ماهي خيارات أوباما حول مبارك؟

نيويورك تايمز:أوباما أمام خيارين إما الانفصال نهائياً عن مبارك أو التمسك بالدعوة لانتقال منظم للسلطة.

ميدل ايست أونلاين

متى يختار؟ واشنطن - قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن رفض الرئيس المصري حسني مبارك التنحي أمس الخميس، يضع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام خيارين إما الانفصال نهائياً عنه أو التمسك بدعوتها لانتقال منظم للسلطة في مصر وهو الأمر الذي قد يكون أصبح صعب المنال. ونقلت الصحيفة عن توماس مالينوفسكي مدير فرع منظمة "هيومان رايتس ووتش" في واشنطن، قوله إن "على الإدارة أن تغامر بكل شيء الآن... ومهما كانت أوراق اللعب التي تمتلكها، فقد حان الوقت للعب بها". ولفتت إلى ان الإدارة الأميركية بدت مدهوشة كما المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة، بخطاب مبارك أمس الذي فوّض فيه صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان، على أن يبقى في السلطة إلى حين إجراء انتخابات نزيهة في سبتمبر/أيلول المقبل. وكان مدير وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية ليون بانيتا، أعلن أمام مجلس النواب صباح أمس وجود "أرجحية قوية" بأن يتنحى مبارك بحلول نهاية اليوم. وقال مسؤولون أميركيون إن بانيتا لم يعتمد في كلمته على معلومات استخباراتية سرية، بل على وسائل الإعلام التي كانت بدأت بالتدوال في المسألة قبل أن يتحدث امام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب. وذكرت الصحيفة أن إعلان بانيتا بشان أرجحية تنحي مبارك أتت في وقت حرج، إذ قال مسؤولون أميركيون إن أوباما مستاء من بعض الأحكام التي أطلقتها وكالات الاستخبارات الأميركية، وخصوصاً بشأن الاستنتاج بأن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سيبقى في السلطة وبأن القوات الأمنية التونسية ستدافع عنه. واعتبرت الصحيفة أن أحداث الفوضى هذه التي جرت أمس تخضع استراتيجية الإدارة الأميركية في التعاطي مع الأزمة المصرية للتساؤل. وقال مدير السياسة الخارجية في معهد "بروكينغز" للدراسات، مارتن انديك، إن "الإدارة (الأميركية) كانت تتطلع لاستلام (نائب الرئيس المصري) سليمان الجزء المنظم من عملية الانتقال المنظمة.. لكنه هذا الأسبوع، اثار شكوكاً بشأن تحوله إلى ديمقراطي والآن جره مبارك معه في عين المتظاهرين". وذكرت الصحيفة أنه بعيد خطاب مبارك، اتصل السفير المصري لدى واشنطن، سامح شكري بالبيت الأبيض ليقول إن الأول في الواقع سلم صلاحياته لسليمان، وهي خطوة لم تكن واضحة بشكل كاف في خطاب طويل ركز فيه مبارك بشكل أكبر على رفض التنحي. وقال شكري للصحيفة إن "لسليمان الآن كل السلطات الممنوحة للرئيس وفقاً للدستور"، وأضاف أن مبارك يحتفظ بسلطة تعديل الدستور، وحل البرلمان والحكومة، وبإمكانه استعادة السلطة دائماً. ودافع عن سليمان بالقول إن "تصريحات نائب الرئيس تشير إلى رغبته تحقيق عملية الإصلاح ومواصلة الحوار مع المعارضة". وكان الرئيس المصري أعلن أمس الخميس تفويض صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان، على أن يبقى في السلطة إلى حين إجراء انتخابات نزيهة في سبتمبر/أيلول المقبل، لكن المتظاهرين رفضوا ذلك وتابعوا احتجاجهم في ميدان التحرير وسط القاهرة ومدن أخرى ، طالبين منه الرحيل.