الأقسام الرئيسية

الجيش والشعب.. يد واحدة

. . ليست هناك تعليقات:


بقلم فريدة الشوباشى ٢٤/ ٢/ ٢٠١١

توهم النظام السابق أن نزول الجيش إلى الشارع سوف يخيف الثوار وأن الجيش سيعمل على تثبيت الحكم الجائر.. ولكن حتى قبل أن «تتضح» مهمة الجيش هتفت القلوب فى ميدان التحرير: الجيش والشعب إيد واحدة.. تلك هى العلاقة الأزلية بين الشعب والجيش منذ ثورة ٢٣ يوليو التى قام بها الجيش والتف حولها وساندها الشعب وكما تبدى بأروع صورة فى ثورة ٢٥ يناير التى قام بها الشعب وأكد الجيش حمايته لها.. وسوف تظل لحظات نزول الجيش وفرحة الثوار به ماثلة فى أذهان العالم بأسره ونموذجاً فريداً فى علاقة اتسمت، على مدى عقود، بالتلاحم والثقة العميقة، كما سيظل مشهد أداء التحية العسكرية لشهداء الثورة والوطن محفوراً فى الضمير وفى الذاكرة الجماعية للمصريين.

وكل هذه المعانى تأكدت لنا فى لقائنا بثلاثة من القادة العسكريين الأعضاء بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة وترسخت قناعة معظمنا بأن «العسكر» هنا، هم عسكرنا نحن، يحمون حدود الوطن كما يحمون مكتسبات المواطنين.. وقد لمسنا مدى عمق إحساس المجلس بما عاناه الناس، خاصة فى الثلاثين عاماً الأخيرة التى عاث فيها النظام، بكل مكوناته وأركانه وذيوله، فساداً، كلما تكشفت أبعاده كلما اكتشفنا مدى سذاجتنا، حيث لم يصل خيالنا إلى إمكانية حدوث هذا القدر من الفساد والعبث بمقدرات وطن لم يراعوا الحد الأدنى الذى أعطاه لهم ولو «رشفة» من مياه النيل..

ومن أهم ما أثير فى لقاء المفكرين والأدباء والإعلاميين مع رجال المجلس الأعلى الثلاثة هو مستقبل مصر بعد الثورة والتى رفعت شعارات ثلاثة هى: «تغيير.. حرية.. عدالة اجتماعية».. ويلاحظ أن «التغيير» هنا هو شرط تحقيق الحرية التى سقط الشهداء دفاعاً عنها، وهو ما سيؤدى بالضرورة إلى إرساء العدالة الاجتماعية.. وقد تناول العديد من الزملاء الذين حضروا اللقاء عدة نقاط كل من زاويته، والحق أن ممثلى المجلس الأعلى قد استمعوا إلينا بجدية وانتباه وطمأنونا بأن الجيش لن يحمى فاسداً ولا مجرماً، وأن التغيير مقبل لا محالة إنما فى الوقت المناسب.. وأرى، من وجهة نظرى، أن الوقت المناسب بالنسبة للإعلام هو أمس وليس اليوم..

فالذين شوهوا الثورة وانحازوا انحيازاً كاملاً للكرسى ومزاياه والذين هم يدينون بالولاء فقط للحاكم على حساب الشعب وتطلعه إلى الحرية والكرامة لا يجوز أن يظلوا، حتى وإن غيروا جلودهم كعادتهم، حيث فقد هؤلاء، ليس مصداقيتهم فحسب، بل ارتبطت ملامحهم وسماتهم بجرائم، وهو ما قد ينعكس سلباً على عملية تطهير البلاد التى يقوم بها الجيش..

وبالتأكيد يعلم المجلس العسكرى أن هؤلاء كانوا يوجهون الإعلام بصورة مشينة ومزرية، ويساعدهم فى ذلك مرؤوسون لهم، وبعد سقوط النظام السابق تحول هؤلاء ومعهم أتباعهم ولكنهم مازالوا معاً يطلون على الناس، وفى ذلك تشكيك صريح فى جدية التغيير.. غيروا الأدوات فلا يعقل أن نبقى على أدوات النظام السابق، الذين أفسدوا مهنة الإعلام وجعلوها مثار تندر وحزن عميق، إذ يطلبون من «النماذج الوفية» أن تظل فى مواقعها ولتذهب المعايير المهنية إلى الجحيم..

لقد أفسد هؤلاء أجيالاً من الشباب عندما لقنوهم درس «من أين تؤكل الكتف».. ولا يعنى كلامى أننى مع الانتقام، ولكننى مع المحاسبة، بدليل أننى أرى فى الفريق أحمد شفيق نموذجاً محترماً ومشرفاً وهو كان ناجحاً فى كل موقع، جندياً حقيقياً.. ولقد كان شفيق فى خدمة مصر ولم يدخل فى مهاترات مثل السفهاء الذين انقلبوا فجأة إلى «ثوار».. ولذلك حديث آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer