بُحَّ صوتنا وشُرخت حناجرنا، قلنا مراراً وتكراراً إلقاء جمرة هذا الملف الإرهابى الطائفى المشتعلة فى حِجْر «الداخلية» وحضن أجهزة الأمن خبل سياسى وفقر فكرى وقلة حيلة وجريمة متعمدة، الضابط والعسكرى ووزير الداخلية هم نهاية الطابور المحارب للإرهاب. وزير التعليم مدان، وليس وزير الداخلية، فمناهج التعليم تبث الكراهية والفرقة وهو مشغول بقضية الكتب الخارجية وملحمة المدارس التجريبية وأسطورة الكتابة عن إنجازات الحزب الوطنى فى كتب التاريخ. وزير الإعلام مدان قبل وزير الداخلية فهو لم يستيقظ لخطر الفضائيات الدينية إلا بعد فوات الأوان، عندما أفرخت هذه الفضائيات مليون مشروع إرهابى ومليون داعية طالبانى. وزير الأوقاف د. زقزوق مدان قبل اللواء حبيب العادلى لأنه سمح للمنابر بأن تصرخ فى ميكروفوناتها بكل هستيريا شاتمة ومهينة لأبناء الديانات الأخرى.. كلنا مدانون عندما نُصر على أنها مجرد أصابع خارجية وأن شعبنا تمام التمام، لا فلنصحُ ونعترف بأن الفتنة صارت بداخلنا، وبأن مزاجنا وسلوكنا صار طائفياً بامتياز.. نحن عنصريون فى العمل والوظائف والكلام والتلسين وعلى المنابر وفى الفضائيات وامتحانات الشفوى ومناهج التعليم وأوراق قبول المدارس ونصوص الفتاوى.. إلخ، لابد أن نعترف بأن بلدنا على صفيح ساخن، وأن الدولة المدنية الصريحة هى الحل.
يا أهل مدينتنا.. هذا قولى، انفجروا أو موتوا، رعبٌ أكبرُ من هذا سوف يجىء، لن ينجيَكم أن تعتصموا منهُ بأعالى جبل الصمت.. أو ببطون الغابات، لن ينجيَكم أن تختبئوا فى حجراتكمُ أو تحت وسائدِكم..أو فى بالوعات الحمَّامات، لن ينجيَكم أن تلتصقوا بالجدران، إلى أن يصبح كل منكم ظلا مشبوحا عانقَ ظلا، لن ينجيَكم أن ترتدُّوا أطفالا، لن ينجيَكم أن تقصر هاماتكمُ حتى تلتصقوا بالأرض، أو أن تنكمشوا حتى يدخل أحدكمُ فى سَمِّ الإبرة، لن ينجيَكم أن تضعوا أقتعة القِرَدة، لن ينجيَكم أن تندمجوا أو تندغموا، حتى تتكون من أجسادكمُ المرتعدة كومةُ قاذورات فانفجروا أو موتوا، انفجروا أو موتوا.
صدقت يا شاعرنا الجميل، ولكنى أضيف إلى شعرك بيتاً ناقصاً: «لن تنجيكم طائراتكم الخاصة الرابضة على ممرات المطارات، وأرصدتكم المتورّمة فى البنوك والبورصات!».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات