مراقبون قالوا إنها ناتجة عن انعدام الثقة بين الطرفين
الأحد 24 ربيع الأول 1432هـ - 27 فبراير 2011متباينت وجهات النظر بين أحزاب المعارضة والحكومة السودانية حول الدخول في حوار مثمر من أجل المشاركة في الحكومة العريضة التي دعا إليها الرئيس السوداني البشير، مع وجود حالة من الشد والجذب حول الكيفية التي سيتم بها تعديل دستور البلاد، في وقت وصف عدد من المراقبين ما يجري على الساحة السياسية بأنه ناتج عن أزمة ثقة بين المعارضة الحكومة في ظل عدم وجود رؤية موحدة وواضحة من قبل أحزاب المعارضة السودانية تجاه مطالبها.
وعلى الرغم من أن عضو المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي حسن هلال، أكد في حديث خاص بالعربية.نت أن حزبه شكل ثلاثية للحوار مع الحزب الحاكم المؤتمر الوطني، حول دارفور، والدستور، وتشكيل الهياكل الأساسية للحكم الفيدرالي، إلا أن صحافة الخرطوم التي صدرت اليوم الأحد أكدت وجود خلافات داخل الحزب، وأن الأوضاع به توشك على الانفجار في ظل عدم تنسيق وتوحيد الرؤى بشأن الحوار مع المؤتمر الوطني.
لكن هلال نفى "للعربية.نت" هذه الأنباء مؤكدا أن رؤية الحزب واضحة، خاصة فيما يلي لجنة المشاركة في الحكم، والتي أكد أنه لم يتم اتخاذ قرار بشأنها، مشيرا إلى أن هناك متسعا من الوقت لدراسة كل الأمور بتأن، خاصة وأن الفترة الانتقالية تنتهي في التاسع من يوليو المقبل، والحزب سيشارك بأوراق علمية وبرامج سياسية واقتصادية واجتماعية.
يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» دكتور علي السيد بتغيير نظام الحكم من رئاسي إلى برلماني، رافضا استمرارية البرلمان الحالي لإجازة الدستور الدائم، واقترح إجازته من قِبل جمعية تأسيسية يتم تشكيلها في غضون سنتين ونصف من تاريخ أول جلسة، وهدد بترك الحوار معه حال رفضه تعديل الدستور.
من جانبها طَالبت هيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية، الحكومة بإعادة تشكيل مفوضية المراجعة الدستورية، وإشراك القوى السياسية كافة فيها للاطلاع بمهمة وضع دستورٍ دائمٍ للبلاد.
ويرى بعض المراقبين السياسيين أن هناك أزمة ثقة بين المؤتمر الوطني وأحزاب المعارضة، حيث قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي فيصل محمد صالح للعربية نت إن المؤتمر الوطني يريد حوارا لا يقدم فيه تنازلا، ويدفع بعبارات تشجيعية. وكذلك المعارضة تدعي أن المؤتمر الوطني لا يرغب في الحوار، لهذا تطرح مطالب قصوى.
وأشار صالح إلى أنه يعتقد أن الأجواء الحالية لا ترجح قيام حوار بين الطرفين، وأن المؤتمر الوطني نفسه لا يرغب في الحوار الجماعي. وتوقع أن ينفرد الوطني بحزب أو حزبين، ويتفق معهما.
أما رئيس تحرير صحيفة السوداني ضياء الدين بلال، فقد أكد لمراسل "العربية.نت" بالخرطوم أن المشكلة تكمن الآن في أن أحزاب المعارضة غير موحدة، وأنها ليست على موقف واحد في مطالبها مع المؤتمر الوطني، مشيرا إلى أن هذه القضايا المثارة من قبل المعارضة من الممكن أن تصبح جزءا من الأجندة الخاصة بالحوار.
وأوضح بلال، أنه حتى داخل الحزب الواحد تجد تعدد المواقف، مضيفا " أعتقد أن أحزاب المعارضة مطالبة بتوحيد رؤاها ومواقفها الداخلية والتحالفية، حتى يكون وضعها قويا في التفاوض والمطالبات، لكن طالما أنها بهذا التنافر والضعف فإن تأثير مطالباتها ستكون ضعيفة جدا"، مشيرا إلى أنه من الصعب توحيد رؤى أحزاب المعارضة.
لكن رئيس تحرير السوداني يرى أن المؤتمر الوطني الآن في حاجة للمبادرة للدخول في حوار أكثر من أحزاب المعارضة، مشيرا إلى تعدد المواقف حتى داخل المؤتمر الوطني.
وكان حزب البعث العربي الاشتراكي بالسودان قد أعلن رفضه القاطع للمشاركة في الحكومة العريضة التي تطرحها الحكومة، وقال في تصريحات صحفية على لسان الناطق الرسمي باسم الحزب محمد ضياء الدين، إنه لن يجري أي حوارات ثنائية مع المؤتمر الوطني، واصفاً إياه بغير الجاد في معالجة الأزمات المتراكمة والتي تهدد أمن واستقرار السودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات