الأقسام الرئيسية

حين يبدع كتبة الرئيس

. . ليست هناك تعليقات:

5 فبراير 2011 10:54:40 ص بتوقيت القاهرة

فى برنامج العاشرة مساء تساءل الفنان عمار الشريعى والدموع تملأ عينيه إذا كان الرئيس مبارك والنائب عمر سليمان، ورئيس الوزراء أحمد شفيق إن كانوا يعلمون أن أبناءهم يذبحون فى ميدان التحرير حين كان الرئيس يلقى خطابه العاطفى المؤثر الذى كتب بعناية على غير العادة وفيما يبدو أن الثورات تخرج من كتبة الرئيس أفضل إبداعاتهم ليتم الضغط بها على مشاعر بعض المصريين، الذين تعاطفوا معه وأغلبهم ممن تربوا فى ظل النظام الأبوى هؤلاء لم يخرج أحد من بينهم إلى الشارع ولم يروا الوجوه الشابة الثائرة، التى تشع جمالا عن قرب واكتفوا بمشاهدة وجوه أخرى بغيضة مضللة على شاشة التليفزيون المصرى .

فى هذه اللحظة وبعد الخطاب مباشرة حين كانت تصرخ إحدى المشاهدات مخاطبة الشباب «حرام عليكم ذبح الرئيس رمز مصر كانت قيادات الوطنى تعد لذبح الشباب بتجييش بلطجية الحزب الوطنى لينقضوا على المتظاهرين فى ميدان التحرير بسيوفهم وسكاكينهم وقنابلهم الحارقة، والتى دفع بها صفوت الشريف بخبرة السنين السوداء وبمشاركة رجال اعمال على شاكلة احمد عز، الذين أفسدوا الحياة السياسية فى مصر هذا الجناح لا يزال حرا طليقا كالكلاب البرية ينهشون لحم المصريين حتى فى أوج الأزمة بعد أن مصوا دماءهم، وللأسف بعد يوم واحد تكرر نفس المشهد وبتفاصيل نفس السيناريو المهترئ حين تعهد رئيس الوزراء على الفضائيات بحماية أبنائه لحق به وعد آخر صباح اليوم التالى خلال مؤتمر صحفى بمقر مجلس الوزراء بمحاسبة المسئولين عن مذابح ميدان التحرير، التى قتل فيها من قتل وذبح المئات ووعد بحماية جديدة لأولاده كما سماهم، بينما لم ينته شفيق من كلماته كانت الشوارع الجانبية المفتوحة على الميدان تغلق بواسطة الشرطة العسكرية ويتم القبض على المتظاهرين المتجهين إلى هناك بالإضافة إلى اقتحام مقار مراكز حقوق الإنسان مثل هشام مبارك والمركز المصرى وغيرهم والقبض على النشطاء بها.

ما هو مؤكد أن الوجوه تغيرت لكن السياسات والأساليب الملتوية لم تتغير ولا أعرف ما هى حدود تلك القدرة الفائقة لهؤلاء على المراوغة وفقدان المصداقية وفيما يبدو أن زبانية النظام من المنتفعين يخشون المحاسبة مما اقترفوه فى حق الوطن من نهب للمال العام وتعطيل القضاء وتضليل المواطنين، وهم الآن يخوضون معركتهم الأخيرة التى تغير شعارها من الحفاظ على المال والسلطة الى استخدام المال و«البلطة»، وهم لن يتورعوا عن أن يقطعوا أوصال الوطن أو يحرقوه وعلى من يتحدثون عن خروج آمن للرئيس أن يعطوا الثوار الصغار فرصة لكى يفتحوا ممرا آمنا للمستقبل ونحن جميعا سنسير خلفهم لا أمامهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer