اليوم دخلنا فى مرحلة جديدة ويبدو أن "عفريت" المرحلة الجديدة هو "المادة الثانية" من الدستور ويعلم من أطلقوا هذا العفريت الجديد أنهم لا يعادون الإخوان المسلمين وحدهم ولا يستهدفونهم بالحديث عن هذه المادة لأن الإخوان ليسوا وحدهم المعنيين بهذه المادة "شديدة الانفجار" ولكن المعنى بها غالبية الشعب المصرى بحكم أن الأغلبية مسلمين وحتى أخوتنا المسيحيين لم يتحدثوا عن هذه المادة من قبل فمالى أرى البعض يثيرها اليوم ونحن على أعتاب مرحلة التغيير نحو الأفضل إن شاء الله.
فى تصورى أن ذلك يعود إلى إخفاق البعض فى اللحاق بركب الثورة التى لم يكن له فيها ناقة ولا جمل ورغبته فى ركوب موجة الثورة وامتطاء صهوة ميدان التحرير، كل ذلك جعل هؤلاء يفكرون بطريقة شيطانية عنوانها "تفخيخ الثورة".
لقد حاول بقايا النظام السابق "تفخيخ الثورة" عبر الإعلام المضلل وفشلوا وعبر رجال الأعمال وخسروا، وعبر بعض رجال أمن الدولة ولم يحققوا شيئا وجاء الدور الآن على "المتاجرين بالثورة" لكى يقولوا كلمتهم ويرفعوا أصواتهم التى تفرق ولا توحد وتشتت ولا تجمع زاعمين أن المادة الثانية من الدستور هى أساس كل بلاء وأصل كل داء قد يصيب الحياة السياسية فى مصر الجديدة.
فجأة اكتشف "الثوار الجدد" أن المادة الثانية من الدستور يجب أن تلغى أو أن تعدل لماذا يا سادة:
يقولون لك لأنها عنوان للتفرقة ومشروع للوصايا؟
وصايا من على من !
وتفرقة بين من ومن !
شعب غالبيته مسلمون ومادة تنص على الإسهام الحضارى للإسلام فى التشريعات دون أن تجبر أحد على ذلك، فالمادة الموجودة منذ زمن لم تضطهد مواطنا ولم تكن سببا فى اغتصاب حق من مواطن من غير المسلمين؟
الذين اغتصبوا حقوقنا وأكلوا أموالنا لم يستندوا فى ذلك إلى المادة الثانية بل إلى المواد "السامة" التى "فصلت" على "مقاسهم" تفصيلا ولم يؤخذ رأى المواطنين فى ذلك!
الذين ظلموا العباد والبلاد وهضموا حقوق الأغلبية والأقليات هم من قام البابا شنودة رئيس الكنيسة الأرثوذكسية بتأييدهم علنا وأوصى "شعب الكنيسة" بذلك قبل أن يخرج حسنى مبارك متنحيا!
الكنيسة التى عانت ومعها كل الحق فى شكواها لم تعانى من المادة الثانية بل عانت من السلطة التى ارتمت فى أحضانها وهى فى الرمق الأخير!
لم يعانى هؤلاء من المادة الثانية كما لم يستفيدوا من تعديلات الدستور الخاصة بالمواطنة لأننا كنا جميعا فى حقيقة الأمر لا نحكم بالدستور ولا بالقانون أليس كذلك!
إذا كان الدستور المصرى ينص على أن يعود غير المسلمين إلى ملتهم وشريعتهم ويتحاكمون إليها فى التشريعات الاجتماعية فما الذى يضيرهم إذا ارتضت الأغلبية المسلمة لنفسها مصدرا تشريعيا يناسبها وتقبل به!
أعرف أن بعض الذين أدهشهم مشهد المصلين فى ميدان التحرير لديهم غصة من كل ما هو إسلامى ويودون لو أنهم ماتوا قبل أن يروا هذا المشهد العظيم الذى لا ينسب لأحد سوى الشعب المتدين بفطرته وليس إلى فصيل بعينه!
كما أعرف أن بعض المثقفين بما يعرفون ب"الثوار الجدد" الذين ليس لهم دور يلعبونه يريدون أن يمسكوا بورقة المادة الثانية وهى فى رأيى مادة "شديدة الاشتعال" لأنها تنال الغالبية فى معتقداتها كما أنها لا تضر الأقليات فى شىء.
هذه الورقة – عفريت المادة الثانية – سيدركون من يلعب بها أنها مادة كاوية تماما كالصودا الكاوية وأن اللعب بها ليس سوى ألعاب بهلوانية وقد لا يجيد البهلوان اللعب بها وليس فى كل مرة تسلم الجرة . لذا فنصيحتى أن نفكر فى التوحد والتجمع والتلاقى السياسى ونبتعد عن المواطن الفتن وألا نسمح مسلمين ومسيحيين بإعادة إنتاج النموذج السياسى الذى كان قائما قبل الثورة والذى كان قائما على الفرقة والفتنة وكلنا جربها ولسعته نيرانها وجاءت الثورة لتطفئ تلك النيران وتحيلها بردا وسلاما على الجميع .
آخر السطر
اللعب على الحبال له ناسه
ممكن يكون أراجواز
أو مجنون فقد إحساسه
أو مخبول راكبه عفريت
أو ممسوس الشيطان
لعب له براسه ! وعجبى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات