الأقسام الرئيسية

بداية جديدة لمصر مع مدنها بعد الثورة

. . ليست هناك تعليقات:

لؤي محمد

GMT 12:26:00 2011 الأربعاء 16 فبراير

تشير تقارير إلى أن مصر قد تصبح بلداً غنياً بفضل تحولها إلى المدينية.


إذا ألقى المرء نظرة على الصور القادمة من القاهرة خلال الأسابيع القليلة الأخيرة فإنه سيظن أن مجتمع مصر شديد المدينية، لكن هذا الانطباع كما تقول صحيفة نيويورك تايمز غير صائب. وكانت مصر عند وصول حسني مبارك إلى السلطة عام 1981 أكثر مدينية (حضرية) من بقية أجزاء العالم. إذ يعيش ما يقرب من 44% من سكانها في المدن في حين كانت نسبة سكان المدن في شرق آسيا 26% من مجمل عدد السكان.
لكن منذ ذلك الوقت، جرى توسع هائل للمدن الآسيوية بشكل سريع وهاجر ملايين الفلاحين إلى المدن بحثا عن حياة أفضل، وفي الغالب لم يتمكنوا من الحصول عليها. واليوم أصبح ما يقرب من 50% من سكان شرق آسيا يعيشون في المدن.
أما بالنسبة لمصر فإنه البلد الكبير الوحيد الذي أصبح أقل مدينية خلال الثلاثين سنة الأخيرة من غيره حسبما أشار البنك الدولي. فهناك 43% من المصريين يعيشون في المدن اليوم.
وهذا الكساد السكاني المديني يساعد على تفسير حالة الكساد التي تعيشها مصر بشكل عام. فمثلما هو الحال مع الدول الفقيرة تتميز حياة المدن بالشدة، لكنها في الوقت نفسه ارض خصبة لتحقق النمو الاقتصادي. فكل شيء تقريبا قابل على جعله أكثر كفاءة في مدينة تدار بطريقة جيدة.
يقول بول رومر الاقتصادي الخبير في التنمية لمراسل صحيفة نيويورك تايمز إن وجود الناس مع بعضهم البعض في المدن يساعد على جعلنا أكثر ذكاء.
وكتب ادوارد غلايزر الاقتصادي من جامعة هارفارد في كتابه "انتصار المدينة" أن المدن هي أعظم ابتكار انساني. والبلدان التي تصبح أكثر حضرية (مدينية) تميل إلى أن تكون أكثر انتاجية. وهذا يكون أكبر بالنسبة للبلدان الفقيرة منها للغنية.
ومثلما هو الحال مع الكثير من الدول التي تسودها أنظمة ديكتاتورية تهيمن العواصم فيها على كل مظاهر الحياة الاقتصادية وهذا ما يجعل رجال الأعمال يأتون إليها ويقيمون فيها.
ولا تمتلك مصر مدنا صناعية مثل "شنجين" الصينية أو "بانغالور" الهندية أو "بوسان" الكورية الجنوبية. فهذه المدن أصبحت حاضنات عملاقة للنمو الاقتصادي. ففيها يتعلم الناس كيف يتعاونون ويتنافسون وكيف يستفيدون من المهارات التي تعلموها من بعضهم البعض.

ليس هناك أي صيغة سحرية للنمو الاقتصادي، فالاستراتيجيات قد تكون مناسبة في مكان ما لكنها تفشل في مكان آخر، لكن إذا كانت العقود الأخيرة تقدم أي درس لحكومة مصر القادمة فهذا سيتمثل في قدرة تلك البلدان على زيادة حظوظها في النجاح عن طريق إعطاء عمالها المهارات واجبارهم على التنافس.

لذلك سيكون على خلفاء مبارك أن يخلقوا أماكن داخل مصر تمكن المصريين من الانتقال مثلما هو الحال مع العمال الهنود الذي انتقلوا إلى بانغالور أو نظرائهم البرازيليين الذين انتقلوا إلى ريوديجانيرو.

وحسبما ترى صحيفة نيويورك تايمز، إذا كانت القاهرة هي المرشح القوي فإنها أكثر المدن التي يسيطر عليها الجيش والأخير اليوم أقوى مما كان عليه قبل 3 أسابيع. فالجيس يمتلك "شركاته التي تبيع كل شيء من أجهزة الإطفاء إلى الأجهزة الطبية والكومبيوترات الحضنية والتفلزيونات ومكائن الخياطة والثلاجات وغيرها". ولعل الجيش غير راغب بالتخلي عن الامتيازات التي في حوزته حاليا.

ترى الصحيفة أن مصر بحاجة إلى مدينة شبيهة بمدينة تكنولوجيا المعلومات الهندية بانغالور أو مدينة شنجين الصينية. وعلى هذه المدينة أن تبدأ من الصفر مثل حال مدينة شنجين . أو أن تكون مدينة ذات تاريخ عريق مثل الاسكندرية التي تعتبر أكبر مدينة في مصر بعد القاهرة.

بغض النظر عن التفاصيل سيكون مؤكدا تحول مصر إلى بلد غني بفضل تحوله إلى بلد أكثر مدينية من السابق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer