قالت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث، أن الاتحاد الاوروبي يعتزم اجلاء رعاياه من ليبيا وخصوصا من مدينة بنغازي معقل المعارضين على بعد الف كلم شرق طرابلس.
هذا وقد اعلن متحدث باسم شركة بريتش بتروليوم (بي بي) ان الشركة النفطية العملاقة ستجلي من ليبيا قسما من موظفيها البالغ عددهم الاجمالي 140 موظفا، وذلك بسبب اعمال العنف التي يشهدها هذا البلد.
كما أعلنت المجموعة النفطية النروجية "ستيت اويل" الاثنين انها بدأت باجلاء "مجموعة" من موظفيها الاجانب العاملين لحسابها في ليبيا بسبب اعمال العنف في هذا البلد.
وقالت خيمينيث على هامش اجتماع مع نظرائها الاوروبيين في بروكسل: "اننا قلقون للغاية، وننسق عملية اجلاء محتملة لمواطني الاتحاد الاوروبي من ليبيا وخصوصا من بنغازي".
وعلى العكس من ذلك، اعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية لوران فوكييه الاثنين انه "لا توجد تهديدات مباشرة حتى الان" تستدعي اعادة 750 فرنسيا مقيمين في ليبيا الى ديارهم.
وقال المتحدث باسم المجموعة النفطية النرويجية بارد غلاد بيدرسن "ان مقرنا المحلي (في طرابلس) مقفل". واضاف "ان مجموعة العاملين الدوليين غادرت او هي في صدد مغادرة البلاد".
وتملك "ستيت اويل" في ليبيا حصصا في حقلين نفطيين هما مبروك ومرزوق.
ورفض المتحدث توضيح ما اذا كان العمل لا يزال مستمرا في هذين الحقلين على الرغم من اعمال العنف.
وقال "يعود للمشغلين عموما، وفي هذه الحالة توتال وريبسول على التوالي، ان يتحدثا عن وضع العمليات".
من جهة اخرى، اعلنت المجموعة الايطالية الناشطة في مجال الطيران والدفاع "فينميكانيكا" انها اجلت موظفيها المقيمين في ليبيا وهم "اقل من عشرة" بسبب اعمال العنف في البلاد، بحسب مصدر مقرب من المجموعة.
الموقف الرسمي
وكان الاتحاد الاوروبي وعدد من الدول الغربية قد عبروا عن القلق الشديد ازاء تطورات الاحداث في ليبيا واستخدام العنف ضد المتظاهرين ودعوا الى نبذ العنف والحوار.
وطالبت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون بوقف اعمال العنف ضد المحتجين في ليبيا، بعد ان تحدثت انباء عن وصول عدد القتلى في ليبيا منذ الثلاثاء الماضي الى ما يزيد على 200 شخص في مدينة بنغازي لوحدها.
وقالت لدى وصولها الى اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل خصص للوضع في العالم العربي "ندعو الى ضبط النفس والى وضع حد لاعمال العنف والى الحوار".
من جانبها اعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان وزير الخارجية وليام هيج دعا طرابلس الى الحوار مع المعارضة وتطبيق اصلاحات في حديث هاتفي اجراه مع سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي حول الاوضاع المتدهورة في ليبيا "واعرب له عن قلق لندن العميق من تفاقم العنف".
وقال بيان الخارجية البريطانية ان هيج "عبر عن قلقه من انباء مقتل اعداد كبيرة من الناس على يد قوات الامن الليبية، وان تصرفات الحكومة الليبية غير مقبولة ومدانة على نطاق دولي".
وقد أعلن هيج أن بلاده تريد أن ترى حماية حقيقية للأجانب في ليبيا، مشدداً أن بلاده ستقدم كل العون لإجلاء الرعايا البريطانيين.
ونقلت وكالة الانباء الليبية الرسمية عن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي انه قال خلال اجتماع مع سفراء دول الاتحاد الاوروبي في طرابلس ان من حق ليبيا اتخاذ "كافة الاجراءات" من اجل "الحفاظ على وحدتها".
وقالت الوكالة الرسمية ان امين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) اكد للسفراء الاوروبيين انه "من حق ليبيا اتخاذ كافة الاجراءات من اجل الحفاظ على وحدتها واستقرار شعبها وحماية مقدراتها وسلامة علاقاتها مع دول العالم".
واشارت الوكالة الى ان المحمودي وضع السفراء "في صورة الاوضاع في ليبيا محذرا من ان "هناك بالفعل مخططات معينة هدامة وارهابية تريد ان تكون ليبيا قاعدة للارهاب".
وكان سيف الاسلام القذافي قد حذر في كلمة متلفزة ان بعض الجماعات الاسلامية تحاول تأسيس امارات اسلامية في ليبيا، مؤكدا ان الغرب لن يسمح بذلك.
"وقف التعاون"
وكانت الخارجية الامريكية عبرت عن "قلقها الشديد" مما اسمته "التقارير والصور المقلقة القادمة من ليبيا".
كما قالت الرئاسة المجرية للاتحاد الاوروبي ان ليبيا هددت بوقف التعاون مع الاتحاد لمنع الهجرة غير القانونية الى اوروبا، اذ استمرت الاخيرة في دعم الحركات الداعية للديموقراطية.
وبدورها رفضت اشتون تهديد السلطات الليبية بتعليق التعاون مع الاتحاد الاوروبي لمكافحة الهجرة السرية اذا استمر في انتقاد موقف طرابلس من التظاهرات في البلاد.
وقالت في هذا الصدد "نستمع الى تهديدات" لكن "في نهاية المطاف يقوم الاتحاد الاوروبي بما هو عادل".
واعرب الوزير الالماني المكلف الشؤون الاوروبية فيرنر هوير عن "استنكار" حكومته لاعمال العنف وقمع المتظاهرين في ليبيا.
وقال الوزير لدى وصوله الى اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل "نراقب بقلق ونستنكر العنف الذي تستخدمه السلطات في ليبيا ودول اخرى" في المنطقة بحق المتظاهرين.
واضاف ان الوزراء الاوروبيين سيدرسون الوضع عن كثب والخطوات الواجب اتخاذها لمواجهته
وكانت وزارة الخارجية الالمانية نصحت مواطنيها بعدم السفر الى ليبيا "بسبب الاوضاع المتوترة" في هذا البلد، وناشدت رعاياها الموجودين هناك المغادرة اذا كانت مغادرتهم "ممكنة وآمنة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات