شهد سقوط العشرات من الجرحى والاشتباكات العنيفة
وتمكنت "العربية" من سماع شهادات عيان عن عشراتُ الجرحى الذين سقطوا برصاص ٍ حي في ليلة تعتبر الأعنف من نوعها على المعتصمينَ في ميدانِ التحرير، كما تمت ملاحظة معانات المستشفى الميداني من نقص في الإمداداتِ الطبية، فهناكَ مئاتُ المصابين خاصة ً في الرأس، نتيجة َ إمطارِ الميدانِ بالأحجارِ من أعلى جسرِ السادس من أكتوبر.
وانتشرَتْ وقتها شائعاتٌ كثيرة ٌ إثرَ إطلاقِ النار، فالبعضُ قالَ إنَّ الجيشَ انسحبَ، وآخرونَ قالوا إن الجيشَ يطلقُ عليهم النار، ولكنّ التحققَ من هذهِ الشائعات أثبتَ كذبَها وأنها إما دسائسُ للوقيعةِ بينَ الجيش والمعتصمين أو سوءُ فهم، فالجيشُ كانَ يطلقُ أعيرة ً صوتية ً تجاهَ المعتدين على المعتصمينَ لتفريقِهم، خاصة ً بعدما تأكدَ أن معتدينَ يحملونَ أسلحة ً نارية ً ويتجولونَ في سياراتٍ مسرعةٍ على جسرِ أكتوبر لإطلاقِ النار عشوائياً على معتصمينَ أسفلَ ميدانِ التحرير.
التجوالُ بين المتظاهرينَ الذين اعتصموا ليلاً في ميدانِ التحرير عقبَ الهجومِ بالخيولِ والجمال أظهر انتشاراً واسعاً لعناصرَ من التيارِ الإسلامي، فقد سيطروا تقريباً على مجرياتِ الأمورِ في الميدان وقاموا بتقسيمِ فرق ٍ ولكلّ ٍ وظيفتـُه، مثل من يقومونَ بتكسيرِ أرصفةِ الميدان لإمدادِ المدافعينَ في الصفوفِ الأماميةِ بالأحجار، كما أنهم سيطروا على الميكروفون الموجودِ ليصبحوا الجهة َ الوحيدة َ التي تملكُ وسيلة ً إعلامية ً تخاطبُ المعتصمينَ داخلَ الميدان وتنشرُ شعاراتِهم
وهناك شعارات ومفرداتٌ مثلُ الفئةِ القليلة التي غلبتْ فئة ً كثيرة ً سيطرت على ميدانِ التحرير بدلاً من شعاراتِ الحريةِ والتغيير وتبادلِ السلطة،
وبحسب المشاهدات كانت هناكَ نسبة ٌ كبيرة ٌ من المطالبين بالتغييرِ اقتنَعَتْ بالتنازلاتِ التي قدمت من الحكومة، لكن ما يبدو جلياً أن التيارَ الاسلامي و حركة الإخوان المسلمين يصفونَ حساباتِهم مع النظام، ولولا الهجومُ الذي بدأ بالخيولِ والجمال وانتهى بالمولوتوف والرصاص الحي لما تجمعَ مئاتُ الآلاف يومَ الجمعة للتضامن مع المعتصمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات