الأقسام الرئيسية

لا عاصم اليوم للزعماء العرب من طوفان التغيير

. . ليست هناك تعليقات:


بعد تنحية مبارك وبن علي، لم تعد الأنظمة العربية في منأى عن التغيير، ولم يعد حديث الشعوب عنها سرا أو همسا.

ميدل ايست أونلاين


دبي - من الطيب محجوب


مبارك سقط بثورة مفاجئة غير مؤدلجة

بعد ان تنحى رئيسا تونس ومصر في غضون اقل من شهر، يرى محللون ان الانتفاضة الشعبية التي اسقطتهما قد تطيح بقادة عرب آخرين اذا لم يتم الاسراع الى تطبيق الاصلاحات.

وقال مدير معهد الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية انور عشقي ان "الدول العربية اصبحت في سباق مع الزمن. اما ان تحدث هذه الدول تغييرات سريعة نحو الليبرالية ونحو المجتمع المدني وحقوق الانسان والا فانها ستواجه المصير الذي واجهته تونس ومصر".

وبعد 18 يوما من الاحتجاجات تنحى الرئيس المصري حسني مبارك الجمعة عن رئاسة الجمهورية التي تربع على سدتها طوال 30 عاما، اما الرئيس التونسي زين العابدين بن علي فتنحى في 14 كانون الثاني/يناير تحت ضغط الشارع ايضا.

ويعتقد عشقي ان سقوط الرئيسين ساهم فيه ايضا ضغط الولايات المتحدة بالرغم من كونهما حليفين مهمين لها.

وقال مدير مركز كارنيغي للسلام لمنطقة الشرق الاوسط بول سالم ان المواطن العربي الذي اثاره الظلم والبطالة والفساد "بات اليوم غير ما كان عليه قبل شهرين".

وبحسب سالم "فقد اثبت المواطن العربي انه قادر على اسقاط نظام عربي في ظرف اسبوعين او ثلاثة اسابيع".

وسارع عدد من القادة العرب الى الوعد باصلاحات وبتقدمات اجتماعية في ظل الغليان في الشارع العربي على ضوء الاحداث في تونس ومصر.

ويحكم بعض القادة العرب دولهم منذ عقود، فالرئيس الليبي معمر القذافي يتربع على سدة السلطة منذ اكثر من اربعين عاما، ويحكم قادة كثر بقبضة من حديد.

وقال الوزير الاردني السابق صالح القلاب ان "التطورات في مصر تنعكس على كامل المنطقة العربية".

وبحسب القلاب فان "الولايات المتحدة شجعت التغيير في تونس ومصر وستحاول تعميم ذلك على دول عربية اخرى".

وعما اذا كان يمكن التوقع في اي بلد قد يسقط النظام بعد تونس ومصر، قال القلاب "لا احد يعرف".

الا انه قال انه يمكن استثناء السعودية من قائمة هذه الدول واشار الى ان المملكة "لديها عملية اصلاحية اطلقها الملك عبدالله لكنها تسير ببطء بسبب تأثير التقاليد والدين".

وعن السعودية ودول الخليج الاخرى الغنية بالنفط، قال انور عشقي ان "الولايات المتحدة سوف تحاول الا تتعرض دول الخليج العربية لهزة عنيفة لان ذلك قد يؤثر على الاقتصاد العالمي بسبب النفط"، الا انها ستشجع هذه الدول على تسريع الاصلاحات على حد قوله.

واعتبر عشقي المقيم في جدة بغرب السعودية ان "رياح التغيير قادمة، فإما ان تأتي بأيدي (الحكومات) والا فانها ستأتي بأيدي الشعوب".

الى ذلك، رأى بول سالم ان الانتفاضة في تونس ومصر والتي تمت الدعوة اليها وتغذيتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت، اظهرت حدود الحركة الاسلامية التي كانت تتذرع بها الانظمة لعدم احداث اي تغيير وكانت هي بدورها تقول انها البديل الوحيد للانظمة.

وقال سالم ان "التيارات الاسلامية كانت تصور او تقدم نفسها على انها البديل الوحيد الذي يقف في وجه القمع والانظمة البوليسية وقد تبين ان هذا غير صحيح، فالمواطن بدون ايديولوجيا اسقط نظام مصر في اسابيع".

لكن على الصعيد الاقليمي، يرى سالم ان بعض الدول ولا سيما السعودية ترى ان سقوط حكم مبارك "سيخل بشكل اضافي بموازين القوى مع ايران" التي تحلم "بشرق اوسط اسلامي" وترى في رحيل الرئيس المصري "هزيمة للولايات المتحدة والصهيونية في المنطقة".

كما حذر من ان رحيل مبارك "يضعف تحالف الدول العربية مع الولايات المتحدة"، لكن هذه الدول "لن تصطف في مكان آخر وستظل ضمن البوتقة الاميركية، الا انها ستأخذ هامشا من الاستقلالية مثلما هي الحال في تركيا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer