الأقسام الرئيسية

«مينا» خرج يشترى «مسامير» لورشة والده.. فعاد له برصاصة فى قلبه

. . ليست هناك تعليقات:


٢١/ ٢/ ٢٠١١

الشهيد مينا

على العكس من كل التظاهرات التى خرجت لتندد بالنظام، خرج المواطنون فى اتجاه قسم شرطة «ببا»، بمركز بنى سويف، يبحثون عن ممتلكاتهم التى احتجزها القسم، فبعد أن دعا أحد مخبرى القسم أهالى القرية يوم السبت الموافق ٢٩ يناير للذهاب إلى المركز وأخذ متعلقاتهم التى احتجزها القسم من قبل، قرر عشرات الشباب أن يذهبوا إلى القسم ليحصلوا على «الموتوسيكلات» التى احتجزها رجال الشرطة قبيل الثورة بأيام.

الجميع فى انتظار الحصول على أغراضهم المحتجز عليها، لكن مينا أسطفانوس، الذى خرج لشراء بعض مستلزمات العمل التى يحتاجها والده فى ورشة النجارة الخاصة به استوقفه المشهد، وقرر الوقوف بجوار زملائه الشباب الذين وقفوا فى انتظار حصولهم على موتوسيكلاتهم المحتجزة..

لحظات وانقلبت فرحة الواقفين إلى صراخ دام طويلا ودماء سالت على الطرقات، وفى مدخل القسم، فالضابط محمد دبش خرج بمسدسه يقذف الواقفين بوابل من الرصاص الحى، والأمر لم يتوقف عند هذا وهو ما أكده والد مينا قائلا: «الضابط قبل ما يقتل الناس فتح الباب للمساجين وخرجهم علشان يقولوا إن المساجين هما اللى قتلوا الشباب، والكل شاهد بأنه هو اللى قتلهم».

مينا سقط على الأرض وسط عشرات المصابين، متأثراً بإصابته بطلق نارى فى الصدر، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يتم نقله إلى مستشفى جمال عبدالناصر العام.

أسطفانوس يحكى أنه كان ينوى تزويج ابنه لإحدى فتيات العائلة، لكن القدر حال دون تحقيق حلمه فى ابنه البكرى، ويتذكر ما دار فيقول: «أرسلته يشترى مسامير للورشة، لكنه ما رجعش تانى»، ويضيف قائلا: «لقتهم بيكلمونى ويقولوا لى الحق ابنك اتعور روح شوفه فى المستشفى.. روحت لقيته مات».

مينا أنهى خدمته العسكرية، وسعى طوال عمره لمساعدة إخوته بالعمل مع والده فى ورشة النجارة، كان يشعر بالرضا تجاه كل ما يحدث من حوله فيقول والده: «طول عمره راضى ومسالم، عمره ما اتخانق مع حد». صفات مينا التى لا تغيب عن أعين من عرفوه ظلت تراودهم من الحين للآخر بعد رحيله، لكن والده يشعر بالفخر لما دار فيقول: «استشهاده ده وسام على رؤوسنا كلنا.. لكن الفراق صعب وهو ده اللى واجع فى قلوبنا».

الأحداث التى دارت بعد رحيل مينا كانت كفيلة بأن يشعر والده بأن دم ابنه لم يذهب هباءً فيقول: «بعد الأحداث دى.. الناس ولعت فى قسم الشرطة، ومبقاش فى حد يقهر الناس ويظلم الغلابة»، المشهد يزداد قوة كلما ذكرت وسائل الإعلام محاكمة مسؤول فاسد أو شخص أدين فى أحداث الثورة فيقول: «لولا دم ابنى ودم الشباب اللى زيه.. مكنش ده حصل».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer