ا ف ب - النجف (العراق) (ا ف ب) - دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الذي عاد الاربعاء الى النجف بعد اربعة اعوام امضاها في ايران اتباعه السبت الى مقاومة القوات الاميركية "بالقتال وكل الوسائل" حتى خروجهم من البلاد.
وقال الصدر امام جموع كبيرة احتشدت قرب منزله في حي الحنانة في النجف في ظل اجراءات امنية مشددة اتخذتها الشرطة وافراد حمايته "لا زلنا للمحتل نقاوم بالمقاتلة العسكرية وبكل انواع المقاومة".
وبعد ان دعا الحشد من حين لآخر الى ان يردد "كلا كلا يا محتل كلا كلا للباطل" و"كلا كلا اميركا.. كلا كلا اسرائيل"، قال الصدر "لا نقتل عراقيا لا تمتد ايدينا لعراقي بل نستهدف المحتل فقط بكل انواع المقاومة". واضاف وسط هتافات الحشود "نريد فورا خروج المحتل (...) الهدف الاول اخراج المحتل بكل اشكال. المقاومة والسلاح لاهل السلاح فقط ورفضنا بقلوبنا للمحتل هو ايضا مقاومة".
واكد الصدر ان "العراق مر بظروف صعبة ابكت الجميع ولم يرض بها الا عدونا المشترك امريكا واسرائيل وبريطانيا (...) شنو خايفين من اميركا". وكان جيش المهدي الجناح العسكري للتيار، خاض معارك ضارية مع القوات الحكومية والاميركية ربيع 2008 في البصرة ومدينة الصدر، الضاحية الشيعية في شرق بغداد خصوصا.
وفي آب/غسطس 2008، امر الصدر بحل جيش المهدي. وكانت الميليشيا التي تاسست في 2003 تضم عشرات الالاف من الشبان الشيعة. وخاضت تمردا ضد القوات الاميركية في النجف في آب/اغسطس 2004 قتل فيه ما لا يقل عن الف من انصاره. وقد اعتبرته وزارة الدفاع الاميركية في 2006 من اكبر التهديدات التي تعيق استقرار العراق.
وتوارى الصدر عن الانظار منذ اواخر 2006 ولم يعرف مكان اقامته حتى نقل موقع "افتاب نيوز" في ابريل/نيسان 2008 عن جامعي ايراني قوله ان الزعيم الشيعي العراقي موجود في قم الايرانية لمتابعة دروس في الحوزة العلمية. وقد وصل الاربعاء الماضي الى النجف برفقة عدد من كبار مساعديه بينهم مصطفى اليعقوبي ومحمد الساعدي وحيدر الجابري. واكد مصدر في التيار الصدري ان "الصدر ليس في زيارة انما سيبقى في النجف".
من جهة اخرى، قال الزعيم الشيعي "اذا حدث ما حدث بين الاخوة من صراع فلننس الصفحة ونقلبها للابد" في اشارة الى خلافه السابق مع رئيس الحكومة نوري المالكي. واضاف "نحن شعب واحد لا نرضى بما يقوم به البعض من اغتيالات" في اشارة الى اغتيال عدد كبير من الضباط في بغداد. وطلب من الجموع ترديد "لبيك ربي لبيك يا عراق لبيك يا علي لبيك يا حسين".
من جهة اخرى، قال الصدر "لا بد للحكومة ان تسعى الى خروج المحتل باي طريقة تجدها مناسبة، بعد توفيرها الخدمات للشعب". واضاف "نناشدها كفى للعراق احتلالا ولا بد من خروج المحتل سمعنا عهدا منها انها ستخرج المحتل ونتنتظر ان تفي بوعودها". ودعا الى "الافراج عن المعتقلين والمظلومين".
كما دعا الى "انهاء معاناة الشعب العراقي بتوحدنا وتكاتفنا كفاكم تصارعا وتحاربا اما آن للشعب ان يعيش بتوحد وبامان واستقرار؟". وتابع الصدر "يوجد امر اخر لا بد من قوله رغم انني لا اتدخل بالسياسة.تشكلت الحكومة فاذا كانت في خدمة امن الشعب وسلامته وتوفير الخدمات له فنحن معها لا عليها واذا لم تخدم الشعب فهناك طريق لا بد من اتباعها سياسيا".
وللتيار الصدري 39 نائبا في البرلمان المكون من 325 مقعدا. كما نال حقائب وزارية هي الاسكان والعمل والموارد المائية فضلا عن وزارة الدولة للسياحة والاثار ووزارتين من دون حقيبة في الحكومة التي تشكلت اواخر الشهر الماضي.
ولا يثق الاميركيون كثيرا بالصدر. وقد ابدى سفيرهم في بغداد جيمس جيفري اعتراضه علنا على استلام التيار الصدري اي وزارة امنية بعد ان طالب التيار بذلك.
وكان الصدر من ابرز المعارضين لرئيس الوزراء نوري المالكي الى حد نعته ب"الكذاب" في وسائل الاعلام. لكنه غير موقفه اثر فتوى من مرجعه المقيم في ايران كاظم الحائري بضرروة تاييد المالكي. ويتمتع الصدر المولود مطلع السبعينات، بشعبية هائلة في اوساط فقراء الشيعة وخصوصا في مدينة الصدر، ذات الكثافة السكانية العالية. وقد ورث مقتدى الصدر هذه الشعبية عن والده المرجع محمد محمد صادق الصدر الذي قتله النظام السابق في 1999 مع اثنين من ابنائه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات