الأقسام الرئيسية

قيادات فلسطينية تمتنع عن التعليق على الإحتجاجات الشعبية الشارع الفلسطيني بين معارض ومؤيد لأحداث مصر

. . ليست هناك تعليقات:

حنين عويس

GMT 16:30:00 2011 الثلائاء 8 فبراير

انقسم الشارع الفلسطيني بين مؤيد ومعارض للثورة المصرية والنظام السياسي المصري، وانطلقت التظاهرات في الشوارع مردّدة الهتافات التي يردّدها المصريون، بينما رفض عدد من مسؤولي وممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية التعليق على مجريات الوضع في مصر، باستثناء الإتصال اليتيم الذي أجراه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس المصري حسني مبارك، مؤكداً فيه حرصه على استقرار الأوضاع في مصر الشقيقة.



رفض عدد من مسؤولي وممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية التعليق لـ"إيلاف" على أحداث ومجريات الوضع في مصر، مع العلم أن القيادة الفلسطينية امتنعت منذ 25 كانون الثاني (يناير)، التعليق على الأحداث وتبني أية مواقف رسمية قد تحاسب عليها فيما بعد، غير ذاك الإتصال الهاتفي اليتيم الذي أجراه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس المصري حسني مبارك، مؤكداً فيه حرصه على استقرار الأوضاع في مصر الشقيقة.

وانقسم الشارع الفلسطيني بين مؤيد ومعارض للثورة المصرية والنظام السياسي المصري، خلال حملات شعبية وتظاهرات رفعت العديد من الشعارات سواء المنددة أو المساندة للنظام وما نتج منه من سياسات طارئة اتخذت من قبل المجموعات الشبابية غير الحزبية أو النظام المصري.

صوت الشعب والأمة..
يرى المؤيدون من الشعب الفلسطيني في ثورة الشباب المصري حادثة فريدة وهي الأولى من نوعها التي تطالب بإقصاء نظام سياسي صمد 30 عاماً، هذا ما أكده طالب الماجستير مأمون الساعي قائلاً "لإيلاف": الثورة المصريّة المجيدة التي نشهدها اليوم ليست نتاج مصادفة أو مفاجأة، أو ناتجة عما يمكن تسميته "سيل تونس الجارف" وحسب، وإن كان للثورة التونسية أكبر أثر في تحفيز الشارع المصري خصوصاً، والعربي عموماً، على الانطلاق نحو البعيد، متخذين منها نموذجا يحتذى في تقنياتها وأسلوبها ومجرياتها، وفي سقف مطالبها الإجتماعية والسياسية والحقوقية.

ويضيف الساعي أن مصر شهدت في السنوات الست الأخيرة، أكثر من 450 احتجاجاً مكثفاً في الشارع، وتشكيل عدد من الحركات المعارضة النشطة، أنتجت جيلاً جديداً مبدعاً في أساليب وأدوات احتجاجه، والتي لطالما قمعها النظام واستخف بها، دون أن يدرك ما سينتجه الشارع من حشد وتعبئة تراكمية. فالشعب المصري عانى ولا يزال يعاني منذ ربع قرن العديد من الأزمات سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، إذ إن ما يزيد عن 10 ملايين مصري يقطنون المقابر في حين قدرت ثروة الرئيس مبارك ما بين 40 و 70 مليار دولار.

وأعربت الناشطة الشبابية فيروز عصفور عن تضامنها الكامل مع انتفاضة الشعب المصري معبرة عن إرادته برفض الإستبداد والفساد والتبعية، وعن استعدادها لبذل التضحيات الغالية من أجل التغيير الذي يحفظ كرامة الوطن والمواطن. مشيرة إلى أن رياح التغيير تهب بقوة في المنطقة، ويمكن أن تقتلع كل من يقف في طريقها، وكل من لا يأخذ العبر ويسارع للإستجابة لمطالب الشعب وطموحاته. متطرقة الى السياسة الفلسطينية قائلة "إن هذه المرحلة الجديدة تفرض على السياسيين الفلسطينيين مراجعة التجارب السابقة واستخلاص الدروس والعبر، والأهم هو الخروج من نهج المفاوضات الثنائية المباشرة والتخلص من وهم أن الحل على الأبواب، وأن الدولة على مرمى حجر، كما تفرض ضرورة وضع استراتيجية فلسطينية جديدة تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية بوصفها قضيّة تحرر وطني، وتكون قادرة على النهوض بمهام توحيد الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه الوطنية والإنسانية".

تظاهرات منددة وأخرى مؤيدة

أكد أحد المتظاهرين في دوار المنارة في تظاهرة خرجت قبل أيام تأييداً لدور الشباب في صنع الثورة ودورهم الفاعل في رسم سياسة جديدة قد تصبح عنواناً لشعوب تحررية أخرى. وأشار إلى أن مسيرة مناهضة للنظام المصري، شارك فيها حوالى 100 شاب وشابة، أحيطت بسيارات مكافحة الشغب بحجة "حفظ النظام والأمن الداخلي"، واعتقلت العديد من الشبان ممن شاركوا في التظاهرة، رددوا شعارات تطالب برحيل مبارك "كي يستعيد الشعب المصري كرامته وحريته".

وأكدت إحدى المشاركات في مسيرة التضامن مع الشعب المصري، أن عددًا من قيادات الحركات الشعبية الفلسطينية الشابة خرجت للشارع لإظهار تأييدها وتضامنها مع الشعب المصري، مشيرة إلى أن الثورة الشعبية هي الأصدق بين الثورات.

في المقابل كان هناك العديد من التظاهرات المؤيدة للنظام المصري الحالي، منطلقين من قاعدة "ان الإستقرار السياسي المصري بقيادة الرئيس مبارك هو الداعم والمؤسس لاستقرار الدول الأخرى". وشارك في هذه التحركات عدد من الشخصيات السياسية والحزبية إضافة الى قاعدة شبابية عريضة حرصت على إيصال رسائل شجب واستنكار لما يشهده الشارع المصري اليوم، مرددين "اصمد اصمد يا مبارك في وجه العدوان وفارضي الإنقلاب"، تحذيراً من "مخاطر الفتنة والفوضى والفلتان الأمني".

ورفع المشاركون في الاعتصام الأعلام المصرية، ورددوا الهتافات المنتقدة لمحمد البرادعي، واتهموه بالعمالة للولايات المتحدة الأميركية. صارخين "يا برادعي برا برا ومبارك سيبقى جوا"، و"يا برادعي يا ابن الإيه، يا عميل CIA"، محذرين من مخاطر التدخلات الأجنبية في المنطقة العربية، وبعض المحاولات لتغذية الصراعات والإنقسامات وتفجير الأوضاع في الساحة المصرية.

الدعوة لهذه التظاهرات حملت طابع التطور التكنولوجي نفسه الذي انطلقت منه الثورة المصرية، اذ أكد عدد من المشاركين في التظاهرة المؤيدة للنظام المصري أنهم استلموا دعوات عبر البريد الإلكتروني وعلى موقع فايسبوك وعبر الجوالات أيضا.

مصر وفلسطين.. ارتباط تاريخي

ارتباط مصر بقضية فلسطين هو ارتباط تمليه إعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصري من قضية فلسطين في أي مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية. وأكد الناشط الشبابي صبحي البرغوثي، أن الحل العادل لقضية فلسطين كان دائماً هدف مصر، وجوهر دورها وسياستها، ورغم تغير ظروف وتوازنات الصراع محلياً وإقليمياً ودولياً من مرحلة لأخرى، ورغم استحالة تحقيق العدالة المطلقة في بعض هذه المراحل، إلا أن دعوة مصر دائماً كانت إلى حل عادل يراعي حقوق ومصالح جميع الأطراف.
وشدد البرغوثي على أن مصر قد التزمت دائماً بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة كإطار مناسب للحل الفلسطيني العادل، والإلتزام بكل ما وقعت عليه من معاهدات واتفاقات. مشيراً إلى أن الرئيس مبارك كان الأكثر حرصا وحنكة وذكاء، واستطاع بفضل القيادة المبنية على الأسس العسكرية الحفاظ على هذه اللحمة البشرية بين مصالح الشعبين التي بدأها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مشدداً لهذا فلا يجب الاستغناء عن هذه القيادة الحكيمة وفي النهاية قديمك أحسن من جديدك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer