بقلم مجدى مهنا ١٢/ ٢/ ٢٠١١
«المصرى اليوم» تعيد نشر مجموعة من مقالات الراحل النبيل مجدى مهنا لا أعرف السنة التى ولد فيها الدكتور مفيد شهاب، وزير الشؤون البرلمانية، ولا الظروف التى ولد فيها، ولا لماذا أطلق عليه والده اسم «مفيد»! «شهاب» هو اسم الأسرة، وهو يعنى النجم الساطع، والدكتور مفيد نجم ساطع فى سماء السياسة.. رجل لكل العصور.. ظهر فى عهد عبدالناصر، وكان أحد رجال نظام حكمه، ولو امتد العمر بالرئيس عبدالناصر لكان للدكتور مفيد شأن آخر. لكن قضية مراكز القوى عام ٧١ قضت على طموحه السياسى، وكان لابد أن يتوارى ويختفى ويكتفى بالعمل الجامعى، وأن يحمد الله أنه لم يتعرض للسجن كما تعرض له غيره. إلى أن ظهر فى بدايات عهد الرئيس مبارك فى قضية طابا فى بداية الثمانينيات، وبدأ نجمه يلمع من جديد، وتعلم الدرس، وقرر أن يظهر ولا يختفى مرة أخرى.. والطريق إلى ذلك معروف.. أن ترضى السلطان عنك.. وأن تعرف الحدود التى لا يجب عليك تجاوزها.. فإذا كان مسموحاً لك بالدخول ثلاثة أمتار.. فعليك أن تتقدم مترين فقط.. تأدباً وتعقلاً واحتراماً.. وتدرج الدكتور مفيد فى المناصب الرسمية مرة أخرى.. ولا تكاد تعرف له موقفاً فى أى من هذه المناصب التى تقلدها، وما البصمة التى تركها عليها.. غير رغبته فى الاستمرار فى المنصب. ومشكلة الدكتور مفيد هى أنه يريد أن يعطى عن نفسه صورة ليست له.. أى أنه يتصرف بطريقة.. ويريد أن يترك انطباعاً لدى الرأى العام مختلفاً تماماً عن الطريقة التى يتصرف بها. شىء أقرب إلى الازدواج فى الشخصية.. وفى الحقيقة لا يوجد ازدواج، إنما هو الصراع الداخلى.. ولعبة التوازنات.. التى تجعلك تمشى على الحبل.. أن تدلى بتصريح معين.. ثم تتراجع عنه.. أو أن تغيره على نحو مغاير لحقيقة ما قلت. هذا هو الدكتور مفيد.. عشرات التصريحات يدلى بها.. ثم يتراجع عنها ولا يعترف أبداً بخطأ يقع فيها.. فهو معصوم من الوقوع فى الخطأ.. وهو يريد أن يرضى الحاكم.. وأن يحصل على احترام المحكوم.. وهذا صعب.. بل من رابع المستحيلات فى لعبة السياسة فى مصر. حقيقة شخصية الدكتور مفيد أنه ملكى أكثر من الملك.. فإذا أراد الحاكم قانوناً يوسع من هامش الحرية، وهذا افتراض، وطلب من الدكتور مفيد أن يتولى صياغة هذا القانون.. فإنه يميل باسم الحفاظ على حق المجتمع وأمن النظام إلى وضع القيود التى تقلل من مساحة الحرية.. ولذلك، فكل قوانين الإصلاح السياسى التى ستخرج من تحت يديه.. لو قدر له أن يفرغها من مضمونها.. لفعل ذلك بلا تردد وبدم بارد.. وهو فى هذا متسق تماماً مع ذاته.. حتى ولو أراد أن يظهر على خلاف ذلك. لو أراد الدكتور مفيد شهاب أن يحصل على راحة البال.. لرضى بدور محامى الحكومة ومحامى النظام والمدافع عنه.. ووضع خبراته وإمكانياته فى خدمته.. وله فى ذلك أن يتخذ ما يشاء من مواقف وأن يدلى بما يشاء من تصريحات.. ثم ينسى أى شىء آخر. الشىء المحير بالنسبة لى هو أننى لاأزال أفكر لماذا اختار والده اسم «مفيد» له؟! ■ نشر هذا المقال فى ٢٩/ ١١/ ٢٠٠٦ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات