الأقسام الرئيسية

مبارك فى عيون نزلاء معتقلاته

. . ليست هناك تعليقات:

آخر تحديث: الاحد 27 فبراير 2011 12:49 م بتوقيت القاهرة

ميساء فهمى -

لم يكن الشيخ على مختار عبدالعال يعلم أن تلقائيته ستودى به إلى خلف أسوار السجن لمدة 15 عاما دون جلسة محاكمة واحدة أو فرصة يتيمة للدفاع نفسه.

«أول ما شفته لقيت نفسى بقوله يا ريس اتق الله فى مصر واحكم بشرع ربنا»، هكذا أجاب الشيخ على مبتسما وعلامات الدهشة تعلو وجهه عن سؤال «الشروق» حول أسباب اعتقاله وترحيله من السعودية إلى مصر.

فالشخص الذى وجه له الشيخ النصيحة كان الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، فدفع الشيخ ثمن استياء مبارك غاليا.

وروى الشيخ على أنه فى ليلة القدر الموافق 27 رمضان 1413 كان يجلس داخل المسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة يقرأ القرآن لحين موعد صلاة الفجر ليؤديها فى وقتها كما اعتاد، وفوجئ فى ساعة متأخرة من هذا اليوم بعدد كبير من الحراس يدخلون المسجد مسرعين يتوسطهم حسنى مبارك.

وتابع قائلا إنه فور أن وجده أمامه توجه له مباشرة وقال له: «يا ريس اتق الله فى مصر واحكم بشرع ربنا»، فاضطرب مبارك وخرج فيما بعد مسرعا دون أن يرد عليه بكلمة.

دقيقتان فقط ودخل أشخاص إلى المسجد وحملوا الشيخ على حافيا إلى جهة أمنية غير معلومة، ثم تم ترحيله إلى مصر مربوطا فى كرسى الطائرة طوال رحلته، وتوجه مباشرة من مطار القاهرة إلى مقر لاظوغلى الشهير.

واستطرد الشيخ على: «طوال الـ15 عاما لم يتم التحقيق معى أو عرضى على النيابة، والسؤال الوحيد الذى وُجه إلى من الجهات الأمنية كان يوم وصولى إلى لاظوغلى، حيث سألنى وزير الداخلية حينها، عبدالحليم موسى، وفى حضور رئيس مباحث أمن الدولة (حينها) حبيب العادلى: إنت ليه قلت للريس كده؟ فأجبت: «دى نصيحة عادية واتقالت للى أحسن منه وهو عمرو بن الخطاب، يعنى مش عيب ولا حرام، فضحك موسى وقضيت بعد تلك الجلسة 15 عاما بين سجون مصر انتقالا من الوادى الجديد إلى برج العرب إلى ليمان طرة، وأخيرا تم الإفراج عنى رغم صدور عدد من قرارات الإفراج من النائب العام طوال تلك السنين». كما أن صورة «الفيش والتشبيه» التى تحمل التاريخ 26 ديسمبر 2010 خلت من وجود أى أحكام قضائية على الشيخ على الذى تساءل: «معقولة أعيش السنوات دى كلها فى السجن عشان نصحت مبارك»؟

هذه الواقعة جاءت ضمن عشرات الوقائع التى رواها المعتقلون السياسيون وأهاليهم خلال مؤتمر «أبناؤنا المسجونين ظلما»، الذى عقدته لجنة الحريات بنقابة الصحفيين.

«فوضت أمرى ليك يارب»، تقولها منى رمضان وهى تبكى بشدة على اعتقال ابنها منذ عامين، التى روت أنها وابنها كانا «رايحين إلى الإسكندرية عشان ندور لابنى على شقة الزوجية»، واستوقفهما كمين وقام بتفتيشهما ووجد معهما مبلغ 9 آلاف جنيه «ثمن مقدم الشقة» فأخذهما الضابط واستولى على جميع متعلقات ابنها الشخصية ووضع له قطعة مخدرات فى حقيبته واعتقله و«حتى الآن معرفش عن ابنى حاجة، ولما بروح سجن برج العرب عشان اسأل عنه بننضرب بالعصيان عشان يمشونى، وربنا يعلم إحنا كنا محوشين الـ9 آلاف جنيه دول إزاى، منك لله يا حبيب يا عادلى».

رواية منى أبكت جميع من فى القاعة الذين ارتفعت وتيرة غضبهم بعدما روى شقيق المعتقل طارق أحمد السيد، «أخويا اعتقلوه فى 27 مارس 2005 عشان مربى ذقنه».

تعابير الغضب التى ملأت وجه شقيق طارق لم يكن سببها اعتقال شقيقه فقط وإنما المفاجأة التى وقعت على أسرته كالصاعقة هى «فوجئنا بعد أيام من تفجيرات الحسين التى وقعت فى 7 أبريل من نفس السنة بأن المتهم فيها هو طارق أخويا». وتساءل، وهو يصرخ: «حد يفهمنى إزاى طارق هينفذ التفجيرات دى وهو معتقل قبلها بـ11 يوما»؟

أما أحد المفرج عنهم حديثا من سجن الوادى الجديد لم يشتك من الظلم الذى تعرض له لسنوات، وإنما أبدى تخوفه من حالة التكدس التى وصفها بالمبالغ فيها داخل العنابر، ضاربا المثل بالعنبر رقم 8 الذى يوجد به أكثر من 30 سجينا دون طعام أو بطاطين كافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer