على غرار الشرارة الأولى في تظاهرات تونس ومصر اللتين أطاحتا بنظامين يصنفان من أعلى الأنظمة العربية أمنياً، انطلقت شرارة خليجية هذه المرة، حيث أصغر بلدان الساحل الشرقي للعالم العربي مملكة البحرين.
الرياض : تناقلت ساحات التويتر والفايس بوك عزم عدد من الشباب البحريني على التظاهر للمطالبة بإصلاحات دستورية وسياسية يرون أنها حقوق يجب أن تنتزع سلمياً.
ولكن اللافت في حكاية التظاهرات البحرينية الجديدة أن الردّ جاء هذه المرة على الساحة نفسها وبالطريقة نفسها، حيث بدأت وزارة الداخلية بث البيانات على صفحتها الخاصة في موقع تويتر الشهير، والأمر ذاته ينطبق على وزير الداخلية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الذي نقلت عنه وسائل الإعلام تصريحات رسمية كان مبدؤها صفحته في تويتر أيضاً.
وفي اليوم الذي تحفل فيه ساحات الإنترنت حول العالم بعيد الحب،اختار المحتجون اليوم ذاته لانطلاق تظاهرات، وبدأ فتيل (يوم الغضب) كما أطلقوا عليه، ببيان نشره نشطاء بحرينيون من خلال موقع تويتر دعوا فيه مواطنيهم.. الرجال والنساء والفتيات والفتيان .. "للمشاركة بشكل سلمي ومتحضر لضمان الاستقرار ومستقبل واعد لنا ولأطفالنا".
وبدأ الأمر على الأرض فعلياً الأحد 13 فبراير،في قرى شيعية حول العاصمة البحرينية المنامة واستخدمت قوات الأمن غازات مسيلة للدموع وطلقات مطاطية ، وأكد متظاهرون من خلال صفحاتهم في الفايس بوك وتويتر بأنهم أرادوا أن يتم كل شيء بصورة سلمية إلا أن قوات مكافحة الشغب أطلقوا رصاصة مباشرة تسببت في مقتل الشاب علي مشيمع ،ما جعلهم ينشئون صفحة جديدة في الفايس بوك أسموها (كلنا علي عبد الهادي مشيمع)،ذكروا فيها أنهم لن يجعلوا دم القتيل يذهب سدى وأنهم سيكملون ما بدأوه، وانتشرت مقاطع فيديو عبر موقع يوتيوب تدين قوات مكافحة الشغب كما ذكر المحتجون، وعزموا على إكمال ما قاموا به وأن أيامهم القادمة ستكون كلها أيام غضب واحتجاج سلمي.
إلا أن وزارة الداخلية البحرينية قد ذكرت على حسابها على موقع "تويتر" أن مسيرة غير مرخصة تضم حوالى 100 شخص هاجمت الشرطة في منطقة كرزكان في المحافظة الشمالية وأصيب إثرها ثلاثة من رجال الأمن. وأكدت أن رجالها أطلقوا رصاصًا مطاطيًّا، الأولى كانت تحذيرية وأخرى ارتدت من الأرض وأصابت أحد المتظاهرين.
وعلى الجانب الآخر،أقامت بلدية المنامة المهرجان الشعبي بشعار "غالية يالبحرين" ضمن احتفالات البلاد بالذكرى العاشرة للتصويت على ميثاق العمل الوطني،واحتفل آلاف من المواطنين بذكرى ميثاق العمل برفع الأعلام والمسيرات.
في حين خلا الخطاب الذي ألقاه العاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة من أي إشارة للتظاهرات واكتفى بالإشادة بما أسفر عنه الميثاق.
و أظهرت نتائج التعداد السكاني التي نشرها الجهاز المركزي للمعلومات في البحرين العام 2010 ، أن عدد سكان البحرين نحو مليون وربع المليون نسمة يشكل البحرينيون نسبة أقل من النصف بقليل.
وكانت المواقع الاجتماعية وعلى الرغم من التضييق عليها أو حجبها في مصر وتونس إلا أنها كانت الساحة الأولى لبدء الأحداث التي عصفت بنظامي البلدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات