الخرطوم، السودان (CNN) -- تدفق الجنوبيين العائدين للإدلاء بأصواتهم في استفتاء التاسع من يناير/كانون الثاني المصيري قد يفضي لولادة أحدث دول العالم وتغيير وجه أفريقيا، يرهق المجتمعات التي تعاني أصلاً من شح الغذاء والماء وتهالك البنية التحتية في المنطقة.
وشهدت المنطقة عودة مئات الآلاف من الجنوبيين إلى المنطقة منذ اتفاقية 2005 التي أنهت الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه، إلا أنه، وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، عاد قرابة 106آلاف نازح من الشمال، وفق لجنة الإنقاذ الدولية.
ويعود الجنوبيون للإدلاء بأصواتهم في استفتاء تقرير المصير إلى منطقة تعاني في الأصل من نقص هائل في الغذاء والماء والرعاية الصحية والصرف الصحي، طبقاً للمنظمة الإغاثية.
ففي المنطقة يعيش تسعة من بين كل عشرة من الأهالي على أقل من دولار واحد في اليوم، وتتوفى فيها امرأة من سبعة جراء مضاعفات الحمل، على ما أوردت منظمة الأمم المتحدة.
وتفتقر المنطقة إلى البنى التحتية الأساسية حيث هناك 30 ميلاً فقط من الطرق المعبدة، في إقليم بحجم ولاية تكساس.
وقالت سوزن بوردن، مدير لجنة الإنقاذ الدولية: " تحدق بنا كارثة إنسانية، تضاف إلى تلك القائمة والمنسية.. وعقب ذلك هناك احتمال نزوح جماعي هائل، وتصاعد في العنف السياسي والعرقي، وأزمة إنسانية طارئة."
وتابعت: "هذه المناطق تكافح للتعافي من الحرب الأخيرة.. وتفتقر للخدمات الأساسية مثل الغذاء والبنى التحتية والوسائل اللازمة لحماية المدنيين، كما أن قدرتهم على استيعاب العائدين أو النازحين محدودة بالنظر إلى الظروف القاتمة بالفعل."
ويواجه العائدون تهديداً آخراً يتمثل في التهديدات الأمنية، حيث أجبر العنف أكثر من 220 ألف مواطن للنزوح من مناطقهم العام الماضي.
وذكرت لجنة الإنقاذ الدولية أن عدداً من المنظمات الدولية، من بينها الأمم المتحدة، وضعت خطط طوارئ للتعامل مع سكان المنطقة قبيل وبعيد الاستفتاء.
وسيحدد سكان الجنوب في الاستفتاء المقرر الأحد إما البقاء تحت مظلة الخرطوم أو الانفصال.
وانتقدت بوردين التركيز الدولي على سيناريوهات مختلفة وبشأن نتائج الاستفتاء، وتجاهل الاحتياجات الإنسانية على المنظور البعيد وسبل الحماية للمدنيين الضعفاء."
ويذكر أن الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب - 1983 إلى 2005 - أسفرت عن مصرع مليون شخص، معظمهم بسبب المجاعة.
وانتهت اتفاقية السلام الحرب الأهلية بين الجانبين ومنحت الجنوب استقلالا ذاتياً وحق الاستفتاء لتقرير المصير، الذي يتخوف الكثيرون من إشعال لشرارة العنف مجدداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات