عاد الهدوء إلى محيط المقر البابوي في حي العباسية بالقاهرة إثر اشتباكات بين متظاهرين أقباط ومسلمين، في إطار الاحتجاجات على تفجير كنيسة القديسيْن بالاسكندرية عشية رأس السنة الميلادية وأسفر عن مقتل واحد وعشرين قبطيا وإصابة عشرات آخرين.
واشتبك عدة مئات من الشبان المسيحيين مع الشرطة اثناء محاولتهم الخروج من فناء الكاتدرائية إلى الشارع للمطالبة بتوفير مزيد من الحماية للمسيحيين.
واستمر احتجاجهم حتى الليل ومنع طوق من افراد شرطة مكافحة الشغب الحشد من الخروج للشارع.
وكان عدد من المتظاهرين الأقباط قد قاموا بالاعتداء على سيارة شيخ الأزهر احمد الطيب والوفد المرافق له، لدى خروجهم من لقاء جمعهم مع البابا شنودة في المقر البابوي بالقاهرة.
وقال مراسل بي بي سي خالد عز العرب أن وفد القيادات الاسلامية الذي يضم شيخ الأزهر ووزير الأوقاف ومفتي الديار المصرية قام بزيارة ظهر الأحد إلي مقر البابا شنودة لتقديم العزاء في ضحايا حادث الاسكندرية.
وتظاهر عشرات الأقباط الغاضبين في ساحة الكاتدرائية مطالبين القيادات الاسلامية بالرحيل، وقالت مصادر أزهرية أن أحدا لم يصب وأن ما حدث يعكس حالة الغضب التي يشعر بها المتظاهرون مما يشكل حافزا إضافيا لعلاج المشاكل بشكل جذري.
رفض
على صعيد آخر رفض الفاتيكان اتهامات شيخ الازهر للبابا بنديكتوس السادس عشر بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية بسبب دعوته العالم إلى حماية المسيحيين بعد الاعتداء على كنيسة القديسين في الاسكندرية.
وكان شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب قد اتهم بابا الفاتيكان بالتدخل في الشؤون الداخلية لمصر.
وانتقد شيخ الأزهر دعوة البابا في عظة راس السنة قادة العالم الى حماية المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط.
اعتقالات
في غضون ذلك كثفت السلطات المصرية إجراءاتها الأمنية حول كافة الكنائس فى البلاد واحتجزت الشرطة سبعة أشخاص لاستجوابهم على خلفية الهجوم على الكنيسة.
وقال مصدر أمني إن الشرطة أفرجت عن عشرة أشخاص اخرين بعد استجوابهم في الحادث.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد تعهد بتعقب الجهات التي خططت لتفجير الاسكندرية في الساعات الأولى من فجر أول أيام العام الميلادي الجديد.
ووصف مبارك انفجار الاسكندرية بأنه "حلقة من حلقات الوقيعة بين الأقباط والمسلمين"، مضيفا أن "مصر برمتها هي المستهدفة".
وكان الانفجار استهدف كنيسة في حي سيدي بشر بالاسكندرية مما أدى الى مقتل 21 شخصا وإصابة 97 آخرين حسب مصادر وزارة الصحة.
وقال مصدر امني إن " فحص المعمل الجنائى أكد أن العبوة الناسفة التى تسببت فى الحادث محلية الصنع وتحتوى على مسامير وكرات معدنية لإحداث أكبر عدد من الإصابات".
كما ذكر أن ملابسات الحادث فى ظل الأساليب السائدة حالياً للأنشطة الإرهابية على مستوى العالم والمنطقة تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قد قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ.
وأنهى المصدر الأمنى تصريحاته بأن الإجراءات الأمنية المكثفة جارية على أوسع نطاق لسرعة كشف كافة أبعاد الحادث.
يذكر أن التوتر الطائفي قد تصاعد في مصر في السنة الأخيرة، ويقول المحللون ان عجز الحكومة عن التعامل مع شكاوى الأقباط من التمييز قد ساهم في زيادة التوتر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات