الأقسام الرئيسية

يموت المحلل ولا يتحلل بقلم جلال عامر

. . ليست هناك تعليقات:

١٧/ ٢/ ٢٠١١

قبل ما ترمينى فى بحورك مش كنت تعلمنى العوم، فاليوم كالعادة نبحر بعيداً عن أمواج السياسة ونغنى لشوارع بحرى يا شارع الحنين ضيعنا الهوى.. فاتتنا السنين أنا وأنت سوى، وأنا سعيد لأننى وُلدت عندما كان الجيش يحاصر قصر «رأس التين» ثم عشت لأشارك المتظاهرين فى حصار هذا القصر،

فأنا من هواة محاصرة القصور والسكنى فى الأكواخ.. وعندما كنت أذاكر دروسى فى مسجد أبى العباس كنت أحلم أن أصبح محللاً استراتيجياً لكن الشيخ «عاشور» إمام المسجد وقتها هددنى بإبلاغ أبى.. وقد اقترحت على شباب الثورة إنشاء حزب ومتحف، وأقترح على المحللين إنشاء ناد ونقابة، فحرام أن يكون عندنا نصف مليون محلل استراتيجى بدون نقابة، وأتمنى أن يرأس النقابة هذا المحلل العسكرى المصرى الذى اقترح على قوات التحالف دخول بغداد من ناحية بتاع العصير..

والتحليل الاستراتيجى ليس سهلاً بل يتطلب قدراً كبيراً من المعرفة وأهم هذه المعرفة هو معرفة نمرة تليفون المذيعة، ويصبح من حقك أن تطلبها فى أى وقت وتحلل حتى مطلع الفجر والمثل يقول «يموت المحلل ولا يتحلل».. المحلل الحقيقى هو الذى يقرأ الواقع ثم يتنبأ بالأحداث وليس الذى يحكيها ويرويها ويمضغها حتى يضيع الفارق بين «ثرثار» التليفزيون و«صرصار» المطبخ..

فى هذا الجو البارد حاول أن تتجنب الزحام وتبتعد عن أى مواطن تظهر عليه أعراض التحليل.. نتحدث فى إطار السياسة وكأننا ننفخ فى إطار السيارة فقد توقفت مؤقتاً فتاوى «التحريم» لتبدأ فتاوى «التحليل».. فى بلادنا كل «صول» يطلع معاش أو أستاذ خالى شغل أو مواطن سافر إعارة يتحول داخل «أنبوبة» التليفزيون فى درجة حرارة معينة ومع التقليب المستمر إلى «محلل»،

لذلك أنصحك أن تشترى بدلة جديدة مخططة وتشتغل خميس وجمعة محلل استراتيجى وتحفظ الكلمتين دول (الشباب فى ميدان التحرير صنع التغيير، والشباب فى ميدان التغيير صنع التحرير، لذلك أقول لأى حاكم فى منطقة الشرق الأوسط بلاش تبوسنى فى عينيا البوسة فى العين تفرق).. ثم اكتب على باب شقتك فلان الفلانى محلل ومؤرخ وتاجر جبنة، وأطلب من البواب أن ينظم حركة مرور المذيعات على السلم لحين حضور الشرطة للقبض عليك أنت والمذيعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer