تقرير: تايس بابو- إذاعة هولندا العالمية/ تبوأ اولاد القذافي السبعة مناصب رئيسية، امر يثبت القاعدة: المحسوبية عنصر اساسي من العناصر المكونة للطبيعة الديكتاتورية. المقربون هم الاولاد والزوجة، من بينهم يكون عادة وزير الامن او مدير شركة النفط الوطنية، وفي معظم الحالات "الخلف المنشود". أما إذا قدر ان يكون الطرد او المحاكمة من نصيب الديكتاتور، عندها تسوء احوال العائلة كلها.
قتل اولاد صدام حسين قبل محاكمته هو وتنفيذ حكم الاعدام به، ثم لحق به ابن عمه علي الكيماوي. لكن من الممكن ان تأخذ الامور اتجاها آخر، كأن يبدي قسم من الشعب اعجابه بسلالة الحاكم. وان تذهب مبالغ كبيرة من المال العام، في كثير من الاحيان الى جيوب الورثة، امر ليس بمستغرب.
وهذه جولة حول العالم:
الكونغو: موبوتو سيسي سيكو (1930-1997)
حكم موبوتو سيسي سيكو الكونغو لمدة 32 عاما واختار اسما ثانيا للبلاد وهو زائير. بعد استيلائه على السلطة في عام 1965 تبين أن طموحه هو أن يصبح اغنى رجل في افريقيا. ووفقا لمنظمة "الشفافية الدولية" المكافحة للفساد تمكن موبوتو خلال فترة حكمه من تهريب 5 مليارات دولار امريكي من المال العام الى حسابه المصرفي في سويسرا.
من بين 17 ولدا من اولاد موبوتو الذين مازالوا على قيد الحياة تعتبر الوظيفة السياسية لابنه جوزيف نزانغا الاكثر اهمية. إذ بعد ترشحه للرئاسة عام 2006 اصبح وزيرا للزراعة.
تقدر ثروة اولاد موبوتو بالملايين، ويعيش قسم منهم حاليا في فرنسا.
الفلبين: فرديناند ماركوس( 1917-1989)
كان فرديناند ماركوس رئيسا للفلبين من عام 1965 الى 1986 وفرض الاحكام العرفية خلال ولايته الثانية وحكم البلاد بقبضة من حديد. تحت ضغط الانتفاضة الشعبية أجبر ماركوس على الاستقالة والهرب الى هاواي.
كانت ايميلدا ماركوس، بسبب مظهرها وحبها للبذخ، واحدة من الشخصيات المعروفة، مثل زوجها، وكانت تتمتع بنفوذ سياسي قوي في البلاد. اصبحت السيدة ماركوس حاكمة مانيلا الكبرى( العاصمة) ووزيرة المستوطنات. كانت مجموعة احذيتها الفريدة التي عثر عليها في القصر الرئاسي بعد فرارها مع زوجها برهانا واضحا على حبها للاسراف وعلى الثراء المخزي لعائلة ماركوس خلال مدة رئاسته. تعرضت لسلسة من المحاكمات بتهمة تهريب المليارات إلى الخارج، ولم تتم ادانتها لعدم كفاية الأدلة. بعد عودتها من المنفى حاولت مرتين الترشح للرئاسة دون جدوى، لكنها فازت بعضوية البرلمان. ابنها فرديناند صار عضوا في مجلس الشيوخ عام 200، وابنتها ايمي أصبحت حاكمة جزيرة لوزون، أكبر جزر الأرخبيل الفلبيني.
تشيلي: اوغوستو بينوشيه(1925- 2006)
وصل اوغوستو رامون بينوشيه اوغارتي الى السلطة في 11 سبتمبر 1973 وذلك عن طريق انقلاب عسكري. اشتهر حكمه باساليبه القمعية وبالسياسات الاقتصادية الليبرالية الجديدة، مما خلق جوا من الاستقرار مع انعدام المساواة الاجتماعية والاقتصادية.
ادى تحقيق اجري للبحث عن الملايين التي اختلسها بينوشيه من المال العام، الى اعتقال ارملته واولاده الخمسة عام 2007 ولفترة وجيزة. وقبل ذلك بعامين تمت ملاحقة زوجته لوسيا بينوشيه لتهربها من دفع الضرائب.
اندونيسيا: سوهارتو( 1921- 2008)
وصل الجنرال السابق سوهارتو الى السلطة بعد صراع عنيف بين كبار قادة الجيش عام 1965. قدم سوهارتو استقالته كرئيس إثر انتفاضة شعبية ضده عام 1998.
يتمتع اولاده الستة بثروة كبيرة، تقدر ما بين 15 الى 35 مليار، ويعد نظام سوهارتو من اكثر الانظمة فسادا على الاطلاق. استطاعت اندونيسيا استرداد قسم من الاموال، الا ان عائلة سوهارتو مازالت تمتلك المليارات. كما ان الاتهامات بالفساد والقتل التي وجهت الى تومي ابن سوهارتو وسجنه اربع سنوات، لم تكن عائقا امامه لتسلم رئاسة حزب جولكار عام 2009 وهو الحزب السابق لوالده.
البانيا: انور خوجة( 1908-1985)
كان الزعيم الشيوعي الالباني انور خوجة على خلاف بقية الانظمة الشيوعية في اوروبا الشرقية الوحيد الذي قطع العلاقات مع موسكو بسبب عدم رضاه عن الستالينية. وبعدها بدأ بعزل بلاده عن الستالينية، ثم عن جميع العالم تقريباً. بعد ست سنوات على وفاته انهار النظام السياسي والاقتصادي في البلاد، التي عاشت بعد ذلك سنوات مريرة من الفقر.
عاشت زوجة خوجة حياة ترف وبذخ لسنوات طويلة. اعتبرت واحدة من اكثر النساء نفوذا في اوروبا الشرقية. بعد وفاة زوجها تسلمت مناصب اجتماعية عديدة وبقيت لغاية التسعينات تحافظ على ارثه السياسي. حكم عليها عام 1994 بالسجن لبضع سنوات بسبب الجرائم التي ارتكبها النظام الشيوعي. تعيش ارملة خوجة حاليا في شقة صغيرة وتتقاضى معاشا شهريا من الدولة وقدره 30 دولار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات