الأقسام الرئيسية

الثورة المصرية تفرمل السياحة مؤقتا..وتمنحها انتعاشا كبيرا مستقبلا

. . ليست هناك تعليقات:


العاملون في قطاع السياحة بمصر يأملون أن تجذب البلاد عددا كبيرا من السائحين بعدما تخلصت من قيود الحكم الاستبدادي.

ميدل ايست أونلاين


شرم الشيخ (مصر) – من ألكسندر جاديش


قطاع السياحة يدرّ على مصر 11 مليار دولار سنويا

أخلت الثورة المصرية الفنادق والنوادي الليلية والحانات من النشاط السياحي الذي يعمل به واحد من كل ثمانية مصريين لكن العاملين في هذا القطاع يتوقعون أن يكون التعافي سريعا وأن تنعش الثورة أعمالهم في الاجل الطويل.

وبلغت ايرادات مصر التي تنعم بشواطئ دافئة طيلة العام وبثروة من الاثار الفرعونية نحو 11 مليار دولار من السياحة في 2009 وفقا لوزارة السياحة وهو ما يشكل أكثر من عشر الناتج المحلي الاجمالي.

ودفعت الاحتجاجات التي استمرت 18 يوما العديد من البلدان الى اصدار تحذيرات من السفر الى مصر وهو ما عطل النشاط السياحي. وأصبحت مواقع سياحية مثل أهرامات الجيزة التي تزدحم عادة بالزائرين خالية.

لكن العاملين في شرم الشيخ -وهو منتجع في شبه جزيرة سيناء يعج غالبا بأعداد كبيرة من السائحين في مثل هذا الوقت من السنة- يقولون انهم يأملون أن تجذب البلاد السائحين بعدما تخلصت من قيود الحكم الاستبدادي.

وقال محمود الحليفي (30 عاما) الذي يدير مطعما مفتوحا على ساحل البحر "لدينا شعور جيد للفترة القادمة. الناس يأتون الى هنا خمس أو ست مرات ويعودون مجددا. ربما سيكون لديهم شعور جيد في المرة القادمة.. شعور بالحرية".

وقالت غرفة المنشآت الفندقية المصرية ان معدل اشغال الفنادق في شرم الشيخ والغردقة هوى الى 11 بالمئة من 75 بالمئة بعد اندلاع الاحتجاجات في 25 يناير كانون الثاني.

وخلال الفترة القصيرة التي أمضاها عمر سليمان في منصب نائب الرئيس قال ان نحو مليون سائح غادروا مصر وهو ما سبب خسائر قدرها نحو مليار دولار.

وليست هذه المرة الاولى خلال العقد الحالي التي يضطر فيها قطاع السياحة المصري للتعافي من شلل مدمر.

فمن هجمات 11 سبتمبر أيلول في الولايات المتحدة الى تفجيرات سيناء الى هجمات أسماك القرش في البحر الاحمر الى بركان أيسلندا في العام الماضي.. كثيرا ما تضرر القطاع بسبب أخبار كهذه.

ورغم ذلك ظل الاتجاه العام دائما صاعدا.

وقالت هالة الخطيب الامينة العامة لغرفة المنشات الفندقية "أنا متفائلة جدا بأن السياحة ستنتعش سريعا جدا لانني أعتقد أن السائحين سيعتبرون الثورة أمرا ايجابيا". وأضافت أنها لا تلحظ تسريح عمالة على نطاق واسع حتى الان.

وقال محمود وهو متعهد رحلات في شرم الشيخ رفض ذكر اسمه الكامل مفضلا ذكر اسم شهرته "محمود كريستال" انه لم يستقبل عميلا واحدا منذ أكثر من أسبوع لكنه معتاد على تعاقب فترات الانتعاش والركود.

وقال وهو يدخن سيجارة في مكتبه الخاوي وأمامه كتب للارشاد السياحي بالروسية والايطالية والانجليزية "انها مدينة مجنونة.. مثل ناد للقمار".

ورغم تراجع الايرادات الا أن التعاطف مع الثورة يسود بين سكان شرم الشيخ الذين جاء كثير منهم الى المدينة من القاهرة والدلتا لعدم وجود فرصة عمل هناك.

وفي مطعم تابع لسلسلة شهيرة ردد العاملون في قسم المشروبات هتافات ثورية ليلة الاربعاء وهم يستذكرون ترددهم على ميدان التحرير -قلب الحركة الاحتجاجية- ويتحدثون في الشأن السياسي أثناء تقديم البيرة للسائحين.

ويشعر كثيرون في قطاع السياحة بنفس الغضب من المحسوبية والفساد وهما من الشكاوى الرئيسية للمحتجين. ويواجه وزير السياحة السابق اتهامات بالكسب غير المشروع.

وقالت اثنتان من كبرى شركات السياحة في أوروبا يوم الاثنين انهما سيستأنفان رحلاتهما من ألمانيا الى مصر في مارس اذار. وكانت الوحدتان الالمانيتان للمجموعتين البريطانيتين توماس كوك وتي.يو.اي ترافل قد ألغتا رحلات حتى نهاية فبراير شباط.

ولم يعبأ بعض السياح بالاضطرابات خاصة البريطانيين. وخلافا للعديد من الدول التي نصحت مواطنيها بعدم السفر الى مصر كلها نصحت بريطانيا مواطنيها بتفادي المدن الكبيرة كالقاهرة والاسكندرية والسويس لكنها لم تحذرهم من السفر الى منتجعات مثل شرم الشيخ.

وقال سايمون بوكس (27 عاما) وهو مدير في مجال تكنولوجيا المعلومات متحدثا عن شرم الشيخ "قبل وبعد الثورة.. أعتقد أنها ستكون بخير في الحالتين. انها كدولة قائمة بحد ذاتها".

واستبعد بوكس أن يؤثر تغير هيكل الحكم في مصر على السائحين الاوروبيين الذين تجذبهم شمس الشتاء على ساحل البحر الاحمر.

وقال "سيؤثر ذلك على الناس.. لا شك في هذا. لكني أعتقد أن السياحة ستظل كما هي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer