الأقسام الرئيسية

لا تخونوا الثورة..!

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم أحمد الصاوى ٢٢/ ٣/ ٢٠١١

تذكر أن هناك من اعتقد أننى انصرفت عن الحديث المهم عن التعديلات الدستورية، إلى حديث أقل أهمية عن الأحزاب، لكنك الآن بعدما وجدت نتيجة الاستفتاء وقد انتهت إلى تأييد التعديلات الدستورية بت مطالباً معى بفتح ملفات جميع الأحزاب دون استثناء، خاصة الرئيسية منها.

كنت من أنصار استمرار الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات الرئاسية أولاً، وطرحت ذلك فى هذه المساحة، وكنت من أنصار «لا» فى التصويت، كان هذا اختيارى، لكن مصر التى يقرر مصيرها الأغلبية اختارت أن تقول «نعم»، وصار هذا اختيارنا جميعاً، وما سيتبع هذا الاختيار هو اختبارنا جميعاً أيضاً.

تذوقت مصر طعم الديمقراطية الحقيقية عبر اختبار تصويتى حقيقى، لكن الأهم أن نتائجه تذهب بك مرة أخرى إلى مربع الأحزاب السياسية القائمة، فمن قالوا «لا» كانوا يتحركون من مخاوف أساسية، أولها: أنه من المفترض أن نمنح الأحزاب القائمة فرصة لإعادة هيكلة نفسها، والأحزاب الجديدة التى ستتشكل فرصة التواجد والحركة، وهو اعتراف من الجميع بضعف وهشاشة الأحزاب القائمة، وهو ما قلته، ومازلت أقوله، كذلك فالمخاوف من سيطرة الإخوان على البرلمان الجديد أيضاً إشارة إلى ضعف هذه الأحزاب وعجزها عن المنافسة، حتى إن الأحزاب مجتمعة التى تحركت للتحفيز على التصويت بلا خسرت فى أول اختبار أمام تنظيم مثل الإخوان روّج للتصويت بـ«نعم».

هل بت تقدّر الآن ما كنت أقوله عن الأحزاب، وأهمية إعادة بنائها وتخليصها من أى شوائب تعوق مسيرتها، والتخلص من أى شخص يمثل عبئاً على المؤسسة الحزبية، ويسبب لها حرجاً يخصم من اعتبارها ومصداقيتها ورصيدها فى الشارع، وهذا حديث ينسحب على جميع الأحزاب التى فشلت فى مواجهة الحزب الوطنى سابقاً، تحت مبرر طغيانه الأمنى والسياسى، وفشلت فى النزول إلى الشارع للاحتجاج عليه، حتى فعلها الشباب وصنعوا الثورة، ثم حين توافر صندوق اقتراع نزيه، فشلت فى مواجهة الإخوان والقوى المروجة للتصويت بـ«نعم».

كنت إذن أحاول أن أنسج معك خريطة طريق لأحزاب قوية ومتجددة وحيوية وقادرة على المنافسة، وذلك ليس نكاية فى أحد بعينه، لكنه خوف على مصر التى يجب ألا نسمح لتيار أن يحتكرها من جديد، لا أعترض على وصول الإخوان للسلطة أو سيطرتهم على أغلبية البرلمان، طالما جاءوا باقتراع نزيه، فتلك هى الديمقراطية التى يجب أن نقبلها، لكن إذا حدث ذلك فى غياب أحزاب قوية وقادرة على المنافسة وتداول السلطة، فمعنى ذلك أن نشهد جماعة حاكمة جديدة تحكم لعقود منفردة، وإن كان ذلك بشروط محسنة ودستور حديث.

الأصل فى السياسة هو الأحزاب، قلت لك إنهم اللاعبون، وقد صار الملعب مفتوحاً أمام اللعب الآن، بعد تمرير التعديلات، بينما اللاعبون الذين من المفترض أن ينزلوا الميدان للمنافسة، مازالوا بعيداً عن أى فورمة حقيقية.

انتهت التعديلات وصارت الكرة فى ملعب الأحزاب، فإذا كنت ضد الإخوان والتيارات الإسلامية سياسياً، فأداتك الوحيدة لمواجهتهم هى الأحزاب السياسية، لكنك تدرك مدى تهافت هذه الأحزاب وتراجعها وانهيار مصداقيتها، إلى جانب الشبهات التى تدور حول كثير من قياداتها، والأرجح أنك ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة فى وجه التيارات الإسلامية أعزل، وحتى لا يحدث ذلك فأمامك طريق وحيد للإصلاح، يبدأ من داخل الأحزاب الرئيسية، وهو إصلاح جاء أوانه، ومن يسعَ لتأخيره يخن مصر ويخن شهداء الثورة..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer