وقدرته الساذجة على قلب الحقائق وتزييفها، ويقول: آن الأوان، ومع التحولات الديموقراطية الكاسحة للنظم المستبدة والمتخلفة أن تُلغى وزارات الإعلام والتي تعتبر عيبا كبيرا في حق الدول التي تدعي الديموقراطية.. فلم يعد لهذه الوزارات من مبرر في ظل انتشار الفضائيات في العالم وفي ظل الإنترنت حيث أصبحت الشعوب العربية تستقي المعلومة منها وتسخر من وسائل إعلام بلدانها وأصبح مستحقا إنشاء وزارات ثقافة في الدول التي لا توجد بها مثل هذه الوزارات وتعزيز مكانة وميزانيات وزارات الثقافة في الدول العربية.
تحقيق الديموقراطية يخدم مصالح أمريكية في الشرق الأوسط
أشار الكاتب علي الزعبي في صحيفة القبس الكويتية إلى سلسلة من الدراسات أطلق عليها عنوان: "الترويج للديموقراطية العالمية: سبعة دروس للإدارة الجديدة»، كتبها ديفيد برايس، هذه السلسلة جاءت لتكشف أسباب الموقف المفاجئ للولايات المتحدة الأمريكية، والمؤيد لإسقاط الرئيس المصري السابق حسني مبارك، واهتمامهم المفاجئ- أيضا- بما يحدث من احتجاجات شعبية في الشرق الأوسط، سواء في الدول التي تعد صديقة لواشنطن مثل مصر وليبيا، أو تلك المصنفة عدوة كإيران.. مشيرا إلى أن الدراسة ترى أن الالتزام المعلن من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بعملية «الترويج للديموقراطية» حول العالم يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي بالدرجة الأولى.
ذعر وقلق في إسرائيل بسبب الأوضاع في مصر
نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن صحيفة نيويورك تايمز تأكيدات الكاتب روجر كوهين، على التخوفات الإسرائيلية التي باتت كل يوم في ازدياد، حيث كانت تفضل نظام الشرق الأوسط القديم، فكان بمقدورها أن تعتمد على الحكام المستبدين من أمثال الرئيس المصري حسني مبارك في قمع المجاهدين ونبذ إيران وخوض اللعبة الإسرائيلية الفلسطينية على طول الخطوط، وهو الأمر الذي خلق وضعا شبه مستقر ودائم، أكثر قبولا وتفضيلا من جانب القوة الإسرائيلية، وقد باتت تخوفاتها واضحة وذلك بسبب الغموض الذي أُسدل على نتائج الانتخابات في مصر الأمر الذي اصبح من غير الممكن التكهن باحتمالاته، فضلا عن جماعة «الإخوان المسلمين» التي تمثل لها عنصر الخطر الأكبر. الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك
قضية أخرى
اتهم الكاتب سليم عزوز بصحيفة القدس العربي نظام الرئيس السابق مبارك بالمجرم، مشيرا إلى أن القنابل المسيلة للدموع التي كانت تلقى عليهم بميدان التحرير من كل صوب وحدب فاسدة ومنتهية الصلاحية، مقدرا حجم الفساد والغش التجاري، الذي لم تسلم القنابل المسيلة للدموع منه، حيث انفق وزير الداخلية أموال الشعب المصري على قنابل فاسدة، واستفاد من "فرق السعر"، وربما وقف على أننا أقل أهمية من أن يقذفنا بالقنابل الصالحة للاستخدام الآدمي، فتعامل معنا بالقنابل الفاسدة، "استرخاصا"، وربما "استخسارا"، فمن نحن حتى يبدد علينا المخزون الإستراتيجي من القنابل حديثة الصنع؟!
على صعيد مختلف أبدى الكاتب عبد الله النجار بصحيفة الوطن الكويتية تمنياته بأن تعود مصر إلى قوتها السابقة، ولكني متشائم بسبب التصرفات المتواصلة من المعتصمين والمحتجين والمتجمعين الذين استحلوا التجمهر في ميدان التحرير، وبعد صلاة كل جمعة!! مرة يطالبون برحيل النظام ومرة أخرى برحيل عمر سليمان، وهكذا.. متوقعا أن المطالبة القادمة ستكون برحيل حسن شحاتة مدرب المنتخب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات