قنبلة العادلي..
محيط ـ خاص وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلى
جاءت التصريحات المقتضبة التي ألقاها وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي بمثابة سكب النار على الزيت، حيث أكد ضلوع عناصر من تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني التابع لتنظيم القاعدة وراء تفجير حادث القديسين بالإسكندرية، الذي أسفر عن مقتل 23 شخصا وإصابة العشرات ليلة رأس السنة الميلادية.
وقال العادلي، في الكلمة التي القاها اثناء الاحتفال بعيد الشرطة والذي حضره الرئيس مبارك "أن تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني اختفوا وراء عناصر تم تجنيدها، وتأكد تورطهم الدنيء في التخطيط والتنفيذ لهذا العمل الخسيس".
وأضاف: "لن تنال اعمال ارهابية خسيسة من ارادة امة بعراقة مصر ، تأصلت في وجدان شعبيها مبادئ الوسطية وقيم التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف والارهاب ، وتمكن رجال الشرطة عبر سنوات من المواجهات الشرسة من اقتلاع جذور الارهاب والتصدي له بجسارة". آثار الدمار التي خلفها تفجير كنيسة القديسين
ووجه كلامه للمتورطين فيه قائلا" أن لم يكن إجهاض محاولاتكم السابقة رادعة لكم فلن يفلت مجرم من العقاب".
وبنظرة فاحصة للقنبلة الكلامية التي ألقاها اللواء العادلي يتلاحظ على الفور أنها ربما جاءت خالية تماما من تقديم أي تفاصيل شارحة أو براهين حول هوية المتهمين بالتنفيذ أو كيفية ارتكاب الجريمة على النحو الذي تمت به.
كما أن الوزير تحدث بلغة خطابية تتسم بالشجاعة لكنه ربما لم يحتسب لوقوع جرائم أخرى، لا قدر الله، ففيما يبدو أنه قطع عهدا على نفسه وعلى رجاله ألا تتكرر مثل هذه الحوادث الإرهابية التي تهدف لزعزعة الأمن في مصر لكن دون أن يرسل إشارات اطمئنان كافية ومقنعة لرجل الشارع الذي لم يعد يكفيه كلمة "نام وأنت مطمأن" أو اذهب إلى كنيستك أو مسجدك وأنت آمن. أذرع مسلحة لتنظيم القاعدة
الأخطر من هذا هو أن هذه التصريحات جاءت، لتؤكد بما لايدع مجالا للشك أن وراء ارتكاب الجريمة النكراء مجرمون ينتمون لتنظيم ديني إسلامي، وإن كان ذلك ليس حجة على الدين الإسلامي الذي يدعو إلى السماحة ونبذ الإرهاب، فإنه أيضا جاء ليؤكد الشعارات التي يتاجر بها بعض المتربصين بأمن مصر من مزاعم عدم عيش مسيحيي مصر في أمان بسبب وجود عدو يتلفح بالوشاح الديني الإسلامي.
في هذه الأثناء وفي تطور خطير للأحداث نفى تنظيم "جيش الاسلام" الفلسطيني تورطه في الهجوم الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس السنة الجديدة ، والذي اسفر عن مقتل 23 شخصا وإصابة عشرات آخرين.
وقال ناطق باسم التنظيم "انه ليست هناك صلة تربط بين جماعته والهجوم على الكنيسة في مصر" ، لكنه انه اشاد بمن قام به، مما يحمل أجهزة الأمن المصرية ودوائر التحقيقات عبأ إضافيا يتمثل في تقديم الأدلة القاطعة على ضلوع التنظيم المتهم في التفجير.
فالمعتاد في مثل هذه الحالات أن تتبنى إحدى التنظيمات تنفيذ العملية وهو ما يسهل مهمة رجال الأمن من تقديم الضالعين للمحاكمة لكن أن تنفي الجهة المتهمة فهذا ما يصعب مهمة رجال الأمن المصري الذين لا يشكك أحد في جهودهم المخلصة.
وهذا وإن كان في مجمله يتسق مع التهديدات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام قبل نحو شهرين على لسان مسئولي تنظيم القاعدة، الذي لا يعرف له أحد قاعدة، من استهداف الكنائس المصرية والمسيحيين إذا لم يتم تسليم وفاء قسطنطين وكاميليا زاخر زوجتي الكهنة القساوسة اللتين ترددت أنباء شبه مؤكدة عن دخولهن الإسلام. هل مازال هناك وجود للقاعدة حقا
وإن كان هذا لا يعني بالضرورة مطالبة وزير الداخلية أو دوائر التحقيق بتضليل الرأي العام وإخفاء الحقائق عنهم لكنه في ذات الوقت يثير مخاوف من معاودة حالة الاحتقان الطائفي والتخوين بين عنصري الأمة والتي كانت قد هدأت إلى حد كبير في ضوء اتهام عصابات إجرامية لا دينية بتدبير التفجير.. عموما الله يستر.
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : الأحد , 23 - 1 - 2011 الساعة : 10:48 صباحاً
توقيت مكة المكرمة : الأحد , 23 - 1 - 2011 الساعة : 1:48 مساءً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات