يمكن أن يتمرد أو يثور الإنسان لانتهاك خصائصه التى يتشارك فيها مع الحيوان مثل حاجته للأكل والشرب والتكاثر، ويمكن أن يثور الإنسان لانتهاك إنسانيته مثل حاجته للحرية والكرامة والعدالة.
التمرد من النوع الأول يستبدل مستبدا بمستبد أكثر قدرة على تلبية حاجات الإنسان الحيوانية على حساب المزيد من انتهاك حاجاته الإنسانية. وهذا هو ما فعله الاتحاد السوفييتى (المستبد) عقب الثورة البلشفية ضد حكم القيصر الأقل استبدادا، وهذا هو ما عمدت إليه النخب العربية التى أحلت حقوق البشر الحيوانية محل حقوقهم الإنسانية.
إذن، أمام الثائرين التونسيين سيناريوهان: الأول أن ينتصروا ضد من انتهك حيوانيتهم على حساب إنسانياتهم بأن يقبلوا أن يحل مستبد جديد محل مستبد قديم بشرط توفير الغذاء والعمل والعلاج. والسيناريو الثانى هو أن يناضل إخواننا فى تونس من أجل الحق فى حياة تليق بإنسانياتهم، ليس باستبدال مستبد بمستبد وإنما نظام حكم مستبد بنظام حكم ديمقراطى. ولهذا فإن شعار الثورة القائل «خبز وماء.. وبن على لا» ليس كافيا. ولا بد أن يحل محله «حرية وعدالة.. واستبداد لا».
إن أحداث الثلاثين يوما الأخيرة هى رسالة تونسية لأشقائهم العرب.
رسالة يقول فيها التونسيون لو كنا نعلم الغيب، لو كنا نعلم مدى ضعف حكامنا، لما لبثنا فى العذاب المهين.
رسالة تقول إن النمو الاقتصادى بدون ديمقراطية حقيقية لن يخلق رصيدا من الشرعية يمكن ال
التمرد من النوع الأول يستبدل مستبدا بمستبد أكثر قدرة على تلبية حاجات الإنسان الحيوانية على حساب المزيد من انتهاك حاجاته الإنسانية. وهذا هو ما فعله الاتحاد السوفييتى (المستبد) عقب الثورة البلشفية ضد حكم القيصر الأقل استبدادا، وهذا هو ما عمدت إليه النخب العربية التى أحلت حقوق البشر الحيوانية محل حقوقهم الإنسانية.
إذن، أمام الثائرين التونسيين سيناريوهان: الأول أن ينتصروا ضد من انتهك حيوانيتهم على حساب إنسانياتهم بأن يقبلوا أن يحل مستبد جديد محل مستبد قديم بشرط توفير الغذاء والعمل والعلاج. والسيناريو الثانى هو أن يناضل إخواننا فى تونس من أجل الحق فى حياة تليق بإنسانياتهم، ليس باستبدال مستبد بمستبد وإنما نظام حكم مستبد بنظام حكم ديمقراطى. ولهذا فإن شعار الثورة القائل «خبز وماء.. وبن على لا» ليس كافيا. ولا بد أن يحل محله «حرية وعدالة.. واستبداد لا».
إن أحداث الثلاثين يوما الأخيرة هى رسالة تونسية لأشقائهم العرب.
رسالة يقول فيها التونسيون لو كنا نعلم الغيب، لو كنا نعلم مدى ضعف حكامنا، لما لبثنا فى العذاب المهين.
رسالة تقول إن النمو الاقتصادى بدون ديمقراطية حقيقية لن يخلق رصيدا من الشرعية يمكن ال

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات