١٣/ ٢/ ٢٠١١
ساعات قليلة حولت ميدان التحرير من تجمع للثوار إلى ساحة للاحتفال بالانتصار، وحولت الشعارات من إسقاط النظام، والاحتفال بالنجاح الباهر، إلى البدء فى إعادة البناء. وكما أطلق شباب الثورة شرارة التغيير، بدأوا فى إطلاق شرارة التعمير. وتحت شعار «يلا نبنى مصر» بدأ المتظاهرون فى تنظيف ميدان التحرير، ورفع المخلفات وإزالة الشعارات المكتوبة على الحوائط والأعمدة. وفى الإسكندرية نظم شباب الثورة حملات لإعادة «إسكندرية جميلة نظيفة»، وتقدموا لرفع القمامة والمخلفات، وقام طلاب كلية الفنون الجميلة بإعادة طلاء الحوائط. وبينما بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها فى القاهرة والمحافظات، وأعادت المحال فتح أبوابها مع انتظام العمل وخطوط المواصلات العامة، بدأت قوات الجيش فى إزالة الحواجز لفتح الشوارع المحيطة بميدان التحرير، لتسيير السيارات وإعادة حركة المرور إلى طبيعتها فى وسط القاهرة. وأعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيانه الرابع، الذى أكد فيه التزام الجيش بجميع تعهداته السابقة، وقطع باحترام الديمقراطية، ونقل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة. وأكد البيان تكليف الحكومة الحالية بـ«تسيير الأعمال» مؤقتاً، إلى جانب التزام المجلس بجميع المعاهدات الدولية والإقليمية التى التزمت بها مصر، وهو ما اعتبره خبراء رسالة تطمين رفيعة المستوى من القوات المسلحة المصرية للداخل بأن الحكم سيبقى مدنياً ديمقراطياً، وللخارج بذكر المعاهدات الدولية والإقليمية. وعقب صدور البيان الرابع للقوات المسلحة، أعلن شباب ائتلاف قوى الثورة، ويضم «شباب ٦ أبريل وشباب العدالة والحرية، وشباب الإخوان، وشباب حزب الجبهة، وشباب جروب خالد سعيد» إنهاء اعتصامهم فى ميدان التحرير، ودعا الائتلاف فى مؤتمر صحفى إلى إخلاء الميدان بدءاً من صباح اليوم، على أن تعاود القوى تجمعها يوم الجمعة المقبل لإحياء ما سموه «جمعة النصر» وتنظيم عزاء فى الميدان لتكريم شهداء الثورة. من جهة أخرى، اجتمعت أمس لجنة تقصى الحقائق التى شكلها الدكتور أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء، للتحقيق فى الأحداث والتجاوزات التى حدثت منذ ثورة الشباب فى ٢٥ يناير الماضى، والتحقيق فى ملابسات الانفلات الأمنى يومى الجمعة ٢٨ يناير، و٢ فبراير، بحضور جميع أعضاء اللجنة. إلى ذلك تواصلت الأفراح فى شوارع القاهرة والمحافظات بتنحى الرئيس مبارك عن الحكم، وجابت مسيرات المواطنين الشوارع، وظهرت الأعلام المصرية بكثافة فى أيدى المواطنين وفى الشرفات والنوافذ. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات