١٢/ ٢/ ٢٠١١
بعد ساعات قليلة من تحرك المتظاهرين فى اتجاه القصور الرئاسية، ومحاصرة آلاف منهم قصر العروبة الرئاسى فى القاهرة، وقصر رأس التين فى الإسكندرية، إلى جانب حصار مقر الإذاعة والتليفزيون أعلن اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، أن مبارك قرر التنحى، وكلف «المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد»، وقال سليمان فى بيان مقتضب: «فى هذه الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسنى مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية». وعقب إعلان النبأ مباشرة، عمت أفراح كبيرة الشوارع المصرية فى القاهرة والمحافظات، واحتفل الثوار فى ميدان التحرير بانتصارهم الكبير، وبنزول مبارك على إرادة الشعب بعد ١٧ يوماً من اندلاع ثورة «٢٥ يناير»، فيما تعالت «الزغاريد» فى البيوت المصرية. وبينما احتضن المتظاهرون فى التحرير رجال الجيش المرابطين فى الميدان وعانقوهم وحملوهم على الأكتاف، قام وزير الدفاع والإنتاج الحربى محمد حسين طنطاوى بجولة فى سيارته أمام قصر الرئاسة حيث تبادل التحية مع الجماهير التى كانت تحتفل برحيل مبارك. وفور إعلان خبر تنحى مبارك، سجلت بورصة وول ستريت ارتفاعا، بينما أعلنت الحكومة السويسرية أنها قررت التجميد الفورى لأى حسابات يملكها الرئيس السابق والمقربون منه. وفى تطور سريع أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى بيان رقم ٣ أن المجلس ليس بديلاً عن الشرعية التى يرتضيها الشعب، وأن المجلس يدرس اتخاذ خطوات لتحقيق طموحات الشعب، وأنه سيقدم بياناً لاحقاً تتضمنه إجراءات محددة، وقدم المجلس تحيته وتعازيه لأرواح شهداء حركة ٢٥ يناير، وقام المتحدث باسم المجلس بتقديم التحية العسكرية لأرواح الشهداء الذين قضوا أثناء إلقائه البيان. كان ملايين المواطنين قد خرجوا إلى شوارع القاهرة عقب أداء صلاة الجمعة أمس، رافضين خطاب الرئيس مبارك الذى أعلن فيه تفويض نائبه عمر سليمان بصلاحيات رئيس الجمهورية، ولم تقتصر المظاهرات الرافضة للرئيس مبارك على ميدان التحرير، وإنما امتدت لتشمل كورنيش النيل أمام مبنى التليفزيون الحكومى وقصر العروبة وأمام قصر عابدين، وحى الأزهر وميدان مصطفى محمود، وميادين وسط القاهرة المجاورة لميدان التحرير، مثل طلعت حرب وباب اللوق وعابدين وميدان العباسية، كما توافدت على الميدان حشود تقدر بالآلاف من عدد من محافظات مصر كالبحيرة والغربية والشرقية والإسماعيلية والقليوبية. وخرج الصيادلة والمحامون وأساتذة الجامعات فى مسيرات بأزيائهم الرسمية إلى ميدان التحرير، الذى شهد توافد عدد من رموز المجتمع على رأسهم المستشار هشام البسطويسى، أحد رموز القضاة، الذى توجه من المطار إلى الميدان وسط حفاوة المتظاهرين. وقال محللون إن ثورة الشباب ثورة بيضاء، ومحطة تاريخية عظيمة، وإذا كانت ثورة ١٩٥٢ جاءت بقوة الجيش والتف حولها الشعب، فإن ثورة يناير ٢٠١١، جاءت بالثورة الشعبية الخالصة وبقوة إرادة الشعب، واحتضنها الجيش، داعين إلى أن تحدد القوات المسلحة ملامح المرحلة الانتقالية، وأن تكون لمدة محددة. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات