من غير الجائز سياسيا أيضا فتح الجدل حول حظوظ المرشحين المحتملين للرئاسة ونقاط قوة وضعف كل منهم، والعديد من القوى الوطنية تسعى جاهدة لتكوين أحزاب سياسية والاستعداد ببرامج ومرشحين للانتخابات البرلمانية وترغب فى جذب انتباه الرأى العام لهم.
والحقيقة أن أهمية إعطاء الأولوية للانتخابات البرلمانية، وبجانب البعد السياسى الواضح خاصة بعد نتائج استفتاء التعديلات الدستورية، إنما تأتى من حتمية تعامل القوى الوطنية فى مصر بجدية وانضباط مع الجدول الزمنى للمرحلة الانتقالية التى نحن بصددها الآن. فتحديات مراحل الانتقال الديمقراطى وقضاياها كثيرة ومتشابكة، إلا أن الخلط بينها وعدم التمييز فى كل لحظة محددة بين الآنى والمؤجل يؤدى إلى تشتيت طاقات المجتمع والقوى الوطنية وربما فى النهاية إلى الإخفاق فى إدارة انتقال آمن نحو الديمقراطية.
أمام القوى الوطنية تحديات كبرى إن هى أرادت المشاركة الفعالة فى الانتخابات البرلمانية القادمة. وللتنبيه لأمرين رئيسيين فقط. لم يجر، منذ سقط الرئيس السابق وإلى اليوم، حزب سياسى واحد، مسجلا أو تحت التأسيس أو فى طور التكوين، استطلاعا حقيقيا للرأى لمعرفة الاتجاهات العامة بين الناخبين المصريين وتفضيلاتهم وانحيازاتهم وهواجسهم. مثل هذه المعلومات، وهى ضرورية لتحديد القواعد الناخبة المحتملة وتطوير برامج الأحزاب وإعداد خطط المنافسة فى الانتخابات واختيار المرشحين وغيرها، غائبة تماما عن المشهد السياسى الراهن.
كذلك مازالت معظم الأحزاب السياسية ومنذ 11 فبراير 2011 ضالعة فى نقاشات داخلها حول كيفية تطوير هياكلها التنظيمية أو بشأن هويتها الإيديولوجية ولم تخرج بعد على الرأى العام بتفاصيل حقيقية لدورها فى الانتخابات البرلمانية. لا حديث واضحا إلى اليوم، باستثناء من قبل جماعة الإخوان وهو ما يدلل مجددا على تماسك الجماعة التنظيمى، عن عدد المرشحين المحتملين أو عن التنسيق الانتخابى مع الأحزاب الأخرى أو عن المتوقع حصده من مقاعد. لا شىء من هذ القبيل، فقط أنباء متواترة عن تغيرات فى القيادة هنا وهناك، عن قواعد تنظيمية تتمرد، وعن برامج تعد ولا يعلم أحد ممن.
ينبغى على الأحزاب والقوى الوطنية الالتفات السريع لهذه الأمور وغيرها، وإلا ستأتى الانتخابات ولم يستعد لها جديا إلا جماعة الإخوان وعندها لا يجب أن تلام على عملها الاستراتيجى والتنظيمى الدءوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات