الأقسام الرئيسية

هيكل لـ«روبرت فيسك»: كنت واثقاً بأن مصر على وشك الانفجار.. والجيل الجديد «أكثر حكمة منا بمليون مرة»

. . ليست هناك تعليقات:


كتب فاطمة زيدان ١٦/ ٢/ ٢٠١١

محمد حسنين هيكل

نقل الكاتب البريطانى روبرت فيسك، مقتطفات من لقاء جمع بينه وبين الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل أثناء زيارته له بعد تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك عن السلطة.

وأكد «فيسك» فى مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أمس، أن هيكل، كان يتنبأ طوال الـ٣٠ عاماً الماضية بالثورة التى تشهدها مصر الآن، وتوقع بقناعة مطلقة حتمية انهيار نظام مبارك، محدداً تفاصيل الفساد والعنف فى ظل هذا النظام.

ونقل «فيسك» عن «هيكل» قوله إن «الرئيس السابق حسنى مبارك خان روح الجمهورية حين أراد الاستمرار من خلال ابنه جمال» فخلافة الابن كانت مشروعاً، وخطة وليست مجرد فكرة»، و«السنوات العشر الأخيرة من حياة المصريين تم إهدارها بسبب هذه المسألة».

أضاف هيكل: «عندما تولى الرئيس مبارك الحكم بعد اغتيال السادات، اعتقدت أنه سيتولى الحكم لفترة انتقالية فقط، فقد رأى مبارك اغتيال السادات من قبل شعبه، وكان لابد أن يتعلم الدرس المأساوى من الشعب المصرى عندما ينفد صبره، وظننت أن بإمكانه أن يكون جسراً جيداً للمستقبل».

ولفت هيكل إلى قول عبدالناصر فى الوثيقة الأخيرة التى كتبها فى ٣٠ مارس ١٩٦٨، حين قال إن «الشعب أثبت أنه أقوى من النظام» «ولكن عندما تأتى القوة، فإن الجميع ينسى، ويوما بعد يوم ، يكتشفون امتيازات السلطة».

وتابع: «كنت واثقاً بأن مصر على وشك الانفجار، ولكن ما أدهشنى هو خروج الملايين، فلم أكن متأكداً ما إذا كنت سأعيش لأرى هذا اليوم أم لا، حيث رأيت انتفاضة الشعب المصرى». ولفت إلى أنه كان قلقاً من حدوث فوضى، لكنه وجد أن «الجيل الجديد فى مصر أكثر حكمة من جيله بمليون مرة، وتصرفوا بطريقة معتدلة، وذكية».

وقال هيكل بصراحة مؤلمة، حسب فيسك «لقد فقدت أهم شىء فى حياتى وهو شبابى، فقد كنت أتمنى أن أكون مع هؤلاء فى ميدان التحرير». وأضاف: «الفرق بينى وبين مبارك هو أننى لم أحاول أبداً إخفاء عمرى» فالرئيس السابق «كان يخفى عمره الحقيقى بصبغ شعره، حتى يستطيع أن يرى نفسه شاباً كلما نظر فى المرآة».

وتابع: ما كان يقلقنى هو مجىء كل شىء بشكل مفاجئ، فلم يكن أحد مستعداً لما سيأتى بعد ذلك» و«فى ظل هذه الظروف، لا نتمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة» فى حين أن المصريين يحملون تطلعات هائلة، والإدارة الأمريكية وإسرائيل والعالم العربى يدفعونهم بقوة، والمجلس العسكرى لم يكن مستعداً لهذه الظروف».

ورأى هيكل أن مبارك أبقى الجميع فى حالة تشويق، واصفاً إياه بـ«ألفريد هيتشكوك»، لكن دون تخطيط، مشيراً إلى أنه كان يرتجل كل يوم مثل «الثعلب العجوز».

وأعرب هيكل فى لقائه بروبرت فيسك عن فرحته بإطالة مبارك زمن الأزمة، وفى الوقت الذى التزم فيه الصمت، كانت الحشود تتزايد فى ميدان التحرير، وبذلك أعطى الفرصة للشعب للخروج إلى الشوارع، وهو ما غيّر المعادلة كلها.

وأضاف: «مبارك كان مرعوباً من نشر ملفات الحكومة وإفشاء أسرار النظام فى حال تنحيه، وأخشى من خيانة الأمانة من بعض السياسيين فى مصر وتشويههم قيمة مثل هذا الحدث».

وتابع: «سيتم استخدام قضية المساءلة لتسوية الحسابات» معرباً عن رغبته فى إجراء تحقيقات حقيقية، وعدم إعطاء هذه الملفات لبعض الناس لاستخدامها وفق أجنداتهم الخاصة، مؤكداً: «ما أخشاه هو انتهازية السياسيين».

وطالب بضرورة فتح جميع ملفات النظام، وتقديم كشف حساب للشعب المصرى عما حدث على مدار السنوات الثلاثين الماضية، لكن «يجب ألا تصبح هذه القضايا موضوعا للانتقام، حسب قوله».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer