عبر تونسيون تجولوا في قصور آل الطرابلسي عن استيائهم من حالة البذخ التي كانت هذه العائلة تعيشها.
عندما خرج تونسيون في مدينة المرسى (لا مرسا) التي تبعد 30 كلم عن العاصمة للاستماع بشمس الشتاء يوم الأحد دفعهم الفضول إلى القصور المنهوبة لعائلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي حيث اعربوا عن سخطهم على البذخ الذي عاش فيه افراد العائلة، وعادوا ببعض ما تبقى من متعلقات افراد العائلة الأولى للأحتفاظ بها من باب الذكرى.
وعثر التونسيون الذين طافوا بين غرف هذه القصور على صور فوتوغرافية لأفراد عائلة الطرابلسي مع اطفالهم وشهادات ميلاد خيولهم وفواتير حفلاتهم بآلاف الدولارات، واحواض تدليك بالماء الساخن.
"انه مال بلدنا"، قال الصبي فتحي أبن الثالثة عشرة وهو يخلع قطعا نحاسية وفضية من احدى سيارات العائلة. واضاف "انه مال امي وأبي. ونحن لا نريد سوى العدل".
كانت الشرارة التي فجرت انتفاضة الياسمين انتحار شاب ضاقت به السبل احتجاجا على الفساد والبطالة. ولكن مراقبون لاحظوا ان اطاحة بن علي لاقت تأييدا حتى بين الشرائج العليا من البورجوازية التونسية لأسباب منها سلوك آل طرابلسي.
كانت سيدة تونس الأولى السابقة ليلى بن علي صاحبة صالون للحلاقة النسائية والاعتقاد الشائع في تونس أنها كانت عشيقة الرئيس قبل أن يتزوجها في عام 1992. وكان بن علي نفسه من عائلة محترمة ثرية، ولكن اقاربه من الميسورين نأوا بأنفسهم عموما عن قيادة البلد لأن استهتارها وخروقاتها لم تُعد تُطاق، بحسب المراقبين. ونقلت صحيفة شيكاغو تربيون عن سلوى شرفي استاذة الصحافة في تونس قولها إن ليلى بن علي "كانت زعيمة هذا المرض في آل طرابلسي".
كان آل طرابلسي، بحسب شيكاغو تربيون، حديثي نعمة. كانوا شلة طامعة في السلطة والجاه، افرادها قساة، كما يقول كثير من التونسيين، لا يتورعون عن استخدام علاقتهم بالعائلة الأولى للحصول على مكاسب تمتد من تراخيص لبيع السيارات إلى الصفقات العقارية.
في فيلا عادل طرابلسي، قريب السيدة الأولى السابقة، تجول تونسيون في القصر المنيف يوم الأحد مأخوذين بحوض السباحة رائع التصميم والمصعد المبني داخل الفيلا. وقالت صبيحة نصري، وهي جارة ميسورة أخذت بعض الصحون من المطبخ: "انظروا الى ذلك. لديهم مصعد لطابق واحد فقط فيما يضطر فقراؤنا المساكين الى صعود الطوابق مشيًا في العمارات السكنية والوزارات". وذهبت صبيحة نصر (31 سنة) الى أن الفيلا التي تطل على البحر المتوسط بُنيت على أرض مسروقة من مواطن تونسي آخر. وقالت "إن آل طرابلسي مثل الصراصر يعتاشون على كل شيء".
استخدم آل طرابلسي نفوذهم لترهيب الشرائح الثرية التقليدية في تونس منتقلين إلى فيلات منيفة في ارقى مناطق المدينة. وإذا ارادوا شيئا كانوا يأخذونه مثلما فعلوا مع رجل اعمال فرنس اعجبهم يخته، بحسب برقية دبلوماسية اميركية نُشرت الشهر الماضي على موقع ويكيليكس.
وقال هادي غربي وهو تاجر زوارق، ان آل طرابلسي "كانوا يجبرون الناس على بيع ممتلكاتهم بأسعار بخسة، وكانوا يرغمون اصحاب العقارات على البيع كي يبنوا فنادق. كانوا احيانا يدفعون واحيانا اخرى لايدفعون".
انتشر افراد الحرس الوطني يوم الأحد لحماية مرفأ الزوارق الذي كان حتى الاسبوع الماضي تحت تصرف بلحسن طرابلسي، شقيق السيدة الأولى، في مدينة سيدي بن سعيد الساحلية المتميزة بأبواب زرقاء بهيجة تتصدر بيوتها البيضاء. ويقول سكان محليون إن بلحسن طرابلسي اشترى عنوة قطعة أرض من أحد افراد النخبة التونسية واقام عليها ناديا خاصا للقمار له ولأصدقائه. وكان المكان يعبق برائحة السمك المشوي والسيجار الفاخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات